طموحها لا حدود له. يحمل إليها كل يوم أعمالاً جديدة وأحلامًا تحققها بفضل إرادتها. لم تقل يومًا «لا أعرف» فهي نشيطة ومثابرة بهدف التميّز في الإنتاج كما الإخراج والتمثيل. رندلى قديح الفنانة الموهوبة تعلمت تخطّي الخجل لتجاوز الصعوبات التي تعترضها في المجتمع الشرقي. عن أحلامها وأعمالها تحدثت الى «الجريدة».

Ad

تملكين صفات عدة، كاتبة سيناريو ومخرجة وممثلة ومغنية. أين أنت من تلك الصفات؟

الفن متداخل ولم أخرج عن نطاقه. أنا مخرجة وأملك شركة انتاج هي upside down منذ أكثر من عشر سنوات متخصّصة بإخراج الفيديو كليب والإعلانات والمسلسلات التي تعرض على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال. لا أفرق بين الإخراج والتمثيل لأنهما في دمي. أمارس عملي كمخرجة وراء الكاميرا وممثلة أمامها، وفي كلا الحالتين لا أتدخل في عمل الآخرين.

هل الصفتان متكاملتان بالنسبة إليك؟

بالطبع. عندما أقف أمام الكاميرا لأؤدي دوري لا أتدخل في عمل المخرج الذي يدير العمل، لكنني أشعر بإمكان أن أقف بطريقة مختلفة أو أتخيل طريقة أخرى للقطة تصويرية. لكل فنان أسلوبه الخاص، لذلك لا أستطيع التدخل في عمل الآخرين، يقتصر عملي على أداء دوري كممثلة تعرف كيف تتحرك أمام الكاميرا.

ألا تؤثر صفتك كمخرجة سلبًا في حجم مشاركتك في التمثيل كونك قادرة على فضح هفوات المخرج؟

معظم الأعمال التي أديتها في دور البطولة أو في دور أساسي، كانت مع الاستاذ الراحل انطوان ريمي والمخرجين ايلي معلوف وسمير حبشي. عندما يعرض علي دور معين يكون لائقاً بقدراتي التمثيلية. في المسلسل الاخير «الليلة الأخيرة» رأى المنتج مروان حداد أنني أستطيع تقديم دور الشريرة، ترددت كثيرًا قبل القبول به لأنه مغاير للصورة التي أحبني فيها الجمهور. كان الدور تحديّا بالنسبة اليّ. يجب أن ينوع الممثل في أدواره وليس صائبًا أن يقدم الدور الذي يليق بشكله فحسب.

نحن في عصر الصورة والإثارة وفورة الكليبات، أين أنت من ذلك كله؟

أذهب الى أقصى الجنون من حيث الثياب والألوان القريبة من أسلوب الفوازير مثلما أفعل مع الفنانة روزي، أو أذهب الى الدراما كما أفعل مع الفنان غدي، وذلك وفق الأغنية واللحن والكلمة وقدرة الفنان ومدى اعتياده على الكاميرا.

إضافة الى ذلك لدي أفكاري الخاصة التي تترك بصمتي في الأعمال. أقدم الكليب بمثابة فيلم قصير فأرسل من خلاله رسالة، عندها لا يكون مجرد صور ملصقة ببعضها. ثمة أسلوب وصورة محددة أنطلق منهما، اي نوع الصورة التي أريد تقديمها وطبع الفنان إن كان استعراضيًا أم رومانسيًا، مثلا صورت أخيرًا كليبًا للفنانة فيفيان مراد باطار كلاسيكي متحرك. إذاً، يعتمد الأسلوب الذي أتبعه على الكاميرا المتحركة التي تأخذ الصور بطريقة لينة غير متقطعة. كذلك صورت في اسبانيا كليبًا استعراضيًا مجنونًا وخرافيًا مع الفنانة روزي، هذا أسلوبها لذلك لا أستطيع أن أقدمها بصورة كلاسيكية، في المقابل لا أستطيع أن أقدم فضل شاكر بأسلوب عمرو دياب.

هل صدف أن تصادمت مع فنان لم تعجبه أفكارك؟

بعدما أسمع الأغنية أعمل على استنباط الفكرة. يقترح علي بعض الفنانين أفكاره. لا أعترض على ذلك لأن الفنان هو صاحب العمل بل أدعمه، فإما أكمل فكرته مع ابداء توجيهاتي واضمها إلى فكرته وفق طريقتي الخاصة، أو أعرض فكرتي الكاملة مع اعداد الثياب والألوان لأن شقيقي هو مديري الفني، لذلك أنسق شخصيًا كل شيء في العمل من الألف الى الياء. كل الفنانين الذين تعاونت معهم سابقًا كرروا التجربة لأنهم راضون عما أقدمه.

