سفير الكويت لدى اسبانيا عادل العيار أكد أن هناك عددا من العراقيل تواجه المستثمرين الاجانب، داعيا الى فتح المجال لهم للاستثمار في الكويت وتسهيل الاجراءات امامهم، حتى لا يتجهوا إلى محطة اقتصادية اخرى.أكد سفير الكويت لدى اسبانيا عادل العيار وجود تحركات جادة لفتح باب الاستثمار الكويتي داخل اسبانيا، مشيرا إلى لقاءات مسؤولي الاقتصاد بين البلدين والى عدد من الاتفاقيات الحكومية بينهما. وقال العيار في لقاء مع الصحافيين بمناسبة معرض «اكسبو 2008» المقام في مدينة سرقسطة الاسبانية «بعد احداث 1991 أصبح هناك خوف من الاستثمار في اسبانيا»، مؤكدا أن الأرضية الاقتصادية في اسبانيا جيدة، وفي تصاعد مستمر ومهيأة للاستثمارات الكويتية.وأكد العيار أن هناك عددا من العراقيل تواجه المستثمرين الاجانب، داعيا الى فتح المجال لهم للاستثمار في الكويت وتسهيل الاجراءات امامهم، حتى لا يتجهوا إلى محطة اقتصادية اخرى.وقال العيار في مقر السفارة الكويتية في مدريد العاصمة الاسبانية، ان التجاذب السياسي بين الحكومة والمجلس أمر لابد منه، واضعا علامة استفهام على تداخل السلطات في ما بينها، مشيرا بالقول «في بعض الامور يتدخل البرلمان في أمور بعيدة عن دوره!».وبشأن مشاركة الكويت في معرض «اكسبو» قال «نفتخر بما حققه الجناح الكويتي من نجاح متميز ابهر العالم، ووصل الى حد التنافس على المراكز الاربعة الاولى من حيث التميز التكنولوجي»، وفي ما يلي تفاصيل اللقاء:• بداية حدثنا عن مشاركة الكويت في معرض «اكسبو 2008» المقام في سرقسطة؟- جاءت مشاركة الكويت بناء على دعوة من ملك اسبانيا موجهة الى سمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه، ونحن من الدول القليلة التي دعاها ملك اسبانيا إلى المشاركة في معرض «اكسبو»، وتم عرض الدعوة على سمو الامير، وحث سموه المعنيين على اهمية المشاركة، وأمر سموه بتفعيل المشاركة، وان تكون على اعلى مستوى.ولابد هنا أن نستذكر دور وكيل وزارة الإعلام الشيخ فيصل المالك في اعداد المعرض «الجبار»، وكان دور السفارة همزة وصل وربط ما بين الكويت ومعرض سرقسطة، حيث قدمنا الدعم اللوجيستي وقامت السفارة بتوفير كل الاحتياجات الكاملة لإنجاح مشاركة الكويت في المعرض، فكان دورنا شريكا اساسيا في جناح الكويت.• هل تعتقد ان الجناح الكويتي حقق الهدف المطلوب منه؟- اعتقد انه حقق أكثر من الاهداف المرجوة، ولم نتوقع صراحة هذا النجاح الباهر، فهناك كثير من الرسائل التي تأتينا من جنوب اسبانيا من أهاليها الذين يرغبون في زيارة الجناح الكويتي، ويعتبر الجناح الكويتي ثالث أو رابع افضل جناح على مستوى العالم من حيث الاجنحة المشاركة، وينافس دولا عريقة مثل اسبانيا والمانيا واليابان على المراكز الاولى.• هل ترى أن جناح الكويت ساهم في ايصال رسالة الكويت والتعريف بها لدى العالم بشكل عام، ولدى الشعب الاسباني بشكل خاص؟ وهل قام بتعزيز العمل الدبلوماسي ودعمه؟- اعتقد أن سفارات الكويت «Sorry» لا تستطيع ان تواصل الرسالة بهذه السرعة، كما اوصلها جناح الكويت المشارك في «اكسبو 2008»، فهذا الجهد المتميز لم يأت من فراغ، وانما بجهود حثيثة من رجال وزارة الاعلام، ولابد هنا ان اشيد وارفع القبعة للجندي الذي عمل ليل نهار من اجل رفع اسم الكويت عاليا وخفاقا بين دول العالم، وهو الفارس فارس العنزي مدير الجناح الكويتي. واعطيكم دليلا على نجاح الكويت في مشاركتها وهو حين قال لي ملك اسبانيا «اهنئكم على نجاح معرضكم وجناحكم».• هل واجهت الجناح الكويتي عراقيل او مشاكل في البداية؟- لكل مشاركة جديدة عراقيل، منها تأخر وصول الهدايا والمطبوعات والتي وصلت قبل يوم الكويت الوطني في «معرض اكسبو»، حيث خصص لكل دولة مشاركة يوم وطني، وكان لابد من وصول هذه الهدايا والمطبوعات قبل فترة ولابد من التخطيط في المشاركة المقبلة في شنغهاي وازاحة البيروقراطية والروتين عن المشاركات المقبلة، وأتوقع انا شخصيا نجاح الكويت في جناحها في شنغهاي 2010 المقبل، والذي سيقام في الصين، لان هذا المعرض فتح المجال امام المشاركة الكويتية بأبعاد جديدة وتقنيات حديثة استخدم فيها افضل انواع التكنولوجيا، كما اشير الى استخدام الكويت في جناحها النقاشات والحوارات المفتوحة مع الجمهور، وأتمنى ازالة كل السلبيات امام المشاركة المقبلة.