في إطار سياسة الانفتاح والحوار التي أطلقتها إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما في المنطقة، زار القائم بأعمال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان ومستشار الأمن القومي لشؤون الشرق الاوسط دانيال شابيرو العاصمة السورية أمس، في ختام جولة لهما برفقة وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون شملت مصر واسرائيل والأراضي الفلسطينية ولبنان.

Ad

وأجرى الوفد الأميركي الأرفع مستوى منذ أكثر من أربع سنوات والذي يزور سورية، محادثات مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم، دامت أربع ساعات، بحضور مستشارة الرئيس السوري للشؤون الاعلامية بثينة شعبان، ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد. ويعود آخر اتصال على هذا المستوى بين البلدين الى يناير 2005، عندما زار المسؤول الثاني في وزارة الخارجية الاميركية ريتشارد ارميتاج، دمشق.

وأكد فيلتمان في ختام الاجتماع، أن المحادثات «كانت بناءة جداً، من اجل تحسين العلاقات الثنائية» بين سورية والولايات المتحدة. وأضاف أنه بإمكان سورية أن «تلعب دوراً مهماً وبنَّاء» في الشرق الاوسط.

ورفض المسؤول الأميركي كشف تفاصيل عن المحادثات، مكتفياً بالقول: انها تناولت عدداً من القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، وأضاف: «لقد وجدنا كثيراً من النقاط المشتركة اليوم، ولم تكن هناك موضوعات محظور مناقشتها، نريد تحقيق نتائج، لكن لا يُتوقع تغير الأمور دراماتيكيا بين ليلة وضحاها».

وأشار فيلتمان الى أن المحادثات جاءت بناء على نتائج الاجتماع الذي عقده في واشنطن في 26 فبراير المنصرم، مع السفير السوري عماد مصطفى. وأضاف: «لدينا هواجس تجاه سورية وانا متأكد ان لدى السوريين هواجس تجاهنا، اليوم كان فرصة لنبدأ التعامل مع هذه الهواجس بشكل مباشر».

وختم: «أنا متأكد أن السوريين سيدرسون الخيارات التي سنقدمها في المستقبل، بينما سندرس نحن كذلك الخيارات التي ستقدمها سورية».

وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان اللقاء الأميركي- السوري بحث «العلاقات الثنائية بين البلدين وآليات تعزيزها، اضافة الى تبادل وجهات النظر ازاء الاوضاع الاقليمية بهدف تحقيق السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الاوسط».

ولفتت «سانا» الى أن «وجهات النظر كانت متفقة بشأن أهمية استمرار الحوار بينهما لتحقيق الأهداف التي تخدم مصالحهما المشتركة وتحقيق الامن والاستقرار في المنطقة».

في غضون ذلك، شددت وزيرة الخارجية الأميركية خلال زيارتها لأنقرة أمس، على أهمية مفاوضات السلام السورية- الاسرائيلية غير المباشرة.

وقالت كلينتون ان بلادها لم تتخذ قرارا بعدُ بخصوص اعادة السفير الأميركي إلى دمشق، في وقت أكد وزير الخارجية التركي علي باباجان أن بلاده مستعدة لاستئناف المحادثات إذا كان هناك طلب من الجانبين.

على صعيد آخر، علمت «الجريدة» أن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل زار القاهرة تسعين دقيقة أمس، حيث التقى الرئيس المصري حسني مبارك.

وكان من اللافت أن كلا من وكالتي الأنباء المصرية والسعودية الرسميتين لم تذكرا حتى ليل امس أي نبأ عن هذه الزيارة.

(دمشق - أ ف ب، رويترز، أ ب، كونا، د ب أ)