على الرغم من أن جوائز الأوسكار منحت حوالى ثمانين مرة لغاية الآن، إلا أن التجارب دلت على أن الممثلين الذين يترشحون للمرة الأولى يتم تجاوزهم وقلة منهم يفوزون، وذلك لصالح أولئك الذين تقدّموا الى الجائزة أكثر من مرّة حتى وإن نالوها سابقاً. أما حين يفوز متقدّم جديد، فيكون فوزه عادة في مجال التمثيل المساند، أو أنجز أداءً لا مثيل له ولا يمكن بالتالي استبعاده. حصل هذا الإستثناء مثلاً في العام الماضي عندما رشحت الفرنسية ماريون كوتيار للمرة الأولى عن دورها في فيلم La Vie en Rose، ضد جولي كريستي وكايت بلانشيت وإيلين بايج ولورا ليني، سبق لثلاث منهن أن ترشحن. شهدت نتائج العام 2007 فوز آلان آركين، وهو مخضرم، على مجموعة من المرشّحين الجدد من بينهم: إيدي مورفي، مارك وولبرغ، جيمون هاونسو وجاكي إيرل هايلي في جائزة أفضل ممثل، وخسرت بينيلوبي كروز جائزة أفضل مممثلة عن دورها في Volver لبدرو ألمادوفار لصالح هيلين ميرين التي سبق أن رشحت أكثر من مرة ونالت الجائزة هذه المرة عن دورها في فيلم The Queen. ترى من هم الساعون للإشتراك للمرة الأولى في سباق الأوسكار الكبير هذا العام؟ ما هي الأفلام التي تساعدهم على التفكير بالأوسكار كفرصة متاحة وتجعلنا نحن شهود عيان من جديد على ما يجول ويصول في رحى أهم جائزة سينمائية عالمية وأشهرها؟ ثم ما هي الخلفيات والتوقّعات؟في ما يلي عشرة أسماء أعتقد أن خمسة منها ستظهر في المسابقات الأربع الخاصة بالتمثيل (الممثل الرئيس، الممثلة الرئيسة، الممثل المساند، الممثلة المساندة) لا محالة، تليها لائحة مختصرة تضم عشرة أسماء قد ينتهي نصفها الى الترشيح في هذا السباق أو ذاك أيضاً.الممثل: جوش برولِن الفيلم: .W الفئة: أفضل ممثلفي العام الماضي رُشح اثنان من الذين اشتركوا معه في بطولة فيلم للأخوين كوين No Country for Old Men هما خافييه باردم وتومي لي جونز. في حين فاز باردم بأوسكار أفضل ممثل مساند عن دوره في ذلك الفيلم، كان استبعاد جوش برولِن ملموساً ومثار تعليقات ولو لفترة وجيزة. لم يتحمس برولن، حين عرض عليه المخرج أداء شخصية جورج بوش الإبن إلا بعد تفكير طويل، ملاحظاً وجود أكثر من نقطة تلاقٍ بينه وبين أقل رؤساء أميركا شعبية: مثلاً عُرفت أم كل منهما بأنها إمرأة حازمة، وأنهما أضاعا سنوات الشباب هباءً قبل أن يهتدي كل منهما الى وجهته. والد بوش كان رئيساً للولايات المتحدة وأدى والد جوش برولِن، الممثل جيمس برولن، دور الرئيس رونالد ريغان في سهرات تلفزيونية بعنوان «عائلة ريغان» سنة 2003.• الاحتمالات: درجة عالية من الفوز.روزاريو دوسون Seven Pounds أفضل ممثلة مساندةدخلت روزاريو السينما منذ أن كانت في الخامسة عشرة من عمرها، لكن لا تحاول أن تسألها عن تاريخها، على غرار ما فعلت أنا ذات مرّة، لأن الفتاة تحب أن تحكي عنه، بالتفاصيل. المهم أنه في سنواتها السبع عشرة في هوليوود أدت تقريباً كل الأدوار وصولاً الى دورها في هذا الفيلم المستند إلى دراما إجتماعية حول رجل (ويل سميث) يفكر بالإنتحار بعد وفاة زوجته، الى أن يلتقي إمرأة عليلة (دوسون) فتشكل حافزاً له للعيش ومد يد المساعدة لها أيضاً.• الإحتمالات: منطقياً هذا أفضل أداء لها لكن الدنيا حظوظ. داكوتا فانينغThe Secret Life of Beesأفضل ممثلةتقدم إبنة الرابعة عشرة من العمر هنا أداء ناضجاً مستفيدة من تركيبة الشخصية المستقاة من رواية تتضمن كل الخلفيات الدرامية، والرسم المتعمّق لشخصيّتها (على غرار الشخصيات الأخرى). بدأت التمثيل قبل نحو تسع سنوات وكانت طفلة، وخضعت للمراقبة مراراً وتكراراً في أفلام بعضها جيّد ومعظمها عادي، وصولاً الى هذا الدور الأكبر والأهم من كل الأدوار التي جسدتها حتى الآن.