«حدث ذلك في الثالث عشر... ثمة خطب ما في الرقم 13». قالت شيرلي بيكر وتابعت: «حدث ذلك بعد مرور 13 عاماً على صدور الحكم ببراءته». أرادت لتلك القضية أن تتصدر عناوين الصحف. عرفت أن الأمور ستتخذ منحى سيئًا عندما سمحت بدخول المصوّرين إلى قاعة المحكمة أثناء اختيار هيئة المحلّفين. أرادت ترويجاً إعلامياً وحصلت عليه. تضيف «أراد الجميع أن يدخل أخي السجن وحصلوا على ذلك». تشيرلي هي شقيقة أو جي سيمبسون الكبرى، اللاعب الأسطورة في كرة القدم الذي وُصِمَ اسمه بالعار. للمرة الأولى، تردّ هي وأسرتها على الحكم المفاجئ الصادر يوم الجمعة 3 أكتوبر (تشرين الأول) والذي يمكن أن يزجّ أخاها في السجن لبقيّة حياته. يُذكر أن تشيرلي التي تشعر بالمرارة من وسائل الإعلام، لم تجرِ أية مقابلة منذ محاكمة شقيقها في تسعينيات القرن الماضي. في ذلك الوقت، أجريت معه المقابلة الأولى له بعد صدور الحكم التاريخي الشهير ببراءته من تهمتي قتل زوجته نيكول ورون غولدمان. أنا الاستثناء الوحيد.خلال المحاكمة الأولى، استقالت هي وزوجها بيني من وظيفتهما وحضرا إلى المحكمة يومياً ليعبّرا عن دعمهما لأو جي. التقيتها للمرة الأولى في منزل الأخير عندما كنت أجري مقابلتي الأولى معه. كان المصوّرون في الخارج يحاولون تصوير ما يحصل في المنزل بعد إطلاق سراحه. كانت تشيرلي وزوجها يبحثان في كل مكان عن كلب أو جي، وفي غمرة بوحهم لي عن الظلم الذي تعرّض له، توجهت نحونا بسعادة معلنةً «وجدنا الكلب»، فنظر إليها أو جي وكأنه يقول لها: «بما يهمني ذلك وأنا أروّح عن ألمي في مقابلتي الأولى».نوبات غضبأجريت مقابلة أخرى مع أو جي وتشيرلي بعد أن وجدته محكمة مدنية مسؤولاً عن «جريمة القتل المزدوجة». كان أو جي تغيّر كثيراً منذ المقابلة الأولى التي أجريتها معه بعد تبرئته. كان يشرب كثيراً فضلاً عن ازدياد وزنه وتعرّضه باستمرار لنوبات غضب. قاطعت عشاءنا نوبة غضب مفاجئة أصابت أو جي ومنعت الندلاء من الاقتراب منا، في حين استمرت تشيرلي وزوجها في تناول الطعام مستمتعين به. بينما كان العالم يركّز على ما سُمِّي «محاكمة القرن»، لجأت تشيرلي إلى الانشغال بالتفاصيل الصغيرة لتخطّي تلك الدوامة اليومية والملاحظات البغيضة التي تواجهها لمجرد أنها أخته: كيف نذهب إلى المحكمة؟ أين نتناول الطعام؟ ماذا نأكل؟... التقيت ثانية بتشيرلي وبيني منذ ثلاث سنوات. كانا يقيمان في منزل أو جي في فلوريدا، تلك هي الطريقة الوحيدة التي وافق عليها آل براون (أي عائلة الراحلة نيكول) لتربية حفيدهم جاستن مع أو جي. قضت التسوية التي لم تتسرّب إلى الصحافة حتى اللحظة بوجود الشقيقة الكبرى تشيرلي وزوجها هناك معظم الوقت. كانت تطهو وتحرص على أن يحصل جاستن على صورة شبيهة بصورة الأم في المنزل، ويتناول الفطور قبل الذهاب إلى المدرسة. مثّل وجود تشيرلي وبيني في المنزل عامل الاستقرار الوحيد، إذ أن أو جي وصديقته النادلة التي تشبه نيكول كانا يثملان ويصرخان باستمرار. تقربت تشيرلي وزوجها مني مجدداً لأن أو جي طلب رؤيتي وفي جعبته عرض مثير للاهتمام. أثناء تناول الغداء، حين طلب بعض الزبائن الحصول على توقيعه فيما غادر البعض الآخر احتجاجاً على حضوره، تحدّث أو جي مطولاً عن كونه «الوالد المثالي لهذا العام»، فسجّل سيدني وجاستن في المدرسة وحرص على ابتعادهما عن المشاكل. كان يقوم بذلك كله وحده منذ مقتل والدتهما... ازداد الوضع غرابة عندما قال إنه سمعني أكشف لشقيقته تشيرلي عن اهتمامي بإجراء مقابلة مع ولديه، وقد أيّد تلك الفكرة كثيراً. بعد دقائق قليلة وجدت نفسي جالسة، أصغي إليه وهو يعرض عليّ إجراء مقابلات مدفوعة الثمن مع أولاده. حاولت النظر في عيني تشيرلي وبيني، لكنهما كانا يتناولان الطعام بشهية ويتجنبان أي تواصل بصري معي.