كيف تقوّمين ارتباط اسمك بفنانين محددين؟

هذا جيّد. لأنه يثبت أنني أقدّم لهؤلاء الجديد والمبتكر. يتعاون غدي دائمًا معي لأنني أقدمه في إطار جديد وأساعده في الظهور كممثل خصوصًا أنه يحب التمثيل، كذلك روزي. صورت أخيرًا كليبًا رائعًا لصبحي توفيق الذي فوجئ بأدائه التمثيلي، فلماذا لا يستمر الفنان في التعاون معي طالما يظهر دائمًا بحلة جديدة؟

أي رندلى ناشطة اليوم؟

طالما أتولى الأعمال في شركة الإنتاج، فأنا ناشطة في هذا الإطار، اظن أنني أملك نعمة كبيرة هي علاقاتي الاجتماعية وحب الجميع وترحيب الناس بي في منازلهم للتصوير، فبات اسمي يسهّل علي تعاملي مع الآخرين في لبنان والخارج.

هل من مخرجين تفضلين العمل معهم كممثلة؟

كلا. لأن لكل منهم أسلوبه الخاص، لا أركز على هوية المخرج بل على الدور الذي سأؤديه، فإن لم يقدم لي جديدًا ويضيف الى أسلوبي ويعلمني شيئًا اضافيًا لا أسعى اليه.

أيهما أصعب، الإخراج أم التمثيل؟

يحتاج التمثيل الى الابتعاد عن مجرد تسميع النص وكذلك إن لم ينبع السيناريو من الواقع لا يمكنني أداء الشخصية. التمثيل احساس داخلي فعندما أبكي في المسلسل، أذرف دموعًا حقيقية ولا أتظاهر بذلك. بعد مسلسل «حكاية أمل» عشت حال احباط حقيقية لأنني تقمصت الشخصية، أديت دور الام التي تشهد وفاة ابنتها، فاستمريت في البكاء بعدما انتهى تصوير المشهد.

لماذا يقبلون في أميركا المخرج والممثل في آن مثل ميل غيبسون مثلاً؟ لماذا لا يقبلون في لبنان ذلك ويعتبرون أن ممارسة التمثيل والاخراج في آن هي تعدٍّ على المهنة، إضافة الى ذلك لست مغنية ولا يعني لي الغناء ولا اريده. كتبت أغنية بالفرنسية تتضمن مقطعًا بالعربية وكانت عبارة عن دعابة في البداية، لحنها صديقي ألان صوايا ووزعها وسام غزاوي فقلت لمَ لا أطرحها في السوق وما زلت مترددة حتى الآن.

لماذا، هل لأنك تخشين الانتقاد؟

على الممثل أن يعرف كل شيء، مثل الفنانة كارول سماحة البارعة في المجالات كافة. إن لم يفهم المخرج الذي يصور كليبًا يتضمن لوحة راقصة في الرقص كيف سيتمكن من تصوير اللوحة ووفق اي احساس وأي تقنية؟

هل تفسحين في المجال أمام الفنانين ليمثلوا؟

بحسب شخصية الفنان واستعداده للتمثيل. عبّر لي صبحي توفيق منذ الجلسة الأولى أن ما يهمه هو صوته وليس شكله وصورته، لكنني قلت له أنني سأمكنه من التمثيل، فعندما شاهد الكليب فوجئ بأدائه. كل ما يحتاج اليه الفنان هو نسيان كل شيء في لحظة التصوير والإحساس بنفسه وبالأغنية.

هل تصوّرين لفنان لا تقتنعين بفنه؟

لم أكن اهتم لذلك سابقا، لكنني راهنا بت أفكر كثيرًا، لأني أرفض بذل جهودي في عمل لا يفيني حقي.

هل طلب منك تصوير كليب مثير؟

نعم، لكنني أجد دائماً الطريقة المناسبة لإخرج الكليب وفق ما أراه مناسبًا.

هل تفضّلين التمثيل أم الإخراج؟

يحتاج التمثيل الى وقت طويل وتفرّغ كلي والتركيز على الدور. نشهد راهنا موسم تصوير الكليبات بعدما عادت الحركة الى لبنان، لذلك لست متفرغة له.

هل تعتبرين أنك حققت الانتشار العربي ؟

أستطيع قول ذلك، فحيثما أذهب في الدول العربية من دبي الى الاردن وسوريا وغيرها يعرف الجمهور اسمي وهويتي وذلك بفضل عرض أعمالي بكثافة على شاشة «ميلودي» وأدواري في المسلسلات.

