تتزايد معدلات الإصابة بمرض الحساسية في الكويت بسبب التغيرات البيئية، مما يتطلب الحاجة إلى أطباء متخصصين وافتتاح عيادات جديدة. زفت اختصاصية أمراض الباطنية والحساسية والمناعة في مركز عبدالعزيز الراشد للحساسية د. منى سليمان الأحمد بشرى سارة للمرضى الذين يعانون الربو الشديد، حيث قالت إن هناك علاجا مناعيا سيكون متوافرا في الكويت قريبا لعلاج الربو الشديد، وهو علاج يعطى عن طريق الحقن لأمراض الربو الشديد المقاومة للعلاج التقليدي، ويؤخذ هذا العقار بالحقن مرة كل أسبوعين ولفترة لا تقل عن سنة، موضحة أن أغلب الأبحاث التي أجريت على العقار أثبتت فعاليته الكبيرة، وأكدت أن مرض الحساسية هو مرض العصر.وأوضحت د. منى الأحمد في حديثها لـ«الجريدة» أنه وبسبب ازدياد المترددين على المركز وارتفاع أعداد مرضى الحساسية فإن المركز بحاجة إلى أطباء حساسية متخصصين، كما أضافت أن المركز بصدد افتتاح عيادات جديدة وسيشهد توسعة في مبانيه لتواكب هذه الأعداد المتزايدة والمترددة عليه.وقالت: إن الحساسية مرض مزمن يتطلب علاجا مدى الحياة، مشيرة إلى أن أمراض الحساسية تصيب حياة المريض بالشلل فهي تؤثر على %30 من عمله و%30 من حياته الشخصية و%30 من حياته الاجتماعية، وفيما يلي تفاصيل اللقاء:أنواع الحساسية* ما الحساسية وما أنواعها ؟- الحساسية هي خلل في الجهاز المناعي ينتج عنه إفراز أجسام مضادة شاذة، وهي رد فعل مبالغ فيه من الجهاز المناعي، حيث يقوم الجهاز المناعي في جسم الإنسان بإفراز أجسام مضادة ضد مواد محسسة طبيعته موجودة في البيئة، مثال على ذلك زيادة تهيج الغشاء المخاطي المبطن للجهاز التنفسي العلوي والسفلي عند التعرض لرائحة الغبار عند الأفراد المصابين بهذا النوع من الحساسية، وكذلك في حالات نوبات ضيق التنفس والسعال والطفح الجلدي عند أكل فاكهة الفراولة عند الأشخاص المصابين بحساسية ضد طعم الفراولة مثلا، كما أن أمراض الحساسية متعددة، فمنها ما يصيب الجهاز التنفسي أو الجلد أو العينين.وتختلف أمراض الحساسية باختلاف مسبباتها، فهناك حساسية الجهاز التنفسي العلوي والسفلي، وهي من أكثر أنواع الحساسية شيوعا في الكويت ومنطقة الخليج العربي، وهناك حساسية الجلد وهي ثاني أكثر أنواع الحساسية شيوعا في المنطقة، وهناك حساسية من الأدوية مثل المضادات الحيوية، البنسلين ومشتقاته، الانسولين، وغيرهما، وهناك حساسية من الأطعمة وهذا النوع من الحساسية يختلف باختلاف سن المريض، فعند الأطفال تكثر حساسية الأطعمة من حليب الأبقار، القمح، البيض، الفول السوداني والمكسرات والصويا، أما عند الكبار فتكثر حساسية الأطعمة بسبب تناول الأسماك والقشريات مثل الروبيان وأم الربيان، الفول السوداني والمكسرات.كما أن حساسية الربيان والمكسرات كالفول السوداني تعتبر من أكثر أنواع الحساسية خطورة، حيث إنها تلازم المريض طوال حياته، وقد تختص عند %20 من المرضى فقط.* ما أسباب حدوث المرض؟- مرض الحساسية كغيره من الأمراض المزمنة، له أسباب وراثية وأخرى مكتسبة من البيئة، والجهاز المناعي يحتاج الى فترة 3 - 4 سنوات من العيش في بيئة معينة حتى يعيد برمجة خلايا المناعة للتحسس أو التعايش مع هذه البيئة، فهذا يظهر واضحا في الجاليات والوافدين عند انتقالهم من بلادهم للعمل في الكويت، فتظهر عليهم أعراض الحساسية الخاصة بالبيئة المحلية، وهناك موسمان للحساسية في الكويت وهما: فترة الربيع (مارس، ابريل، مايو)، حيث تتفتح الأزهار، والموسم الآخر هو الخريف قبل دخول الشتاء (سبتمبر، أكتوبر، نوفمبر).