في الوقت الذي تستعد المؤسسة العامة للرعاية السكنية لتوزيع عشرة آلاف وحدة سكنية في مدينة صباح الأحمد على المخطط، تواصل صهاريج الهيئة العامة للصناعة إلقاء النفايات السائلة الشديدة الخطورة بمحاذاة المدينة ضاربة بتحذيرات الهيئة العامة للبيئة عرض الحائط، حتى بات المكان الذي لا يبعد عن المنطقة السكنية سوى ثلاثة كيلومترات مرتعا خصبا لتكاثر البكتيريا والميكروبات. وكشفت مصادر إسكانية وبيئية متطابقة لـ "الجريدة" أن "لون التربة في المنطقة بدأ يتحول إلى الدكنة، نتيجة ارتفاع منسوب تلك المخلفات وقربها من سطح الأرض، إضافة إلى مياه الصرف الصحي غير المعالجة، وهو ما يعوق تأهيل المنطقة الجنوبية لتكون منطقة حضرية متكاملة وفقا للمخطط الهيكلي الثالث للدولة".

وأوضحت المصادر أن "تلك المعضلة البيئية إن لم تجد حلا فسيعزف المواطنون عن تخصيص قسائمهم في هذا المشروع الناشئ مما يؤدي الى تراكم الطلبات الخاصة بالرعاية السكنية، ويجعل تلك المنطقة معرضة للانهيارات وانبعاث الروائح الكريهة والغازات السامة وانتشار انواع البكتيريا والحشرات".

Ad

يأتي ذلك في وقت تعالت صرخات الهيئة العامة للبيئة منادية بإغلاق هذا المكب وتغطيته بطبقة من التربة الطبيعية العازلة، لا سيما مع الموافقة على إنشاء مردم جديد على طريق "الأبرق"، مطالبة في الوقت نفسه بإعادة تأهيل المرادم القريبة من المناطق السكنية وعمل مسح ميداني للوقوف على حالتها وتقدير مدى خطورتها وفق أنظمة السلامة البيئية للأمم المتحدة وبروتوكول "كيوتو".

وأكدت الهيئة أن "جميع المرادم القديمة في الكويت تشكو عدم المسؤولية، وأنها جميعا تعاني تلوثا بيئيا لاسيما أن بعضها قريب جداً من المناطق السكنية الجديدة بسبب الزحف العمراني اتجاهها شمالا وجنوبا".