• الاحتمالات: يقول المنطق أنها ما زالت صغيرة على الجائزة ويوافق الحظ ربما على ذلك، لكن لا ننسى أنها كانت أصغر ممثلة تترشح لجائزة جمعية الممثلين الأميركيين عام 2001 عن دورها في فيلم I Am Sam.جيمس فرانكو Milk أفضل ممثل مساندلدى الشاب، الذي يريد أن يثأر لمقتل أبيه في Spider-Manمجموعة من الأفلام غير شريرة، أحدها من بطولة شون بن (مرشّح شبه مؤكد للأوسكار لكن ليس للمرّة الأولى). يؤدي في هذا الفيلم دوراً جديداً عليه وعلى سواه، الا إذا كان متخصصاً في أفلام الحب المثلي. إنه دور مساعد هارڤي ميلك (بن) المرشّح لمنصب إداري رسمي في مدينة سان فرانسيسكو، وهو أوّل أميركي مثلي يفوز بمنصب رسمي في تاريخ أميركا في ثمانينيات القرن الماضي. • الاحتمالات: يقول المنطق أن الدورالذي يؤديه فرانكو جريء لكن الحظ سيعتمد على قوة منافسيه وهم كثر. آن هاثاواي Rachel Getting Married أفضل ممثلةبعض أدوار هاثاواي السابقة مثل The Princess Diariesو Brokeback Mountain و The Devil Wears Prada تبدو اليوم كما لو كانت السلالم المناسبة لصعود الممثلة الى مستوى الترشيحات حالياً. تدرك هاثاواي ذلك، لطالما صرحت للصحافة أنها أكثر من مجرد وجه كوميدي وتنتظر الفيلم الذي يثبت ذلك، وها هو Rachel Getting Married يمنحها القدرة على أن تبرهن أي نوعية من الممثلات هي. تجسد فيه شخصية إمرأة تخرج من مستشفى للأمراض النفسية بعد تاريخ من الإدمان وتحاول إعادة اللحمة بينها وبين شقيقتها في حفلة زفاف الأخيرة.• الاحتمالات: لديها فرصة كبيرة لدخول الترشيح الرسمي خصوصاً في عام أثبت فيه الجمهور رغبته في مشاهدة أفلام نسائية المحور. سالي هاوكينز Happy-Go- Lucky أفضل ممثلةلو تم استحداث جائزة خاصّة بهذه الممثلة البريطانية لما كان ذلك كثيراً عليها. تؤدي سالي هاوكينز دوراً لا يستطيع أحد أداءه بالتأثير والمفعول ذاتيهما سوى سالي هاوكينز. «دائماً سعيدة»، كوميديا إجتماعية فذّة لمايك لي حول امرأة لا يعكر أي أمر صفو حياتها أو يغيّب ابتسامتها عن وجهها، ولا حتى مدرّب قيادة السيّارات المعقّد والمحبط. أداء رائع من وجه جديد يتقدّم للمرّة الأولى للجائزة.• الاحتمالات: يقول المنطق أنها آيلة الى دخول المنافسة ويقول الحظ أن أسلوبها التمثيلي قد لا يقبله الأميركيون بما يكفي، لكن حتى لو حدث ذلك فإن الأوسكار البريطاني المسمى «بافتا» في الإنتظار. هيو جاكمان Australia أفضل ممثلاشتهر الممثل الأسترالي عبر سلسلة X Men مؤدياً شخصية مقاتل لديه مخالب حديدية حادّة تخرج من داخل يده عندما يغضب، أداء يستحق بالكاد الإكتراث، لكن جاكمان ينفض عنه ما علق في الأذهان عن تلك الشخصية ويتولى دور البطولة في «استراليا»، فيلم عاطفي تدور أحداثه في أستراليا خلال الحرب العالمية الثانية، بالإشتراك مع نيكول كيدمان التي ستنال حظّها من الترشيح كما فعلت سابقاً.• الاحتمالات: كان من المفترض أن يمثّل جاكمان فيلمه الأول مع مواطنته كيدمان قبل سبع سنوات في Moulin Rouge، إذ رشح نفسه للبطولة لكن المخرج اختار إيوان مكروغر عوضاً عنه، اليوم ينال جاكمان حظه ويبدو ترشيحه مؤكداً منذ الآن. رتشارد جنكنز The Visitor أفضل ممثلوجه معروف لكن الإسم مجهول، على الرغم من كل تلك العقود التي أمضاها في مهنة التمثيل وشغلها بأدوار صغيرة في نحو خمسين فيلماً. يؤدي في «الزائر» دور البطولة ويجسد شخصية صاحب شقّة في نيويورك لا يعيش فيها لكن حين يزورها يكتشف أن مهاجرَين يتقاسمانها. بما أنه ليس من النوع المتسرّع يتعامل مع المسألة على أنها في الأساس إنسانية.