وقد اعتبرت منظمة الصحة العالمية مرض الحساسية خامس أكثر مرض مزمن شيوعا في العالم.90 ألف مريض* ما حجم المترددين على المركز؟- تردد على قسم الحساسية التابع للمركز خلال العام الماضي نحو 90 ألف مريض، كما زار المركز نحو 60 ألف حالة خلال النصف الأول من عام 2008، وفي هذا الإطار فإنني أؤكد استعداد المركز التام لتلقي التحويلات من المراكز الطبية.* ما أفضل العلاجات فعالية لمرضى الحساسية؟- الأدوية والعقاقير التي يتناولها مرضى الحساسية تسيطر على أغلب أعراض المرض، بينما العلاج الوحيد الذي يعطي فعالية بنسبة تفوق الـ%80 هو العلاج المناعي، ونحن في مركز عبدالعزيز الراشد للحساسية نستقبل يوميا بين 300 إلى 400 مريض من جميع الأعمار، ويتضاعف هذا العدد إلى 800 في أوقات الحساسية.كذلك فإنني أبشر المرضى الذين يعانون حالات الربو الشديد، بوجود علاج مناعي سيكون متوافرا في الكويت، وهو علاج يعطى عن طريق الحقن لأمراض الربو الشديد المقاومة للعلاج التقليدي، ويؤخذ هذا العقار بالحقن مرة كل أسبوعين ولفترة لا تقل عن سنة، وهو علاج آمن وأغلب الأبحاث التي أجريت عليه أثبتت فعاليته الكبيرة.* ما نسبة انتشار المرض في الكويت؟ - مرض الحساسية من الأمراض التي تتزايد في الكويت، بسبب عوامل الجو والتغيرات البيئية، ولكنه عند الحد المتبع عالميا.* ما الجديد في طرق العلاج؟- العلاج المناعي أفضل العلاجات، فالتطعيم أو ما يعرف بالفاكسين من الأشياء الجديدة، وهو يعطى كحقن شهريا ولفترة من 3 إلى 5 سنوات، وهو فعال بشكل كبير، كما أن هناك «نقطا» تعطي تحت اللسان، وهذا كله يعطى في وحدة العلاج المناعي الموجودة في المركز، وهناك نحو 300 مريض يتلقى العلاج المناعي في المركز و%80 منهم شفي من أعراض الحساسية وقلل من الاعتماد على الأدوية.* ما النصيحة التي تقدمينها الى مرضى الحساسية؟- انصح من يعانون الحساسية بتجنب الخروج في أوقات «الطوز» والغبار، التي تثير الحساسية، وإذا خرجوا فيجب عليهم أن يستخدموا الكمام المبلل لمنع دخول الملوثات إلى الأنف والرئة وإغلاق النوافذ لمنع دخول الملوثات، وبعد العودة الى المنزل يجب غسل جميع الملابس التي تم ارتداؤها.وأدعو مرضى الحساسية إلى عدم الخوف من أدوية الحساسية، فأنا ألاحظ أن أغلب المرضى يأخذون حبة الحساسية يوما أو يومين، ثم يهملونها وهذا سلوك خاطئ، ويجب عليهم عدم الخوف من مادة الكورتيزون الموجودة في الأدوية التي يتناولونها، لأن درجة امتصاص الدم لها تكون ضئيلة جدا، وأضرارها على المريض لا تذكر، وأعتقد أن المريض بحاجة إلى توعية أكبر.وحدات جديدةقالت د. منى الأحمد: إن مركز عبدالعزيز الراشد لأمراض الحساسية افتتح عددا من الوحدات الجديدة مثل وحدة العلاج المناعي ووحدة علاج حساسية الأكل والأدوية، وأوضحت أن المركز يتلقى المرضى المصابين بأنواع محددة من الحساسية، منها حساسية ضد الأكل وحساسية الجلد والأدوية ومن ضمنها المضادات الحيوية.
محليات
منى الأحمد لـ الجريدة: العلاج المناعي أفضل الطرق لعلاج مرضى الحساسية منظمة الصحة العالمية اعتبرته خامس أكثر مرض مزمن شيوعاً في العالم
09-06-2008