هبطت الأسعار ضمن مشروع جزيرة «النخلة» بنسبة 50 في المئة منذ سبتمبر، بينما تنشر الإعلانات المبوبة في الصحف لوائح بمئات الفلل والشقق الراقية على أوراق النخلة البالغ عددها 16، ويحاول المالكون التخلص من المنازل غير المرغوب فيها.

باتت نخلة جميرا في دبي، التي أعلنت عن ذاتها كأعجوبة ثامنة في العالم، رمزاً للهشاشة الاقتصادية، بينما تقضي أسعار العقارات المتراجعة على صورتها كمدينة تختبر طفرة وازدهاراً.

Ad

ويفيد الوسطاء الماليون الرئيسيون بأن الأسعار ضمن المشروع هبطت بنسبة 50 في المئة منذ سبتمبر الماضي، بينما تنشر الإعلانات المبوبة في الصحف لوائح بمئات الفلل والشقق الراقية على أوراق النخلة البالغ عددها 16، ,يحاول المالكون التخلص من المنازل غير المرغوب فيها. ويندرج بيت بأربع غرف نوم وحديقة الآن بسعر 6.5 ملايين درهم إماراتي (1.8 مليون دولار)، متراجعا من 14 مليون درهم إماراتي في يوليو الماضي.

وأفاد إدوارد كارتغي، وهو مسّاح أراضٍ يعمل مع شركة «سي بي ريتشارد إليس» في الشرق الأوسط «بأن نخلة جميرا كانت من بين المحفزات الأساسية للطفرة العقارية في دبي». وأضاف «لكن الفارق بين الأسعار التي كان المستثمرون مستعدين لدفعها في منتصف عام 2008، مثلاً، والمنتج الخالص كان عملاقاً، وغير محتمل من دون أدنى شك».

و«نخلة جميرا» التي كانت سابقاً أشهر رمز للنمو المتفجر الأخير في دبي، باتت تبدو كأكبر ضحية للتدهور الذي يشهده القطاع القاري في الإمارة.

بني مشروع «نخلة جميرا» الشاسع على المساحة البحرية للخليج العربي، وارتفعت تكلفته إلى أكثر من 12 مليار دولار، وساعد على رفع مقام دبي لتكون من بين المناطق الأكثر جاذبية في العالم، وهذا المقام مهدد حالياً مع تدهور أسعار العقارات وبذل جهود حكومية لتسديد دين بقيمة 80 مليار دولار.

وكان بعض الوسطاء الماليين قد أعلنوا أن الأسعار على جزيرة نخلة جميرا هبطت إلى ما دون ألف درهم إماراتي للقدم المكعبة، للمرة الأولى منذ أن بدأت الأسعار تتراجع السنة الماضية.

12 مليون دولار للفيلا

وفي ذروة الطفرة، بيع البعض من الفلل الأكثر تميزاً على الجزيرة بسعر 12 مليون دولار، في حين أن سقيفة في مشروع «ترامب إنترناشيونال أوتيل آند تاور» الذي يتم العمل عليه بيع، وفقاً للتقارير، بسعر قياسي في دبي، زاد عن 30 مليون دولار في يونيو الماضي.

ومنذ ذلك الحين، علق العمل على مشروع الفندق والشقق البالغة تكلفته 1.1 مليار دولار، علماً أن بناءه يتم بالتعاون مع العملاق العقاري «دونالد ترامب»، لتنشأ بذلك ثغرة إنشاءات في وسط جذع جزيرة النخلة.

وبينما تتراجع قيمة العقارات على جزيرة النخلة، تتراجع حظوظ شركة «نخيل» لتطوير العقارات الحكومية، وتضطر الشركة التي تشكل جزءا من إمبراطورية الأعمال العملاقة التي يملكها حاكم دبي الملياردير الشيخ عبدالله بن راشد آل مكتوم، إلى اتخاذ تدابير جذرية لضمان استمرار الأعمال.

وتشمل الخطوات الأخيرة الهادفة إلى خفض التكاليف تسريح 10 في المئة من اليد العاملة، وتأجيل الأعمال في مشروعين بحريين آخرين هما نخلة جبل علي ونخلة ديرة، وتنفي الشركة أن تكون نخلة جميرا تعاني عقبات الأزمة الاقتصادية العالمية.

