في خطوة هي الأولى من نوعها منذ اجتياح صدام حسين الكويت العام 1990، شاركت مطربة المقام العراقي فريدة في مهرجان القرين في الكويت بدعوة رسمية من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وأحيت حفلة مميزة على مسرح الدسمة. إلتقيناها خلف الكواليس وسط التدريبات مع فرقتها ودار الحوار التالي.

Ad

حدثينا عن مشاركتك في {مهرجان القرين}.

ليست المرة الأولى التي أغني فيها أمام الجمهور الكويتي، سبق أن اطليت عليه للمرة الأولى عام 1989 على مسرح الدسمة أيضاً، سعدت باللقاء الثاني مع هذا الجمهور الذي يعشق الغناء العراقي لأن لغته قريبة من المفردة العراقية والجملة الموسيقية العراقية بحكم التقارب الأسري والجغرافي بين البلدين، ولأني أول فنانة عراقية تحيي حفلا بدعوة رسمية، بعد عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

ما حدث تجاه الكويت من النظام البائد يعتبر جريمة إنسانية، لكن الشعب العراقي لا ذنب له، لمست كل الحب والتقدير للفن العراقي من خلال حضور آلاف المعجبين الكويتيين حفلاتي سواء في المهرجانات العربية أو الأجنبية...

كيف تقيّمين تجربتك في أداء المقام لا سيما أنه من إختصاص الرجل في الأصل؟

كانت البداية صعبة مع أن فنانات عراقيات سبق أن غنّين المقام، من بينهن لميعة توفيق وصديقة الملاية والفنانة المبدعة المعتزلة مائدة نزهت. بالنسبة إلي تخصصت فيه في المعهد الموسيقي الذي أنشأه الموسيقار الراحل منير بشير في بغداد وتتلمذت على يده وعلى أيدي كبار أساتذة المقام العراقي آنذاك، ما جعلني أتشرّبه وأحفظه وأتخصص فيه لأنه يحمل النكهة العراقية الأصيلة، كذلك لا أنسى دور زوجي واستاذي محمد حسين كمر الذي كان يعطيني الدروس في المعهد وساعدني على صقل موهبتي بعدما تزوجنا، ما أثمر نجاحاً على المستوى المهني، ولا أنسى سنوات الغربة التي أدت دورها في تأصيل المقام العراقي، باختصار إنه ملاذي الجميل في شخصيتي وفي فني.

هل ثمة خلافات بينك وبين زوجك خلال العمل، كيف تتفادينها؟

أوكل كل شيء إليه، سواء بالنسبة إلى الفرقة وتجميعها أو بالنسبة إلى تقديم أغنيات جديدة أو حتى المشاركة في المهرجانات والحفلات الغنائية، فهو يتمتع بحس عالٍ وبعقلية واسعة وشاملة تؤهله إلى أن يكون صمّام الأمان في علاقتنا كزوجين وفي عملنا الفني المشترك، مع ذلك تحدث خلافات بيننا كأي زوجين ولكن نجتازها بسرعة البرق أثناء البروفات، تذيب حرارة العمل وديمومته الخلافات.

هل يتمتع ولداك بموهبة الغناء؟

إبني عبد اللطيف عازف عود من الدرجة الأولى ويتمتع بالموهبة والقدرة على العزف بشكل رائع. في البداية لم يدرس العزف بشكل أكاديمي لأنه ترك العراق وهاجر الى هولندا. خلال وجوده معنا في هولندا تعلّم على أيدي زوجي محمد وخاله الذي يعمل عازفاً في الفرقة بعد ذلك صقل موهبته بالدرس، أما ابنتي ثريا فتكمل تعليمها الجامعي في هولندا أيضاً.

كيف تجدين الإهتمام بالفنان العراقي؟

يمرّ العراق بفترة حرجة وصعبة ويدفع ضريبة الحرية والديمقراطية التي ننشدها منذ زمن، لكن عتبي على الدولة التي يجب أن تهتمّ بالفنان العراقي المبدع لأنه يخدم وطنه عبر مشاركاته ومساهماته الفنية في المهرجانات العالمية، وكثيرا ما ألتقي فنانينا في الخارج وفي دول الجوار وأجدهم متعبين في بلاد الغربة ويحتاجون لمن يحتضنهم ويحتويهم ويتبناهم ليعطوا بشكل أفضل.

وأين العراق في أعمالك؟

يبقى العراق في حنايا القلب والوجدان، أحمله معي أينما أكون وأنتظر أن تشرق شمس الإستقرار والأمان عليه ليعود مع مبدعيه وفنانيه ومثقفيه منارة للفنون في العالم أجمع، لا أعرف كيف أصف لك مدى سعادتي وعنفواني عندما أشارك في مهرجانات عالمية وأجد من يصفق لي بعدما أنتهي من وصلتي الغنائية، فأشعر بأن هذا التصفيق لبلدي العراق الشامخ دائماً وأبداً.