• الاحتمالات: في العام الماضي تم ترشيح الممثل المخضرم هول هلبروك عن دوره الجيّد في Into The Wild، لكن خبرته لم تفده. وصل الى الترشيحات الأخيرة وذهبت جائزة أفضل ممثل مساند الى خافييه باردم. قد يتكرر ذلك هذا العام إذا وصل جنكنز الى مستوى الترشيحات الرسمية. فرانك لانجيلا Frost/ Nixon أفضل ممثلإذا كان جوش برولِن مرشحاً شبه مؤكد عن دوره كرئيس الولايات المتحدة جورج بوش فإن فرانك لانجيلا (70 عاماً) قد ينافسه بضراوة عن دوره كرئيس الولايات المتحدة الأسبق ريتشارد نيكسون. حسب النقّاد الذين شاهدوا الفيلم، يتقمص لانجيلا شخصية نيكسون بقدر ما يستطيع الممثل أن يفعل، وسيقع أعضاء الأكاديمية، الذين يقومون بالتصويت، في حيرة إذا تم ترشيح الإثنين جنباً الى جنب.• الاحتمالات: إحتمال أن ينضم لانجيلا إلى ركب المتسابقين الخمسة أكثر من احتمال فوزه فعلاً.ميكي رورك The Wrestler أفضل ممثللا يحتاج ميكي رورك الى تأكيد موهوبته أو إلى أي مدى حقه مهضوم. منذ السبعينيات يتابع أداء أدوار جيدة سواء في الصف الأول أو في الصف الثاني من الممثلين، لكن لديه هذه المرّة ما يقتحم به قناعات لجنة التحكيم وهو دوره كمصارع تفوته فرصة الفوز بالبطولة، فتتعرّض حياته الى دمار عاطفي ونفسي واجتماعي. من المثير للعجب فعلاً أن الممثل ابتعد عن هوليوود واحترف الملاكمة لبضع سنوات وخرج مهزوماً على غرار قصّة الفيلم، الذي عاد من خلاله إلى السينما، وعُرض بنجاح كبير في مسابقة «مهرجان فانيسيا الدولي».• الاحتمالات: سنقرأ اسمه بين المرشّحين على الرغم من كثرة المنافسين.ترشيحات محتملةQueen Latifa The Secret Life of Bees قبلت الممثلة الكوميدية هنا دوراً درامياً وأدته جيّداً: المرأة الأفرو-أميركية التي تتبنّى البيضاء داكوتا فانينغ.Omar Benson MillerMiracle at St. Annaهو الأقل حظّاً الآن لأنه واحد من مجموعة ممثلين في هذا الفيلم الحربي، لكن إجادته لدوره قد تسعفه. Liev Schreiber Defiance وجه معروف وممثل جيّد في فيلم عن الهولوكوست. ربما يصل الى منتصف الطريق. Michael Shannon Revolutionary Roadمايكل شانون أميركي يعمل على مسارح لندن، لكن هذه فرصته للتألّق سينمائياً في هوليوود. Jamie BellDefianceكان في الرابعة عشرة من عمره حين أدى بطولة Billy Elliot عام 2000. الآن يعود في دور مساند في الفيلم ذاته الذي قد يترشّح عنه لايڤ شرايبر. Elsa ZylbersteinI’ve Loved you So Longفرنسية تجرّب حظها بالإنكليزية في دور مساند أمام كريستين سكوت توماس. Michael SheenFrost / Nixonقد يرشح فرانك لانجيلا عن الفيلم في الدور الرئيس، كذلك مايكل شين في دور الصحافي فروست.Viola DavisDoubtتظهر عادة تحت إدارة ستيفن سودربيرغ لكنها هنا في موقعها الخاص مؤدية شخصية أم. Kate BeckinsaleNothing But the Truthيؤكد دور هذه الممثلة البريطانية في هذا الفيلم العاطفي حضورها المهم ومستقبلها الواعد. Vera FarmigaNothing But the Truthڤيرا ليست معروفة لكنها شاركت في فيلم The Departed مؤدية دور الطبيبة النفسية ولم يتم ترشيحها. هذه المرّة تؤدي دوراً أكبر ولو أنه ما زال دوراً مساندا.ً
توابل - Movies
ممثّلون يتسابقون للمرة الأولى لنيل الأوسكار هل يكسرون القاعدة فوزاً؟
18-11-2008