ويفيد جوهان شوماخر، وهو المدير الإداري لمشروع نخلة جميرا، بأن «هذه الأخيرة تعتبر من بين المعالم الأكثر شهرة، وسيستمر نجاحها كمجتمع سكاني ووجهة سياحية في النمو».

مشروع راقٍ

صحيح أن المشروع استقطب البعض من أكبر الأسماء في عالم الترفيه، من بينها مشاهير في عالم الرياضة على غرار لاعبي كرة القدم البريطانيين ديفيد بيكهام ومايكل أوين، وسائق سباقات السيارات مايكل شوماخر، وهم في عداد أكبر المشاهير الذين يملكون فيللاً راقية على الجزيرة.

«لقد تم الترويج بشكل ممتاز لنخلة جميرا عند إطلاقها، مع إقدام مشاهير على شراء عقارات في المكان وإحاطة المشروع بهالة كبيرة من الرقي، وارتفعت الأسعار كثيراً بالنتيجة وهي تشهد الآن تصويباً، شأنها شأن باقي السوق»، على حد ما أعلنه دايفد كامب، وهو مدير في شركة الاستشارات العقارية الدولية (كونوميك ريسيرتش أسوشيتس).

ولاشك أبداً في أن عدداً كبيراً من المستثمرين لايزال يعتبر نخلة جميرا بمنزلة بيفرلي هيلز المنطقة الخليجية.

تضاعف الأسعار اكثر من %600

وجذب وجود المشاهير سايمن مورفي، وهو بريطاني في سن الثانية والأربعين ومستشار سابق في أحد صناديق التحوط، ليشتري عقاراً على جزيرة النخلة، وقد شكل جزءاً من موجة مستثمرين أساسية تحاول تملك العقارات على الجزيرة الاصطناعية العملاقة التي اتخذت شكل نخلة.

وتابع «تنطوي الإقامة على الجزيرة على بعض التكبر والأشخاص الذين يقيمون عليها فخورون بشكل مبرر، لأن لديهم رقماً مميزاً لصندوق بريدهم».

لقد اشترى شقته الواقعة على الطابق الأرضي والواقعة على الشاطئ هاتفيا لقاء 870 ألف درهم إماراتي، من دون أن يرى خريطة للشقة أو يملك أي معلومة عن العقار، وبالنظر إلى حدة الطفرة العقارية بدبي في يوليو 2008، تلقى مورفي عروضاً بقيمة وصلت إلى 6 ملايين درهم إماراتي لقاء الشقة، وقد رفض بيعها.

ورغم الغموض الذي يشوب مستقبل نخلة جميرا، يقول مورفي إنه ليس معنياً. وبعد أن اشترى عقاره نقداً في نهاية الطفرة العقارية المستمرة منذ ست سنوات في دبي، يقول إنه يجب أن تتراجع الأسعار أكثر بكثير ليشعر بالخسارة.

كما أنه ذكر بالزيادة بنسبة 600 في المئة تقريباً في الأسعار على جزيرة النخلة ما بين عام 2002 وصيف عام 2008، قبل أن يبدأ التدهور الحالي.

ويشعر بالأزمة أيضا فندق «أتلانتس جزيرة النخلة»، وهو مشروع مشترك بين «كيرزنر إنترناشيونال هولدنغز لمتد» (KZL) و«نخيل» الواقع في وسط المشروع العملاق.

وبعد أشهر قليلة من حفلة افتتاح باذخة بتكلفة 20 مليون دولار، وحضور ألفي شخص ضمن لائحة مدعوين من المشاهير وأكبر عرض ألعاب نارية في العالم، يواجه الفندق حيث يبدأ سعر الغرفة بـ800 دولار ويرتفع إلى 25 ألف دولار الصعوبات لاستقطاب الزبائن، حيث تناهز نسبة شغل الغرف السبعين في المئة منذ مطلع العام، وفي محاولة لاستقطاب عدد أكبر من الضيوف، أطلق الفندق حملة ترويجية راقية في وسائل الإعلام في المملكة البريطانية وأسواق أخرى.

الحل في خفض الأسعار

 

قال متحدث باسم فندق «أتلانتس»: «في الوضع الاقتصادي الراهن، استمررنا في إطلاق عروض تأخذ القيمة بالحسبان، ونرى أن تقديم القيمة للمسافرين الحاليين أمر في غاية الأهمية».

نستقبل آراءكم بشأن صفحات «الجريدة» العقارية على البريد الإلكتروني i.alhomsi@aljarida.com