تقوم مراكز خدمة المواطنين في طول البلاد وعرضها بعمل قلما نجد مثيلاً له إذ يشتمل مركز خدمة اليرموك الذي يعد واحداً من تلك المراكز على موظفين أكفاء متفانين في خدمة إخوانهم ساعين إلى إنجاز معاملاتهم في سرعة البرق.

«الله يعطيج العافية وماقصرتي يابنيتي، فكيتينا من زحمة المراجعات وخلصتينا بسرعة» مقولة مواطنة طاعنة في السن لموظفة تعمل في مركز خدمة المواطن في منطقة اليرموك التابع لمراكز خدمات وزارة الداخلية تعبر أصدق ما يكون التعبير عن مدى ما تقدمه تلك المراكز وخصوصا في اليرموك من خدمات راقية، تسهل الإجراءات على المراجعين، وتجعلهم يخرجون من المركز في أقصى حالات الرضا، وبالطبع فإن تلك الموظفة الحائزة هذه الشهادة ليست الوحيدة بل هي مثال واحد على العديد من النماذج التي تتفانى في أداء عملها بما يسهم في إظهار المركز بتلك الصورة المشرقة على الرغم من الكم الهائل من الأعمال المناط به، فكم من الاعمال تقدمها مراكز الخدمات إلى المواطنين من دون أن يعي الكثيرون منهم مدى أهمية تلك المراكز، التي تتنوع خدماتها بين الهجرة، والمرور، والجنسية والجوازات، وتنفيذ الأحكام، بالإضافة إلى خدمة البطاقة المدنية التي أضيفت إلى الخدمات التي تقدمها مؤخرا، فضلا عن سرعة إنجاز المعاملات والمعاملة الراقية للمراجعين في صالات الانتظار.

Ad

ففي جولة استطلاعية لـ«الجريدة» لاستكشاف طبيعة العمل في مراكز الخدمات، توقفت عند مركز خدمة المواطن في اليرموك، لتشاهد على الطبيعة حركة العمل الانسيابية التي تجعل المراجعين ينهون أعمالهم في أسرع وقت وبفاعلية لا تضاهى، إذ كانت بداية المراجعة أن يدخل المواطن الى مركز الخدمة ويأخذ رقما، ثم يجلس في صالة الانتظار حتى يأتي دوره لانجاز معاملته، فما إن يجلس حتى يجد بجانبه سلة ممتلئة بالشوكولاته، والبسكويت بأنواعه المختلفة، بالإضافة إلى الشاي أو العصير أو القهوة التي يقدمها له عامل الخدمة من دون مقابل، وإذا التفت المراجع صوب الناحية الاخرى وجد الصحف اليومية المحلية المختلفة كلها، وهو ما يساعد على استثمار وقت الانتظار في ما يفيد، ليستقبله الموظف حين يأتي دوره بابتسامة عريضة وينجز له معاملته في أسرع وقت.

آخر راحة

يبدأ موظف الخدمة في التعامل مع المعاملة، فإذا كانت تحتاج إلى رسوم مادية معينة أبلغ بها المراجع، ونادى أحد عمال الخدمة وطلب منه أن يأتي بالطابع المقصود، بينما يكون المراجع جالسا في مقعده، أما إذا كانت المعاملة غير مستوفية الشروط ردها له بكل احترام، وطلب منه عمل اللازم لانجاز معاملة قانونية من دون أي تجاوزات.

أما في مركز خدمة المواطن في اليرموك، فكان مسؤول المركز المقدم وليد المصيريع يعمل ميدانيا في صالة المركز، مستقبلا المراجعين واستفساراتهم ومزيلا كل العقبات التي تعرقل سير العمل، تاركا مكتبه وما فيه من سبل الراحة مفضلا عليه التعب وبذل الجهد من أجل إنهاء معاملات المراجعين، فضلا عن ان الموظفين داخل المركز منخرطون في أعمالهم، منصرفين عن الجلوس وتداول الاحاديث في ما بينهم، فكانت العملية أشبه ما يكون بتنظيم عسكري داخل معركة حامية، على الرغم من أن الموظفين جميعهم مدنيون إلا مسؤول المركز الذي يكون ضابطا في وزارة الداخلية.

إحصاءات

ينجز مركز اليرموك في الاسبوع ما بين الف ونصف الالف الى الفي معاملة، وفي الشهر تصل المعاملات الى ثمانية آلاف، جميعها يقوم بها الموظفون من دون تأفف أو تململ وفي أسرع وقت ممكن، وهو ما يوضحه أحد المراجعين في مركز اليرموك إذ يقول «ما يمديني دخلت وأخذت رقم حتى طلعت من المركز» معبرا بذلك عن سرعة إنجاز معاملته من دون أي تأخير أو تعطيل، وكذلك يقول المواطن محمد الجاسم الذي كان يراجع المركز فيقول «مركز اليرموك من أفضل مراكز الخدمة في البلاد، ناهيك عن الخدمات الجانبية التي يقدمها للمراجعين»، أما المراجعة أم عبدالله فامتدحت المركز قائلة «مركز جيد، ولا يعيبه سوى عدم وجود مواقف تساعد على سرعة الوصول اليه».