• نقرأ في وسائل الاعلام عن تحركات اسبانية وكويتية لفتح الاستثمار بين البلدين؟ خصوصا بعد ما حدث من سرقات عام 1991، وما تبعها من تخوف من الاستثمار الكويتي داخل اسبانيا، والسؤال أين وصلت هذه التحركات؟!ـ بالفعل هناك تحركات جادة لفتح باب الاستثمار الكويتي داخل اسبانيا وبحسب علمي هناك وفد اسباني سيقوم بزيارة الكويت في اكتوبر المقبل، وبعد ما حدث في عام 1991 اصبح هناك نوع من الخوف وللأسف هذا الخوف اثر علينا لأن الارضية الاقتصادية والسياسية والامنية في اسبانيا مناسبة جدا للاستثمار، خصوصا من عام 1991 وحتى وقتنا الحاضر، إذ ان الاقتصاد الاسباني في تصاعد مستمر، ولابد أن أشير هنا إلى الاتفاقية التي تم توقيعها قبل سنتين ما بين وزير المالية السابق بدر الحميضي، ونظيره الاسباني وهي خاصة بـ «الحماية والتشجيع» وكذلك، والاتفاقية التي وقعها وزير المالية مصطفى الشمالي والمتعلقة بالاستثمارات بين الكويت وإسبانيا والازدواج الضريبي.• هل تعتقد ان الساحة الاقتصادية الاسبانية مناسبة لنزول المستثمر الكويتي فيها في الوقت الحالي؟- ليس لدي أدنى شك في ذلك فإسبانيا مهيأة جدا للاستثمار الكويتي فيها. وخلال زيارة ملك اسبانيا للكويت دعوناهم الى الاستثمار في الكويت، وبالفعل قام وفد اقتصادي اسباني رفيع المستوى بزيارة الكويت والتقى مسؤولي غرفة الصناعة والتجارة في الكويت ومن المتوقع ان يلتقيا مرة أخرى بعد شهر رمضان.• هل تعتقد ان المشهد السياسي في الكويت يؤثر في جذب المستثمر الاسباني بشكل خاص؟- لا يؤثر ولكن الذي يؤثر في جذب المستثمر سواء الاسباني او غيره هو الاجراءات المعقدة سواء الحكومية او التشريعية، فاجراءات الاقامة والفيزا تجعل المستثمر يبحث عن محطة اخرى غير الكويت، وهنا أدعو إلى تسهيل الاجراءات امام المستثمرين وأن تكون هناك مرونة في التعامل معهم.• ما بعد اختلاسات عام 1991، هل يخشى المستثمر من تشديد الرقابة من قبل مجلس الامة على الاستثمارات الكويتية في إسبانيا؟- جيد أن تكون هناك رقابة و«كنترول» على الاستثمارات والمثل الكويتي يقول «لا تبوق ولا تخاف»، والشيء غير الجيد هو كثرة العراقيل والحذر «الزايد» الذي يربك العمل، ولكن على المستثمر ان يقدم دراسة جدوى تسهل عملية الاستثمار.• وهل ترى ان التجاذب بين الحكومة ومجلس الامة يعرقل العملية الاقتصادية؟- لابد من التجاذب السياسي بين السلطتين، ولكن علامة الاستفهام هي تداخل اعمال السلطات في ما بينها، ففي بعض الامور والمواقع يتدخل البرلمان في أمور بعيدة عن دوره.• في المجال الصحي والثقافي هل ترى من الاهمية فتح مكتب صحي وآخر ثقافي في إسبانيا؟- لا أعتقد وجود ضرورة لذلك، ففي الجانب الصحي نجد ان عدد الكويتيين الذين يأتون إلى اسبانيا للعلاج قليل، فإسبانيا تشتهر بعلاج العيون وعدد المراجعين لذلك لا يستدعي فتح مكتب صحي، إلا أن الكويت تستفيد من الخبرة الاسبانية في المجال الصحي والمشكلة الوحيدة هي اللغة، اما بالنسبة الى المكتب الثقافي فعدد الطلبة الكويتيين الدارسين في اسبانيا لا يتجاوز الـ25 طالبا، وبالتالي فإن هذا العدد لا يتطلب فتح مكتب ثقافي، وأريد أن أؤكد هنا عمق العلاقات الكويتية- الإسبانية في كل المجالات، لاسيما الرياضية فهناك أندية مثل كاظمة وقعت مع نادي برشلونة للحضور إلى الكويت.السفير السعودي سبب نجاحي في مدريداشاد سفيرنا لدى اسبانيا عادل العيار بدعم عميد السلك الدبلوماسي العربي سفير خادم الحرمين الشريفين الامير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، وقال العيار «من اهم اسباب نجاحي في مدريد هو دعم الامير سعود بن نايف لي، فهو سخّر لي كل امكانيات السفارة السعودية وفتح لي كثيرا من الابواب المغلقة، وبصراحة لا اعرف كيف ارد له الجميل، وكنت محظوظا بالتعرف عليه، فهو اجمل ما خلق ربي في تواضعه، فهو انسان بكل المعاني».
محليات
العيار: تحركات اقتصادية لعودة الاستثمارات إلى إسبانيا ما حدث في عام 1991 خلق نوعاً من الخوف من الاستثمار
04-09-2008