تتطلع شركة نفط الكويت إلى الوصول الى هدفها القاضي بوصول سقف الغاز المحروق إلى 1 في المئة فقط من جملة الغاز المصاحب بحلول عام 2012، أو قبل ذلك في ضوء وجود شبكة تضمن مرونة كافية لتحقيق هذا الهدف في مختلف الاوقات.

بدأ انتاج الغاز الطبيعي في الكويت عبر حقل تجريبي في العام الماضي، وتُزمع شركة نفط الكويت على زيادة انتاجها من الغاز ليصل الى نحو 600 مليون قدم مكعبة في اليوم بحلول عام 2011، ونحو مليار قدم مكعبة في اليوم بحلول عام 2015. وتقوم الشركة في الوقت الحاضر بتشييد البُنى التحتية وتطوير القائم منها، بغية تجهيزها للتعامل مع كميات النفط والغاز المتوقعة في المستقبل المنظور.

Ad

ولا يمكن للشركة ان تحقق الزيادات المرتقبة في الانتاج، إلا من خلال استخدام تقنيات الاكتشافات المتطورة وتكنولوجيا الاستخراج المعزز، وتسعى الشركة الى مواصلة التنقيب عن المصادر الهيدروكربونية في تكوينات جيولوجية اعمق من التكوينات التي يُستخرج منها النفط والغاز في الوقت الحاضر.

وكان البحث عن الغاز الطبيعي قد بدأ بالفعل في الكويت منذ سبعينات القرن الماضي، لكن بعد ست سنوات من الحفر والتنقيب ذهبت كل الجهود من دون جدوى، حيث لم يتم العثور على اي كميات تجارية من الغاز.

وقد انتظرت الشركة حتى عام 2005 لتكثف جهودها من خلال استخدام المسح السيرزمي المتطور، حيث تمكنت للمرة الاولى من العثور على كميات من الغاز الطبيعي الحر في التكوينات الطباشيرية في المناطق الواقعة شمال الكويت.

ونقلا عن نائب الرئيس العضو المنتدب لشؤون التخطيط والغاز محمد حسين، فان تقنيات البحث والانتاج والادارة الخاصة بالغاز الطبيعي تختلف عن تلك المستخدمة في مجال النفط، لان فائض النفط يمكن تخزينه او تصديره اذا لم تكن طاقة التكرير الخاصة به كافية، اما في حال الغاز الطبيعي فالامر يختلف لان تكامل السلسلة القيمية للغاز امر شديد الحساسية، ويتطلب ان يكون محددا منذ البداية لكي لا يتبقى غاز اضافي ينتهي مصيره الى الاحتراق.

وتتطلع شركة نفط الكويت الى الوصول الى هدفها القاضي بوصول سقف الغاز المحروق الى 1 في المئة فقط من جملة الغاز المصاحب بحلول عام 2012، او قبل ذلك في ضوء وجود شبكة تضمن مرونة كافية لتحقيق هذا الهدف في مختلف الاوقات.

ولتحقيق ذلك، فان وجود خريطة طريق تقنية امر حيوي جدا لتخطيط مراحل التطوير، وهذا ما تعمل الشركة في ضوئه حاليا، كما ان المخلفات الثقيلة سيتم استخراجها ومعالجتها في مصنع إسالة الغاز البترولي، اما ما يتبقى فيتم تحويله الى وقود.

ويتم في الوقت الحاضر تطوير ستة حقول للغاز الطبيعي في شمال الكويت، وسيذهب معظم انتاج هذه الحقول الى محطات توليد الكهرباء في الداخل، ومع ان المرحلة الاولى قد أُنجزت بنجاح، فان البيانات مازالت تُجمع بهدف تحليلها للتعرف بصورة افضل على المكمن من اجل بناء النموذج الامثل لإدارته.

وتوجد حاليا خطة لنحو 90 بئرا وبناء 6 منصات، وقد تم التعاقد بهذا الخصوص، وسيكون استخدام التكنولوجيا الاحدث بهدف تعظيم معدل الاستخلاص من المكمن، وايجاد افضل الحلول لمعالجة الغاز الثقيل او الحامض.

واكد محمد حسين ان جهودا حثيثة ستُبذل خلال السنوات الخمس المقبلة لتعزيز انتاج الغاز في الكويت، وان هذه الجهود تتطلب اموالا طائلة لانها ذات كثافة رأسمالية عالية. ويتضمن البرنامج فحص طبقات اعمق في الحقول الراهنة، بما في ذلك حقل برقان.

لكن حسين اضاف ان هذه المهمة صعبة، وليس هناك شيء مؤكد بالنسبة للاستكشاف، وليس امام الشركة من خيار غير الاستثمار في افضل انواع التقنيات من اجل تعظيم العوائد المحتملة بأسرع وقت ممكن.

وكانت شركة نفط الكويت ومؤسسة البترول الكويتية قد نظمتا بالتعاون مع معهد الكويت للابحاث العلمية ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي، مؤتمرا علميا عن تطوير حقول الغاز الطبيعي في الكويت في شهر اكتوبر الماضي، شارك فيه باحثون وعلماء جيولوجيا ومهندسون ومديرون متخصصون في صناعة الغاز من دول مختلفة، على مدى ثلاثة ايام، وقد عرضت خلاله عدة اوراق مهمة تتعلق بهذه الصناعة.

تجدر الاشارة إلى ان الكويت كانت على مدى عدة سنوات تحصل على حاجتها من الغاز الطبيعي من مصادر خارجية. وبحثت خططا مع كل من قطر والعراق وايران لتزويدها باحتياجاتها من الغاز الطبيعي، كما اجرت عدة دراسات جدوى اقتصادية قام بها مستشارون خارجيون لهذا الغرض، لكن كافة هذه الخطط قد تعطلت في منتصف الطريق لاسباب فنية او سياسية.

وكانت جهات مسؤولة في شركة نفط الكويت اطلقت في عام 2007 تصريحات متفائلة عن اكتشافات الغاز الطبيعي في البلاد، لكن تبين لاحقا انها كانت مبالغا بها وان الكميات التي تم التأكد من وجودها ليست بالحجم المتوقع.