غلّفت روح كويت الماضي وفريج أول أوبريت «فريج الخير»، بمصاحبة رقصات معبرة لتلاميذ المدارس، كما صدحت أصوات أجيال مختلفة في حب الديرة. بمناسبة احتفالات الكويت بالعيد الوطني الثامن والأربعين وذكرى التحرير الثامنة عشرة، قدمت وزارة الإعلام الأوبريت الوطني التراثي «فريج الخير» برعاية وحضور وزير الإعلام الشيخ صباح الخالد، وقد حضر إلى مسرح الوزارة في السالمية العديد من الشخصيات الكبيرة والشيوخ.قدم الحفل في البداية الاعلامي علي حسن، ثم ألقت الإعلامية الكبيرة منى طالب إحدى الزهيريات التي تغنت في روح الوطن وحب صاحب السمو الأمير وسمو ولي عهده الأمين.وبدأ الأوبريت في لوحته الأولى بحوار درامي بين بوعبدالله (محمد حسن) وبوناصر (جاسم النبهان)، متمنيين أن يديم على الفريج العز والسعادة والخير، وكذلك الملا (ابراهيم الصلال) الذي قال «الله لا يغير علينا، ياحلو الفريج بعياله»، والنوخذة (محمد المنيع) يتحدث عن الأيام الجميلة والخير الذي عمّ الديرة.ثم فاصل غنائي يجسد عادات أهل الفريج (أهل أول) في كويت الماضي من خلال عدة فنون.غنت فطومة وطارق سليمان «فريج الخير» من خلال فن المروبع، وأدت فرقة التلفزيون مع سليمان العماري وطارق سليمان فن الشابوري في أغنية «طق يا مطر»، ثم التوشيحة التي تصاحب فن الصوت، ثم انتقلت الصورة إلى «الشاوي»، وقد أدى زايد الزايد الأغنية وهي من الفن الصومالي.وعبرت اللوحة الثانية عن الحرف التي امتهنها أهل الكويت من أجل تأمين لقمة العيش، من بينها صنّاع السفن المعروفون بالقلاليف، والبناؤون (البناني) والخراز، والبزاز، وقام بأداء فقرات لوحة الحرف فرقة التلفزيون وطارق سليمان والكورال بفنون (سواحلي ايحال، رشاد، طنبورة، بناتي)، ثم مشهد «الهوشة في الفريج» غناء زايد الزايد فن دزة والكورال فن صومالي، وهنا تدخل الملا أو المطوع (ابراهيم الصلال) لإيقاف شجار أولاد الفريج ويقف حكماً بينهم ومن ثم يحكم عليهم بالتصالح والتسامح في ما بينهم.وعبرت اللوحة الرابعة عن ملتقى كبار وأهل الفريج في المقهى، وأدت فرقة التلفزيون وسليمان العماري أغنية من الفن لعبوني.أما مراسم الزواج فقد جسدتها اللوحة الخامسة، وأدت أغنياتها المختلفة فطومة من «هب السعد» و«اليلوة» ثم فن القادري رفاعي و«الدزّه».وانتقلت الأحداث إلى الفريج وتجمع أهله من أجل مواجهة خطر العدوان على الفريج، فتكاتف أهل الفريج تحت قيادة الشيخ وحملوا السلاح في «عرضة برية» قامت بأدائها فرقة التلفزيون.وعانق الفنان الكبير حسين جاسم بصوته العذب الحنين إلى الماضي، ليتذكر الشارع المنسي وما تبقى من فريج الأمس وناسه الذين رحلوا عنه وجمعتهم الطيبة.وفطومة تؤدي فن عدني عن الماضي الجميل والبيوت المفتوحة والأمان والأم التي تخبز الرقاق.وعلى ايقاع الرومبا يغني الصوت الجريح عبدالكريم عبدالقادر معدداً مناقب أهل الفريج، فهم أهل النخوة والغيرة سواء من الحضر أو البدو، فالجميع يضع الكويت أولاً قبل شيء.ثم أدت فرقة التلفزيون أغنية من فن سامري نقازي «سلام الله على الديرة من أولها لتاليها/ وسلامي ألف يا جبله وحي الشرق والمرقاب».وأخيراً طارق سليمان بفن مروبع أعقبه موال للشاعر المصري مصطفى صادق الرفاعي: (بلادي هواها في لساني وفي دمي/ يمجدُها قلبي ويدعو لها فمي/ ولا خيرَ فيمن لا يحبُّ بلادَهُ)ثم قدم جميع المشاركين لوحة الختام «وياها وياها بالسره والضره».أوبريت «فريج الخير» من كلمات عبداللطيف البناي وألحان أنور عبدالله، وتمثيل الفنانين ابراهيم الصلال ومحمد المنيع وجاسم النبهان ومحمد حسن، وغناء المطربين حسين جاسم وعبدالكريم عبدالقادر وفطومة وطارق سليمان والطفل زايد الزايد، وإخراج عبدالله عبدالرسول.
توابل - مسك و عنبر
أوبريت فريج الخير... الذاكرة تستدعي كويت الأمس صاغ كلماته البناي وألحانه أنور عبدالله
03-03-2009