ذكرت «أوابك» أن عام 2008 كان عام جميع المفارقات بامتياز على صعيد السوق النفطي، فخلال النصف الأول منه حلقت أسعار النفط عاليا لتلامس الـ150 دولارا للبرميل، لكنها سرعان ما بدأت تتهاوى في انحدار حاد، وتتدحرج إلى ما دون الـ40 دولارا في نهاية النصف الثاني من العام.

قالت منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك) ان عائدات الاقطار الاعضاء في المنظمة تراجعت خلال الربع الرابع من 2008 إلى 83 مليار دولار هبوطا من 191 ملياراً في الربع الثالث من نفس العام، بعد ان بلغت 146 و188 ملياراً للربعين الثاني والثالث على التوالي.

Ad

وأكدت المنظمة في افتتاحية نشرتها الشهرية ان العائدات النفطية تعد المحرك الرئيسي لعجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في هذه الاقطار، مبينة أن انخفاض العائدات جاء انعكاسا لتراجع الاسعار عالميا. وأوضحت النشرة ان عام 2008 كان عام جميع المفارقات بامتياز على صعيد السوق النفطي، فخلال النصف الاول منه حلقت اسعار النفط عاليا وكادت تلامس عتبة الـ150 دولارا للبرميل في شهر يوليو، لكنها سرعان ما بدأت تتهاوى في انحدار حاد وتتدحرج الى ما دون الـ40 دولارا في نهاية النصف الثاني من العام لاسيما في ديسمبر، فاقدة نحو 110 دولارات.

وأشارت إلى أن السبب في ذلك كان الاختلال الهيكلي للاقتصاد العالمي، الذي عصفت به ازمة مالية كانت الاسوأ التي يشهدها العالم منذ الكساد الاقتصادي الكبير بين عامي 1929 و1933، إذ اثر تضعضع الاسواق المالية العالمية سلباً في الاقتصاد الحقيقي.

رفع الطاقة الإنتاجية

وأضافت ان ذلك انعكس بشكل واضح على السوق النفطي، مما ادى الى تراجع الطلب العالمي على النفط وما نتج عن ذلك من الاثار على مستوى الاسعار، مبينة ان مشاريع الاستثمار في رفع الطاقة الانتاجية باتت مسألة يشوبها الكثير من عدم اليقين في جدواها الاقتصادية.

وذكرت ان من مفارقات عام 2008 ان الامدادات العالمية من النفط قد نمت بنحو 1.7 مليون برميل يوميا، لتصل الى 86.3 مليون برميل يوميا في عام 2008، وهو اعلى مستوى لها مسجل على الاطلاق، حيث شكلت حصة بلدان «اوبك» 42.5 في المئة من الاجمالي. وانخفض النمو الاقتصادي العالمي الى ما دون معدل 4 في المئة، إذ استمر اربع سنوات على التوالي ليبلغ 3.8 في المئة خلال عام 2008، وقد انعكس ذلك على الطلب العالمي على النفط الذي انخفض بمقدار 100 الف برميل يوميا مقارنة بعام 2007، ليصل الى 86.2 مليون برميل يوميا عام 2008، وهو انخفاض في الطلب لم يشهده السوق النفطي منذ امد بعيد.

وأضافت النشرة انه وبفضل وفرة الامدادات النفطية خلال العام تجاوز متوسط المخزون التجاري المسجل خلال السنوات الخمس الاخيرة، موضحة ان التطور الملحوظ الذي شهده السوق النفطي هو حدة تقلبات اسعار النفط التي تخطت الـ90 دولاراً للبرميل خلال الربع الاول من عام 2008، ثم تجاوزت حاجز الـ100 دولار للبرميل خلال ربعه الثاني، وبلغت 148 دولارا في بداية الربع الثالث.

سلة «أوبك»

وأشارت الى ان اسعار سلة «اوبك» الـ13 ارتفعت من 88.5 دولاراً للبرميل في يناير 2008 الى اعلى مستوى لها على الاطلاق في شهر يوليو، وهو 131.2 دولارا للبرميل، أي بما يزيد على 42 دولاراً للبرميل.

وقالت ان الاسعار ما لبثت ان تراجعت خلال الربع الاخير من عام 2008 الى 39.5 دولاراً للبرميل في ديسمبر 2008، وهو ادنى مستوى لها لم تبلغه منذ اربع سنوات انقضت. وأشارت الى ان «اوبك» وفي ظل سعيها الحثيث الى تحقيق استقرار السوق، والحفاظ على اسعار النفط الخام عند مستويات عادلة تضمن التوازن للسوق وتلقى قبول المنتجين والمستهلكين على حد سواء، أقدمت خلال الربع الاخير من العام على اتخاذ عدة قرارات لإعادة السوق الى التوازن.

وخفضت «اوبك» في هذا الاطار إنتاجها بمقدار 2.2 مليون برميل يوميا، ليبلغ اجمالي تخفيضها 4.2 ملايين برميل يوميا من مستوى الانتاج الفعلي لشهر سبتمبر 2008، وهو مستوى خفض لم تشهده من قبل. وجاء هذا الخفض للحد من تراجع الاسعار الذي من شأن استمراره ان يؤدي بكل تأكيد الى اعادة النظر في الاستثمارات، التي كان يزمع رصدها لمشاريع التوسع في الطاقة الانتاجية والوصول بها الى مستوى قادر على تلبية الطلب المتزايد على النفط في المديين المتوسط والبعيد.

ولفتت نشرة «اوابك» الى ان المنتجين يواجهون اعباء ومخاطر ضخامة وكثافة المتطلبات الاستثمارية الكفيلة ببناء طاقات انتاجية اضافية قد لا تكون الحاجة اليها ماسة في ظل الظروف، التي يمر بها الاقتصاد العالمي والسوق النفطي.

وقالت إن الاوضاع التي يشهدها السوق النفطي في الوقت الحاضر تحتاج الى تضافر جهود جميع فرقاء الصناعة النفطية، لاسيما البلدان المنتجة والمصدرة من خارج «اوبك» التي تستأثر بما يقارب الـ60 في المئة من اجمالي الإمدادات العالمية.

(كونا)