Wall-E عمل ناجح آخر لشركة «بيكسار»، التي برعت في تحويل مواضيع راشدة إلى طفولية وإنتاج أفلام ترضي الكبار والصغار معًا.

Ad

بطل الفيلم علبة يشبه شكلها الرجل الآلي E.T. وهو أظرف بطل انتجته «بيكسار»، على الرغم من أنه يشبه برميل نفايات بعينين. ترتكز القصة على رجل آلي لا يتكلم، يمكن أن يكون بارداً وغير محبوب، لكن الأمر غير معقول طالما هو بين أيدي مبدعي «بيكسار». لا يوجد اي رجل آلي حنون مثله فـ WALL-E له قلب «ينبض».

قصة الفيلم بسيطة جداً. Wall-E رجل آلي هو الأخير من نوعه اختُرع من قبل شركةBuy-N-Large Corporation لينظّف القمامة المتروكة على سطح الأرض من قبل الكائنات البشرية المستهلكة. في أحد الأيام، يهجر البشر الكرة الأرضية الملوَّثة، للسكن في مركبة فضائية تشبه جنّة عدن تدعى أكسيوم، حيث يمضون أيامهم بتناول المأكولات والنوم على كراسٍ تطفو في الهواء. على الرغم من أن أمثاله انتهوا من مهماتهم، الا أن Wall-E يستمتع بوظيفته بطريقة بشرية. يستيقظ كل يوم ويخرج ليمضي يوماً آخر بين أكوام النفايات. يجلب معه علبة يحتفظ فيها بالأشياء التي تعجبه: لعبة ديناصور بلاستيكية، لمبة وغيرهما، ويختتم يومه مستريحاً في منزله يشاهد فيلماً قديماً بعنوان Hello Dolly!. تتغير الأمور كثيراً بالنسبة الى Wall-E عندما تصل إيف، إنها ناعمة ومتطورة، وبالطبع فتاة يغرم بها بسرعة.

حب أبكم!

اللافت في الفيلم قصة الغرام بين Wall-E وإيف التي تتم من دون كلام، وهو إنجاز لمهندس الصوت بن بورت، الذي استطاع تحويل الضجة الى كلمات يفهمها Wall-E. في محاولة للتأثير في إيف، يريها الآلي الشجيرة الصغيرة التي وجدها، بعدها تصبح في حالة سبات وتنتظر عودتها إلى المركبة الفضائية. بالطبع لا يستطيع Wall-E تقبل وضع حبيبته ايف ويقوم برحلة الى الفضاء لإنقاذها، في مشهد هو من أجمل المشاهد في الفيلم.

لكن المزعج هو مصير البشر على اكسيوم الذين تحولوا الى أطفال بعد عيش 700 عام في الفضاء وتناول طعامهم من خلال القشة. يبدو كأن هدف شركة B.N.L منذ البدء والتي اخترعت كومبيوتر أوتو، هو عدم عودة البشر إلى الأرض حتى وإن أمكن السكن فيها مجدداً. على الرغم من أن هدف Wall-E الوحيد على متن اكسيوم هو العثور على حبيبته ايف، إلا أنه يجد نفسه متورطاً في سباق ليخلّص الشجرة التي وجدها من أيادي أوتو. خلال مهمته، يلتقي مجموعة من الرجال الآليين، يتمم كل واحد منهم مهمته وكلها مرتبطة بالتنظيف، فيصبح واضحاً أن الاستهلاك البشري هو ما تسبب بدمار الكرة الأرضية وهو يدمر الفضاء الخارجي ايضاً.

فيلم بيئي

مع صغر حجمه وتوظيفه في أوسخ المهملات، يدرك Wall-E تماماً كيفية خلق السحر من خلال الأشياء التي لا نفع منها. إنه بشري أكثر من البشر أنفسهم وبطريقة بطيئة، ومن دون اي وعظ، لأنه لا يستطيع التكلم. يدفع الرجل الآلي البشر الى رؤية كيفية استرجاع ما فقدوه بسبب الكسل والاعتماد على التكنولوجيا... فيلم بيئي بإمتياز.

يكمن السحر في الفيلم، كما في أفلام «بيكسار» كافة، في كيفية ابتكار صانعيه عالم نستطيع اللعب فيه. لا يوجد اي تغطية او اختصار هنا، فـ Wall-E يملك مليون طريقة ليعبّر فيها عن نفسه، عبر الاختباء في علبة حين يكون خجولا او تحريك عينيه الزجاجيتين عندما رأى إيف للمرة الأولى، وكلها مرتبطة بالتصرفات الجسدية الواقعية. يسمح هذا الوفاء للأصول بأن تتحول روايته الى فيلم رائع من دون أن يبدو مبالغاً فيه.

ككل أفلام «بيكسار» السابقة، يبدو معنى فيلم Wall-E أكثر عمقاً من الأمور التجارية التي نجدها فيه. إنها قصة حب وقصة عن البقاء أوفياء لأنفسنا ومحبين لبعضنا البعض في عالم يتنافس عليه الشر. إنها قصة عن انقاذ الأشياء الصغيرة والاهتمام بها في العالم الذي نعيش فيه، على الرغم من العيوب على سطحه. أثبت المخرج اندرو ستانتون، الفائز بجائزة اوسكار عام 2004 عن فيلم Finding Nemo، مجدداً أنه رقم صعب في عالم الأفلام الكرتونية.