قالت الصحف الصادرة في بداية الأسبوع الماضي إن الحريق الذي أودى بحياة ستة أطفال نتج عن حريق في جهاز التكييف، وجرت حوادث عديدة من الحرائق كان سببها جهاز التكييف، فهل ليس للدولة دور في حماية أرواح الناس، ومن يردع الشركات المستوردة لهذه الأجهزة والمنتجة لها من الاستمرار في بيعنا بضاعة خطرة تفتقد أبسط قواعد السلامة، ولا تملك الكوادر الفنية القادرة على صيانة هذه الأجهزة واكتشاف عيوبها، أو على الأقل توعية المستهلكين بمخاطرها، وكيفية الوقاية منها، وكما يحدث في تجارة الأدوية تبين المخاطر المحتملة وكيفية اتقائها.

Ad

إن ما حدث ويحدث جريمة في حق الناس، أما بائع هذه الأجهزة فإنه قد قبض ثمنها ولا دخل له في ما يحدث بعد ذلك، وجريمة الأسبوع الماضي يجب ألا تمر من دون عقاب، فقد حصد جهاز التكييف أرواح أطفال أبرياء لاذنب لهم إلا أن ذويهم وثقوا بجهاز يمنح أطفالهم نسيما باردا، ولكنه تحول إلى جحيم بعد ذلك.

ما أثارني في هذه الجريمة أنني نجوت وأطفالي من حدث مشابه قبل عامين نتيجة تماس حدث في جهاز تكييف جديد «سبليت يونيت» لم يمر أسبوعان على تركيبه. إن أحدا لا يتصور مدى خطورة هذا الجهاز حتى يمر بالتجربة. إن شرارة واحدة تنتج عن سوء في التصميم أو قصور في التركيب تحدث انفجاراً هائلا وانتشارا للحريق لا يعطيك مهلة لتجنبه أو إطفائه. لم أكن أتخيل أن حريقا في مكيف يمكن أن تنتج عنه الأضرار التي حدثت لمنزلي، وأحمد الله أن الأطفال لم يكونوا في موقع الحريق ذلك اليوم. في ثوان سمعت صوت باب السرداب يهتز وصوتا عاليا يأتي من خلفه ثم انفجرت النوافذ وبسرعة ظهرت النيران خارج البيت. وقد تصرفنا مع الجيران بسرعة لمواجهة الحريق ثم جاءت فرق الإطفاء وأخمدت النيران بعد أن أكلت كل ما في طريقها ونشرت سحب الدخان في البيت كله.

إن الحادث منذ اشتعال الحريق إلى إطفائه لم يأخذ أكثر من ساعة، ولكن الخراب الذي تركه وما حدث لجهاز التكييف أمر لا يصدق. كيف وفي ثوانٍ يحدث هذا المكيف الرقيق كل هذا الخراب؟ لم أكن لأصدق لو لم يحدث هذا في بيتي، ثم سمعت وقرأت عن الكثير من الحوادث المشابهة، وللأسف لم أجد في الجهات المعنية من يهتم أو يرفع السؤال: لماذا يحدث هذا، ومسؤولية من حماية الناس من هذه الأخطار؟

الأمر المثير للفزع والألم أن الشركة المعنية بالأمر لم تحرك ساكناً حين طلبنا منها الحضور لمعاينة مكان الحادث رغم أن تقرير المطافئ كان واضحا في تشخيص السبب، وهو الجهاز نفسه وتركوا اتصالاتنا وكأن الأمر لا يعنيهم، ولم ينتبهوا إلا بعد فوات الأوان، وحين انتبهوا لم يكن الهم هو بحث الخلل في الجهاز أو اتخاذ الإجراءات الضرورية لحماية المستهلك، ولكن تحركهم كان لحماية اسم الجهاز واسم وكيله وموزعه في الكويت.

أكتب هذا اليوم من دون ذكر أسماء لعل أحداً من المسؤولين، أو أي جهة في الكويت تهتم بأرواح الناس أن تصحو وتقوم بدورها، وإن أرادت التفاصيل فأنا على استعداد لتزويدها بكل البيانات.

المهم أن نجد من يوقف هذا العبث وسرقة أموال وأرواح الناس، ففي كل بلد محترم هناك من الأنظمة والجهات الرسمية وغيرها من يضع حقوق المستهلك وراحته وأمانه وصحته فوق كل اعتبار. فهل من يتحرك أم ننتظر فاجعة أخرى مثل فاجعة الأسبوع الماضي؟!