إذا كنا سمعنا عن الهوايات الشائعة المنتشرة في العالم مثل جمع العملات والطوابع والصور والتحف النادرة، حمل إلينا العصر الراهن هواية جديدة أُطلق عليها هواية القرن 21، وهي جمع بطاقات الهاتف الفارغة التي حجزت لها مكاناً على خارطة الهوايات الأخرى المعروفة، وأصبح لها هواة ومولعون يقدر عددهم بمئات الألوف في بعض الدول الأجنبية.

Ad

في التحقيق التالي، لمحة عن بداية ظهور هذه البطاقات واستخدامها في العالم وأغربها وأندرها وغيرها من الأسرار.

يقول المهندس خليفة عبد اللطيف (مدير المركز المصري للهواة في القاهرة): «تعتبر هواية جمع البطاقات التلفونية من أحدث الهوايات التي يمكن أن نطلق عليها هواية القرن 21. ظهرت للمرة الأولى في إيطاليا عام 1979 باعتبارها الدولة الأولى في العالم التي استخدمت نظام البطاقات التلفونية، تلتها اليابان التي استخدمت هذه البطاقات عام 1981، ومع انتشارها في معظم أنحاء العالم، بدأ جمعها يستهوي البعض، فظهرت بعض النوادي العالمية والنشرات الدورية المتخصصة في شراء هذه البطاقات وبيعها وتبادلها بين الهواة على غرار النظام المتّبع في هواية جمع العملات وطوابع البريد.

تعد الإصدارات الإيطالية واليابانية الأولى الأندر في العالم، باعتبارهما أول دولتين استخدمتا هذه التقنية الجديدة في إجراء الاتصالات، وما يدل على ذلك أنه في عام 1986 بيعت بطاقة يابانية فارغة بمبلغ 500 ألف دولار في مزاد عالمي، اشتراها أحد المولعين بجمع هذه البطاقات، وكان هذا المبلغ الأغلى الذي يدفع في بطاقة تلفونية فارغة حتى الآن بسبب ندرتها».

يضيف عبد اللطيف: «تعتبر إيطاليا صاحبة نصيب الأسد في عدد الهواة الذين يقدر عددهم بنحو 500 ألف هاو، تليها اليابان، إذ يقدر عددهم بنحو 250 ألف هاو، في حين لا يتجاوز عددهم في مصر 2500 هاو، فيما تعد الإمارات والسعودية والكويت وسلطنة عمان أكثر الدول العربية بعد مصر في عدد هواة جمع البطاقات التلفونية.

انتشار واسع

حول بداية ظهور تقنية الاتصال عبر البطاقة في مصر يقول عبد اللطيف: «شهد العام 1985 بداية الاستخدام الأول لهذه البطاقات في مصر، التي أصدرتها الهيئة القومية للاتصالات، (تسمى اليوم الشركة المصرية للاتصالات)، في بعض المدن الكبرى كالقاهرة والجيزة والإسكندرية ثم عممت في المحافظات الأخرى، وظهرت أول بطاقة للهيئة في ذلك الوقت مكتوب عليها كلمة (أرينتو) بالإنكليزية، وهي اختصار لإسم الهيئة القومية للاتصالات، ثم توالت إصداراتها التي كانت تتباين أشكالها وفئاتها وتستخدم في إجراء الاتصالات المحلية والدولية في آن، وتدرجت أسعارها من 5 إلى 40 جنيهًا، ومع بدء تطبيق نظام الخصخصة في مصر ظهرت شركات اتصال أخرى منافسة للهيئة، وطرحت بطاقات جديدة بمسميات مختلفة، من بينها بطاقة تذكارية فئة 5 جنيهات كتب عليها (هدية مجانية وليست للبيع)، وزعت مجاناً لفترة محدودة كشكل دعائي وبلغ سعرها في ما بعد 100 جنيه، بسبب ندرتها.

يلاحظ عبد اللطيف أن كل دولة تتفنن في تصميم البطاقات الصادرة فيها بحيث تبدو جذابة وتعكس تراثها وحضارتها وتاريخها من خلال الصور أو المعلومات التي تزودها بها، على سبيل المثال، تتميز البطاقات الصادرة في دول الخليج باحتوائها على المعالم والصور التراثية مثل القلاع والحصون القديمة وسباق الخيول، «في السعودية تزدان البطاقات بالمناظر الدينية مثل الكعبة المشرفة ومسجد الرسول (ص)، وتعد البطاقات المطبوعة عليها صورة الكعبة الأندر والأغلى، نظراً إلى صدور قرار بوقف التعامل بها بعد فترة قصيرة من طرحها، كي لا يساء التعامل معها بسبب خصوصيتها الدينية».

يضيف عبد اللطيف: «في إيطاليا، صدرت مجموعة عليها صور لأشهر لاعبي كرة القدم بسبب العشق الجنوني لهذه اللعبة هناك، وفي أسبانيا تنتشر مجموعة عليها صور لحيوانات برية ومصارعة الثيران، وفي المجر تنتشر مجموعة لعجائب الدنيا السبع، فيما يغلب على البطاقات الصادرة في أميركا الطابع السياحي مثل تمثال الحرية»، مشيرا الى أن أغرب البطاقات التي ظهرت حتى الآن البطاقة التذكارية التي صدرت في أميركا في أوائل ثمانينات القرن الماضي وصنعت من الذهب الخالص ورسمت عليها صورة ملكة الإغراء الأميركية الشهيرة مارلين مونرو وبيعت في مزاد بنحو 10 آلاف دولار وهي فارغة.