نمط حياة وحشيّذكّرت أو جي بأنني لا أستطيع أن دفع له ثمن أي مقابلة تلفزيونية، لكن ذلك لم يردعه عن ابتكار «أفكار خلاقة» بشأن كيفية التحايل على القانون، قانون الشبكة، بما أن الأمر يتعلق بأولاده، فرفضت ذلك.تحادثت وتشيرلي، لاحقاً، هاتفياً، واعترفت لي بأنها شعرت بصدمة مماثلة عندما سمعت حديث شقيقها، وجعلتها إقامتها في فلوريدا معه ومشاهدة نمط حياته الوحشي وإدمانه تغيّر رأيها بشقيقها الصغير. لكنها لم تكن مستعدة للنقاش أو الشك في أنه أقدم على قتل زوجته السابقة وصديقها. لكن بيع مقابلات مع سيدني وجاستن مسألة تتخطى الحدود بالنسبة إليها كأم وكامرأة متديّنة. بعد تلك الحادثة، لم تعد تذهب إلى فلوريدا كثيراً، وابتعدت عن أرنيل، إبنة أو جي البكر (التي شاركت في الكتاب المريع عن أو جي ووصفت كيف يُحتَمَل أنه قتل نيكول براون ورون غولدمان. سُحِبَ الكتاب من الأسواق بموجب التماس تقدمت به عائلتا براون وغولدمان). تشاؤمذلك كل ما حدث حتى 16 سبتمبر (أيلول) 2007، يوم أوقِف أو جي في لاس فيغاس واتُّهِم بالسطو المسلّح. عادت تشيرلي مجدداً لتؤدي دور الشقيقة الكبرى التي تحميه، فبعثت لي بعد صدور الحكم برسالة على الهاتف الخلوي لأتصل بها. كنت أجري مقابلة تلفزيونية، لكن ابنتها ترايسي استمرت في بعث رسائل طارئة إليّ. عند أول فرصة سانحة، اتصلت بترايسي التي قالت لي «أمي منهارة تماماً، لم نتوقع أن تسوء الأمور إلى هذا الحد». أخبرت ترايسي أن والدتها كانت متشائمة عندما تحدثنا قبل صدور الحكم مباشرة وأنها كانت مستعدة للأسوأ. أجابت ترايسي «كانت متشائمة لأنه بخلاف المحاكمة الأولى التي حضرتها يوماً بيوم هي وبيني ودعما أو جي، لم يتمكنا هذه المرة من الذهاب. لا نملك المال للنزول في الفنادق أو السفر. في المرة الماضية جرت المحاكمة في لوس أنجليس فأقاما في منزل أو جي هناك. لكن هذه المرة، جرت المحاكمة في لاس فيغاس ومنزله في فلوريدا... لكن طبعاً لم يتمكنا حتى من الاقتراب من قاعة المحكمة لأنهما كانا من الشهود. ذلك هو الفارق الكبير بين المحاكمتين. الواقع أن الادعاء أصدر مذكرتي إحضار لتشيرلي وبيني ليدليا بشهادتيهما. بما أنهما لم يرغبا في التعرّض لاستجواب علني، أو حتى إيذاء أو جي بشهادتيهما، اضطرا للبقاء بعيداً عن محكمة فيغاس، وبشكل أدق عن ولاية فيغاس بكاملها. ربما لم ينجح الادعاء في جعلهما يدليان بشهادتيهما، لكنه تمكّن من حرمان أو جي من الدعم اليومي الأساسي في قاعة المحكمة.تضيف ترايسي «أكثر ما آلمها أنها لم تتمكن من الذهاب. حتى كارميليتا (شقيقة أو جي الأخرى) ذهبت إلى هناك. عندما صدر الحكم، أغمي عليها ووقعت أرضاً فاضطروا لطلب الإسعاف. لكن أكثر ما فاجأنا هو تهمة الاختطاف. اعتقدنا أنه سيُحاكم بتهمة السرقة. لكن الخطف؟ كيف تمكّنوا من فعل ذلك؟».