قلت مرة، «حسمت أمري ولن أتعامل مع النساء»، ما سبب هذا القول؟

كنت غاضبة حينها لكنني سأصور من جديد. تُظهر بعض الكليبات صورة المرأة اللبنانية بشعة في العالم العربي. بالنسبة إليّ أقدم المرأة مثلما أتخيلها وأراها سيدة راقية غير رخيصة. ولدت في افريقيا وعشت في باريس وأسافر كثيرًا، فتكونت لدي صورة المرأة الراقية التي نلتقيها في الحياة، إذا كانت الفنانة تبحث عن صورة رخصية فهي تعرف جيدًا أنها لن تجد ذلك عندي.

هل حققت ما تطمحين إليه؟

كل يوم أحقق جديدًا لكن طموحي غير محدود. أبحث دائمًا عن كل ما يضيف إلى مسيرتي الفنية، عندما شعرت بأنني أريد تسجيل أغنية فعلت وابتكرت عطرًا يحمل اسمي. عندما أفكر بأمر ما أسعى الى تحقيقه، فالحياة قصيرة وعلينا الإستفادة من كل يوم.

كيف تطوّرين نفسك وما هي الحدود التي تقفين عندها؟

أقرأ كثيرًا وأتابع التقنيات الحديثة. حدودي هي الأخلاق فحسب، ممنوع العري واستغلال النساء كسلعة رخيصة، ولكن ما ليس ممنوعًا هو إيصال إحساس معين للمشاهد.

كونك امرأة منتجة في مجتمع شرقي، ألا تواجهين صعوبات؟

أحارب يوميًا وبعدما كنت خجولة سابقا، أدركت انه كلما كانت الشخصية قوية، تجاوزت الموضوع. ثمة من يحب الأذى ويغار ويحسد، لكن من يجتهد يصل. عملت في الاعلانات منذ أكثر من عشر سنوات وفرضت نفسي تدريجًا بفضل جهدي الخاص ولم أرفض يومًا فرصة ولم أقل إنني لا أعرف هذا أو ذلك، أجبرت نفسي على تعلم كل شيء.

زرت بلدانًا كثيرة، لماذا عدت الى لبنان؟

ولدت في كوتونو وعشت هناك 15 عامًا قبل أن أسافر الى فرنسا لأتابع دراستي، وعندما زرت لبنان وقصدت جديّ في النبطية- جنوب لبنان، تعلقت بهذا البلد مع أن الحياة كانت صعبة ومليئة بالدمار، أحبه إلى درجة أنني لن لن أرحل عنه بل سأحضر خطيبي الاسباني ليستقر معي هنا.

ما رأيك في الانتاج اللبناني؟

يتحسن وهو مدعوم إضافة الى بدء عرضه في الخارج. كنا نخشى الا يفهم الآخرون اللهجة اللبنانية لكن «حكاية أمل» عُرض في كل العالم وعبر الفضائيات فتعرف الجمهور العربي الى المسلسل اللبناني، اضافة الى الانتاج السينمائي الذي ما زال مزيجًا بين الانتاج اللبناني والاجنبي.

أين هو بالنسبة للعالم العربي؟

انتاجنا للكليب ضخم مقارنة مع انتاج العرب وهو الوسيلة الوحيدة لدعم عمل الفنان، لذلك تصرف الاموال الطائلة فيه. هذا جيد بالنسبة الينا لكن عدد الفنانين يتزايد وانتاج الكليب ايضًا فضلاً عن الاعلانات. أتساءل دائمًا طالما تُصرف الأموال الطائلة على الكليبات فلماذا لا تُصرف على مسلسلاتنا وأفلامنا؟

هل تستهويك مسلسلات عربية معينة؟

أحب الاعمال السورية التاريخية وأشعر أن ثمة ضخامة في انتاجها واهتمامًا بكل التفاصيل، ما يقنع المشاهد بصدقها. كذلك أحب الأعمال المصرية وأخيراً التركية. لدينا في لبنان ممثلون جيدون ونصوص جميلة، لذلك بات من الضروري العمل على الانتاج وكسب دعم الدولة لهذا القطاع.

ماذا تحضرين راهنا؟

صورت كليبات لألين خلف وصبحي توفيق وهشام الحاج وديو اسباني- عربي، وسنصور قريبًا كليباً لروزي، عندي مجموعة من الكليبات ستعرض قريباً وستفاجئ الجمهور بتنوّعها واختلافها.