ترفع شعار الإختلاف والتميّز وترفض كل ما هو تقليدي، تؤمن بأن المرأة الفنانة قادرة على أن تنافس الرجل الفنان على نجومية الشباك. إنها «الداده دودي» أو ياسمين عبد العزيز التي أعلنت تمرداً نسائياً سينمائياً نجحت على أثره في اقتناص النجومية التي طالما حلمت بها. عن الغياب والعودة و{الداده دودي» تتحدث ياسمين... إلى أي حد نجح «الداده دودي» في استعادة مكانة المرأة على الشاشة؟ أعتقد أن مفهوم شباك التذاكر تغير كثيراً عما سبق، فبعدما كان الإعتماد على الرجال بشكل أساسي وكان دورنا مجرد سند في الفيلم، تغيرت تلك المفاهيم وأصبح للمرأة الفنانة الموقع المتميز على الخريطة السينمائية. أعتقد أن هذا التغيير لم يأت من فراغ، إنما بعد تجارب سينمائية ناجحة، ما حمّس جهات الإنتاج الأخرى إلى منح الفنانات الفرص للتميّز. يرى البعض أنك متمردة على ما يحدث على الساحة السينمائية وأن «الداده دودي» نتاج لهذا الإنقلاب. ما صحة هذا القول؟ لست متمردة، كل الموضوع أن المرأة في السينما مقهورة على غرار وضعها في مجتمعاتنا ويتعامل معها المنتجون بشكل تهميشي، أعتقد أنني غيرت هذه الفكرة حالياً، إذ عُرض عليَّ أكثر من عمل أقدّمه بشكل فردي. نفهم من كلامك أنك لن تقدمي أدواراً ثانوية بعد اليوم؟ ليس بالمعنى المفهوم، يشرفني، على سبيل المثال، العمل مع نجوم كبار على غرار عادل إمام وعمر الشريف، لكن إذا كان الفيلم يضمّ نجوماً من المستوى الفني نفسه الذي أتمتع به، فلماذا لا أقدمه بمفردي؟ لم تأتِ قناعتي من فراغ ولديَّ ما يعضد موقفي حالياً، تحديداً إيرادات فيلمي. كيف صنعتِ النجاح؟ البحث عن التميّز والرغبة في النجاح شكّلا الدافع الذي تمكنت من خلاله بلوغ هدفي، يضاف إلى ذلك حرصي على متابعة الفيلم منذ بداياته، لذا عقدت مع السيناريست نادر صلاح الدين والمخرج علي إدريس جلسات عمل متتالية، وأجريت التعديلات على السيناريو إلى أن تم الاستقرار على الشكل النهائي له، باختصار تابعت مجمل التفاصيل لحظة بلحظة قبل بداية التصوير، من اختيار الأطفال الستة الذين شاركوني الفيلم، إلى الإهتمام بالمواصفات الشكلية لكل واحد منهم لا سيما أن لكل شخصية طابعها المميز، إلى إجراء البروفات معهم بهدف تنمية حالة من الحب تظهرهم بأنهم أشقاء، حتى بعدما صورنا الفيلم تابعت مجمل مراحل المونتاج وغيرها إلى أن وصل إلى صالات العرض. ماذا استفدت من هذه التجربة؟ جملة أمور أهمها اكتساب الخبرة في المجالات الفنية المختلفة، الوعي لمجمل تفاصيل العمل الفني، من المراحل التي يخوضها إلى المشاكل التي تحدث وكيفية التغلب عليها وتفاصيل كثيرة، لذا أنا سعيدة بهذه التجربة. يؤكد البعض أن سرّ نجاحك يكمن في اعتمادك على تقديم الشكل الكوميدي، فما ردك على ذلك؟ أنا سعيدة بلقب «كوميديانة»، عندما يعشق الفنان مساحة محددة يستطيع تقديمها بشكل جيد، بالإضافة إلى أن الجمهور يفضّلني في شخصيتي هذه لأنه يحتاج بالفعل إلى الضحك، من هنا لا أرغب في التغيير، طالما نجحت في لون فلماذا لا أستمر فيه، أو بتعبير أدقّ لماذا أبتعد عن أمر أحبه وأجازف بعمل تراجيدي غير مضمون النجاح بينما لا أصلح إلا أن أكون كوميديانة؟ نفهم من كلامك أنك لن تقدمي أدواراً غير كوميدية، كأدوار الإغراء مثلاً؟ أنا فنانة أحترم نفسي وجمهوري وابنتي وزوجي، لن أقترب من تلك الأدوار حتى لو كان الفيلم الوحيد المعروض عليَّ، باختصار لا مجال لإستغلال أنوثتي فنيا مهما كانت المغريات. أنت مقلة في الأفلام، بحيث نشاهد لك عملاً واحداً كل سنتين، هل الزواج السبب؟ منحني الزواج الاستقرار والتركيز في حياتي وفي خياراتي، ليست المسألة في النهاية مجرد حضور فحسب، من الممكن أن أقدّم عملاً كل عام ولكن من دون أن يترك أي أثر، أي يمر مرور الكرام، لذلك من الأفضل أن أقدّم عملاً كل سنتين يحوز إعجاب الجمهور ويكون بمثابة إضافة لي ولمشواري الفني. استغرق العمل في «الداده دودي» سنتين كاملتين، تفرغت على مدى ستة أشهر كاملة كنت التقي خلالها يومياً المؤلف ونناقش الفكرة حتى خرجت بهذا الشكل، بعد ذلك عاينت على مدى سنة ونصف مواقع التصوير، ما يعني أنني حرمت نفسي من زوجي وابنتي ياسمين وأشياء كثيرة لأتمكن من تقديم عمل أعتبره محورياً في حياتي، الحمد لله كانت النتيجة مرضية بالنسبة إلي. وماذا عن حياتك الخاصة؟ حياتي مستقرة حالياً، أحاول أن أعوّض زوجي وابنتي عن الفترة التي انشغلت فيها عنهما من خلال الإستجمام والتنقل في مناطق داخل مصر. هل يتدخل زوجك في اختيار أدوارك؟ يشجعني زوجي دوما، وهو بمثابة سند قوي لي ولم يتدخل يوماً في خياراتي، أستفيد منه عندما يلتبس عليَّ الأمر في أمر ما، لا يعدّ ذلك تدخّلاً منه فأنا أعرض عليه أن يساعدني، لكنه يترك لي الحرية كاملة خصوصاً أنه يثق بي وبحسن تصرفي.
توابل
ياسمين عبدالعزيز: أنوثتي ليست للاستغلال الفنّي!
06-01-2009