تقيم تشيرلي وبيني وابنتهما ترايسي والجدّان في منزل واحد. انتقلنا لأنه «كان من الصعب علينا تحمّل الوضع، تغيّرت نظرة الجيران إلينا بعد المحاكمة الثانية. كنت أعمل لحساب شركة تقدّم الطعام في المناسبات. لكن بعد أن أُوقِف أو جي في لاس فيغاس تبدّل سلوك بعض الزبائن والجيران تجاهي وقالوا لرب عملي إنهم لا يريدونني في منزلهم، وكان هذا مورد رزقي الوحيد. كنت أحضِّر أطباقاً شهية... لذا غادرنا منطقتنا وانتقلنا للإقامة في مكان آخر. من الجيد أنه بعد يوم الجمعة لم تعد وسائل الإعلام تعرف مكاننا».شعور بالذنبكانت عينا تشيرلي مغرورقتين بالدموع، ثم أخبرتني أنها متّجهة إلى لاس فيغاس لزيارة أخيها في السجن. سألتها عن حصولها على إذن بالزيارة واستشرت محامياً بشأن وضعها القانوني بما أنها ضمن لائحة الشهود. تتابع تشيرلي، «أشعر بالذنب لأنني لم أكن إلى جانبه. كان وحيداً. جاستن وسيدني في الجامعة الآن. أما أرنيل فتقيم في ميامي... بالتالي لم يكن إلى جانبه أحد سوى كارميليتا». بعد أن اجتازت نصف المسافة إلى فيغاس، وصلتها رسالة قصيرة مفادها أنها لا تستطيع رؤية شقيقها هذا الأسبوع. عن ذلك تقول «أخبروني أنه لا يستطيع استقبال الزيارات إلا كل أسبوعين ولعشرين دقيقة فحسب. يستقبل زائرَين ويجري يومياً اتصالاً هاتفياً واحداً يتحمل المتلقّي كلفته. لم أتكلم معه منذ صدور الحكم لأنه مقيَّد بإجراء اتصال واحد ينبغي أن يكون مع الأولاد...».لكن من يهتم بالأولاد؟ تجيب تشيرلي، «إنهم مع أقرباء العائلة، لم أتمكّن من ملازمتهم لأنني لا أملك المال للسفر. إضافةً إلى أنني تغيرت كثيراً، أبكي معظم الوقت، وربما من الأفضل أن أراهم لاحقاً. أعتقد أن الوضع صعب جداً بالنسبة إلى سيدني لأنها متعلقة جداً بأو جي، لست أدري ماذا سيحل بالمنزل في فلوريدا، هل يستطيع آل غولدمان الحصول عليه الآن؟».ما تشير إليه بايكر خطوة لامعة قام بها فريق أو جي القانوني خلال المحاكمتين. بعد أن خسر القضية المدنية وحُكم عليه بدفع 30 مليون دولار لأسرتي غولدمان وبراون، فاجأ أو جي الجميع ببيع منزله في لوس أنجليس بسرعة وشراء منزل فخم في فلوريدا عوضاً عن ذلك. أصيب محامو غولدمان وبراون والسلطات في كاليفورنيا بالصدمة. بموجب قوانين فلوريدا، لا تستطيع السلطات أن تضع يدها على منزل شخص مُدان بقضيّة مدنيّة. لكن الآن، إذا حصل أو جي على عقوبة السجن المؤبد بعد إدانته بقضية جنائية، هل يبقى منزل فلوريدا «منزله»؟هناك أيضاً سؤال كبير بشأن اللوحات والمذكرات والمقتنيات الشخصية التي رغبت أسرتا غولدمان وبراون في الاستيلاء عليها... لا أعرف كيف تمكّن من الوقوع في فخ كهذا. صحيح أنه اقترف أخطاء ووثق بأشخاص غير مناسبين، لكن أن يُزَجّ في السجن لبقية حياته نتيجة لذلك؟ أخبرني قبل صدور الحكم أن الأمور ستزداد سوءًا. كذلك استعدّ لتقبّل فكرة أنه قد لا يحضر حفل تخرّج سيدني وجاستن. عندما كان يقلهما إلى المدرسة في أسعد اللحظات قال لي إنه سيكون وراء القضبان. لم أُرِد الإصغاء إليه، لا أحد يعرف أنه ما كان يُفترض به أن يكون في تلك الغرفة، بل كان يُفترض بي وببيني أن نكون هناك».مقتنيات مفقودةبدأ ذلك كله في منتصف شهر سبتمبر (أيلول). للمرة الأولى ها هي تشيرلي تكشف أنه كان يُفترض بها وبزوجها أن يكونا في السجن عوضاً عن أو جي. إليكم تسلسل الأحداث بحسب ما قالته لي حصرياً: «ذهبت وبيني إلى لاس فيغاس لحضور زفاف طوم وسابرينا سكوتو، وهما صديقان لأو جي من فلوريدا. عندما أخبرني طوم بأنه سيتزوج في لاس فيغاس، قلت له إننا نود الحضور لكننا لا نملك المال الكافي لذلك. أجاب طوم بأنه سيتكفل بنزولنا في فندق «بالم». وصلنا إلى الفندق، وفي تلك الأثناء اتصل أحد ما بأو جي وأخبره عن مقتنياته المفقودة. لم يكن يعرف أن تلك الأشياء مفقودة، فبدأ يسألني أنا وبيني عنها «هل تملكان صورتي مع إدغار هوفر...؟ كلا؟ وليست بحوزتي أنا أيضاً...»كانت تشيرلي وزوجها يقيمان في منزل أو جي في فلوريدا عندما كان ابنه الأصغر جاستن في المدرسة. كانت تشيرلي تحرص على تمتّع جاستن بنوع من الدفء العائلي ولطالما كانت المقتنيات الشخصية موضوع الحديث. عندما تناولت الغداء مع أو جي بضع مرات في فلوريدا وحاول إقناعي بإجراء مقابلة أخرى معه أو مع أولاده، شدّد على عدم التقاط أي صورة داخل المنزل. لماذا؟ لأن آل غولدمان (أي أسرة رون غولدمان) التي فازت بالدعوى المدنية ضده كانت تحاول استعادة أي فلس مما منحته لها المحكمة. بالتالي ليس من مصلحة أو جي أن يشارك الجمهور بمجموعته الفنية. تتابع تشيرلي «تعرَّض أو جي للخيانة من قبل صديقه مايك جيلبرت. كان يُفترض بهذا الأخير الحفاظ على تلك المقتنيات الشخصية بصفته صديقاً. اكتشفنا أنه أخذ بعضاً منها مدّعياً أن أو جي يدين له بالمال. يضع أخي ثقته دائماً بالأشخاص غير المناسبين. لذا عندما تلقى اتصالاً بشأن أغراضه الشخصية شعرنا بوجود فخ، لم يرق لي ذلك أبداً. قررت وبيني الذهاب لتفحّص المقتنيات المعروضة. لكن كما تعرفين، لم نعد شباناً. كنا مستلقيين بالقرب من حوض السباحة في فندق بالم، ثم صعدنا إلى غرفتنا وغلبنا النعاس...عندما استيقظنا كانت الساعة السادسة. اتصلت بأو جي لكنه لم يكن في غرفته. غادر ووقع في الفخ. لو ذهبت أنا وبيني، كنا سندخل إلى السجن الآن. تسترجع تشيرلي مراراً وتكراراً ما حدث في رأسها. كيف؟ لماذا؟ متى؟ كان جيلبرت صديقاً وجزءًا من العائلة. يا لها من خيانة، لا أعرف كيف وقع أو جي في الفخ. بدأت الأمور تسوء منذ أن صدر ذلك الكتاب، لكن ما كنت أملك أي فكرة عن ذلك. أعرف أنه طلب رؤيتك في فلوريدا وناقش مسألة إجراء مقابلات مدفوعة الثمن مع الأولاد، لكنني أدنت ذلك بشدة. لا أبرر كل ما قام به أو جي. أختي الصغيرة تملؤها المرارة، وأنا أفكر في سيدني وجاستن اللذين توفيت والدتهما في صغرهما. أنا في وضع صعب وأريدهما أن يعرفا أنني لم أخدعهما أو أخدع والدهما. عليهما أن يتعرفا إلى معنى العائلة.يعود حفيداي (ست وسبع سنوات) من المدرسة الآن وهما مستاءان لأن الآخرين ينعتونهما بصفات وأسماء مختلفة. أقول لهما إننا عائلة. صحيح أن ابنتي شاركت في الكتاب مشيرةً إلى أنه كان ينبغي أن تُثبت إدانة أو جي (في جريمتي القتل)، وكنت أعرف بشأن الكتاب، لكنها ابنتي. تركت كل شيء لتجلس إلى جانب بيني في المستشفى عندما ذهبت لحضور جلسة الاستماع في لاس فيغاس. إنها فتاة طيبة وهذا رأيها بأو جي... أنا متعبة. كنت هناك يومياً خلال المحكمتين الجنائية والمدنية.لا أعرف الآن إلى أي درجة نستطيع التحمّل. سيصدر الحكم في شهر ديسمبر (كانون الأول)، ونحن بانتظار ذلك. أو جي إنسان قوي جداً، وإذا صدر الحكم عليه بالسجن المؤبد سنستأنف طبعاً. لكن محاميه أخبروني بأننا لا نستطيع المباشرة بالاستئناف قبل صدور الحكم. في هذه الأثناء أحاول أن أشغل نفسي بالمهام العائلية اليومية، لئلا أفكر في ما كان ليحصل لو لم أغطّ في النوم».
توابل
المقابلة الأولى لأسرة أو جي سيمبسون بعد إدانته شقيقة أو جي شيرلي بايكر: لا أعرف كيف وقع أو جي في الفخ!
12-10-2008