ومن جانبه قال أحد المسؤولين في إدارة مراكز خدمات وزارة الداخلية إن «مراكز الخدمة فعالة في تسهيل العمل واسراع انجاز المعاملات، وتحتوي على موظفين ناشطين، ولا مكان للمتقاعسين فيها، وهناك توصيات مشددة من وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد، ووكيل وزارة الداخلية الفريق أحمد الرجيب من أجل تسهيل مهام العمل وحسن استقبال المواطنين في مراكز خدمات المواطنين في جميع أنحاء البلاد، وحذرت من التقاعس والإهمال» مبينا أن الوزير والوكيل «جعلا المسؤولين يضعون خدمة المواطنين نصب أعينهم، وشددا على محاسبة المتقاعسين حتى لا يتعطل إنجاز المعاملات».

إرشاد وتوعية

وأوضح المسؤول أن «مدير مراكز خدمات المواطنين العقيد صالح العبيد ومساعده العقيد سامي الجزاف عملا جاهدين على تطبيق هذه التوصيات من دون تقصير، فضلا عن الخدمات الكبيرة التي يقومان على تنفيذها في جميع مراكز الخدمات من دون استثناء»، مؤكدا أن لـ «ادارة العلاقات العامة في وزارة الداخلية دورا كبيرا ومهما في عملية إرشاد المواطنين، والعمل على توعيتهم في مجالات مراكز الخدمة، حتى يكونوا في وضع سليم وقت تقدمهم لإنجازهم معاملاتهم الخاصة»، مبينا ان «مدير ادارة العلاقات العامة بالوزارة العقيد عادل الحشاش يتواصل دائما مع مسؤولي مراكز الخدمة، لتباحث عملية ارشاد المواطنين، وتوعيتهم في مجالات مراجعاتهم، ناهيك عن الخدمات الكثيرة التي تقوم بها الادارة إزاء المراجعين في معاملاتهم المختلفة».

مراكز الخدمة للمواطنين لا الخدم

قالت إحدى الموظفات في أحد مراكز خدمات المواطنين «إن مراكز الخدمة للمواطنين وليس لخدمهم، فنريد من المواطنين أن يقوموا بمراجعاتهم بأنفسهم، ولا يعتمدوا على خدمهم فيها، وعلينا خدمتهم من دون أي تقصير، فلماذا يقوم المواطنون بإرسال خدمهم وسائقيهم ووضع أوراقهم الرسمية والمهمة بين أيدي الخدم، ليقوموا بأعمالهم في غيابهم، مع العلم أن بعض المواطنين لا يعلمون ماذا يفعل هؤلاء الخدم في غياب «معزبيهم»؟!

وأشارت إلى مدى خطورة وضع المستندات الرسمية بين أيدي السائقين لانجاز معاملات كفلائهم، فضلا عن التوكيلات التي يعطيها المواطنون لسائقيهم لانجاز معاملاتهم، وفي حال قيام الخادم بأعمال غير قانونية تضر بمصلحة كفيله، يقوم الاخير بتوجيه العتب واللوم إلى الموظفين وإلى وزارة الداخلية بكاملها، فمن المسؤول عن ذلك؟! وما الاجراءات المتبعة في هذه الحال؟!

سلبية  من العيار الثقيل

هناك سلبية ولكنها ثقيلة جدا في ميزان السلبيات الاخرى في الحياة، ولكن هذه السلبية الثقيلة تكون في إدارات مراكز خدمة المواطن، وهي أن غياب الموظف المسؤول عن أي قسم من الاقسام يوقف العمل في المركز تماما ولا تسير عجلة العمل فيه أبدا، ولا يجوز لاحد أن يحل محله، ويجلس الموظفون في مكاتبهم بعد أن غاب مسؤولهم عن العمل من دون أن يحرروا اي معاملة، حتى لو كانت بسيطة، ولا يمنعهم من الذهاب إلى بيوتهم إلا قرار العمل الحكومي الذي يعاقب من يترك عمله من دون استئذان من المسؤول، فالمعاملة تنتظر توقيع المسؤول، وهو غائب عن العمل، فلا يحل أحد محله، الا إذا كان المشرف العام للمركز موجودا، وفي يده أن يحرك المعاملة أو يتركها لحين حضور الموظف المسؤول.

2.000.000 معاملة سنوياً تنجزها مراكز الخدمات

ينجز كل مركز خدمة مواطن في البلاد في اليوم الواحد من ثلاثمئة الى اربعمئة معاملة، وفي الاسبوع لا يقل ما ينجز عن 2000 معاملة، وفي الشهر لا يقل عن ثمانية آلاف معاملة، وفي السنة يكون مجموع المعاملات التي ينجزها جميع مراكز خدمات المواطنين في البلاد مليوني معاملة.

مشاركة عزاء

تتقدم أسرة «الجريدة» إلى رئيس مركز خدمة المواطن باليرموك المقدم وليد المصيريع بخالص العزاء، لوفاة المغفور لها بإذن الله تعالى السيدة حرمه إثر حادث أليم، داعية الله أن يسكنها فسيح جناته، ويلهم أهلها الصبر والسلوان... إنا لله وإنا إليه راجعون.

شكر وتقدير

كل الشكر والتقدير إلى موظفي وموظفات جميع مراكز خدمات المواطنين في البلاد، وخصوصا مدير مركز خدمة المواطن في اليرموك المقدم وليد المصيريع وكلا من عبدالله الهاجري وحصة وخلود المزيني ولطيفة الشعبان وبشاير المطيري وشمايل الخبيزي ووضحة العتيبي.