توجهت الأميرة الدرزية آمال إلى دمشق مع زوجها الأمير حسن الأطرش، ورافقها شقيقها فؤاد إلى جبل الدروز كي يزفها إليه عوضًا عن والدها الذي رحل. كان لقاء الأهل والعشيرة ساخنا، حيث كان يسبق الترحاب بها العتاب لسلوكها، كيف للأميرة ابنة الأمير، سليلة الدروز، أن تفعل ما فعلته؟ كيف لها أن تفكر في احتراف الغناء في المسارح والصالات. انتقلت مخاوف فؤاد إلى العائلة، كذلك كان بعض أغانيها وصل بشكل أسطوانات. تم الزواج وأقيمت الأفراح وذبحت الذبائح وأصبحت أسمهان تحمل لقب «الأميرة آمال الأطرش». رحلت إلى دمشق وتركت فريد وحيدا، يكابد الأقدار التي فرضت عليهم هذا الفراق والحرمان، كادت الدنيا تظلم في وجهه، لكن أضيئت شمعة له عندما حمل ساعي البريد خطابا إليه من مدير الإذاعة وهو يقول له فيه: «أرجو الحضور لمقابلتي».ذهب فريد إلى دار الإذاعة المصرية، وقدم الخطاب إلى سكرتير المدير فاستمهله دقيقة فتح له بعدها باب المدير. عقدت الدهشة لسانه حين رأى مدحت عاصم يستقبله بابتسامة عريضة تليق بصديق قديـم وقال له: هل تذكر يا فريد يوم سمعتك في معهد الموسيقى؟فقال فريد وهو سعيد بتلك الفاتحة التي تشي بما وراءها: ذاك تاريخ غير بعيد... لم تمض بعد أربعة أشهر. فقال مدحت عاصم وكأنه يعتذر: على رغم ذلك فإنني لم أستطع خلال تلك الأشهر أن أقدم فنك إلى الجمهور، شغلنا افتتاح المحطة عنك، فلما استقرت الأمور بعض الشيء استدعيتك.. فإننا بحاجة إليك! بدا على فريد الخجل من الإطراء، وقال لعاصم: أنا رهن إشارتك. فقال عاصم يزف البشرى لفريد: عملت لك عقدا مع الإذاعة، ستعزف عودا مرة أسبوعيا... سوف تستغرق المرة ساعة ونصف الساعة، مبروك. في الليلة التالية، كان فريد الأطرش يجلس أمام الميكروفون من محطة القاهرة ليعزف على عوده. استمر في عمله سعيدا قرير العين بالرزق الذي انتظمت موارده، لكنه كان يريد أن يغني، تلك أمنيته بعد أن اجتمعت له شهادات من أساطين الفن أنه يغني بصوت مجلو، وحنان متدفق، وإحساس صادق، ومن جهة أخرى كان يعتبر معركته مع معهد الموسيقى قائمة، وهزيمته ماثلة، وكان يريد أن يثبت أنه يستطيع الغناء.قرر فريد أن يطلب إلى عاصم إعطاءه فرصة للغناء، وتردد غير مرة ثم طرق بابه ليعلن له عن رغبته بصراحة، فقابله الأخير بالاهتمام وسأله: هل لديك أغنيات خاصة بك؟ فأجاب بلهفة: أستطيع أن أعدها في أيام. فقال عاصم وكأنه على يقين من أن فريد لن يخذله: إذن نحدد لك موعدا للامتحان. شبح الفشل.. سبب النجاحذهب فريد إلى الامتحان مع عوده فحسب، وكان في لجنة الامتحان ثلاثة يعرف فريد اثنين منهم وقد سقط قلبه إلى قدميه وهو يراهما! كان محمد فتحي ومصطفى رضا، وثالثهما سعيد لطفي لجنة الامتحان التي ستحكم عليه، وقد سبق وحكموا عليه بالفشل وتسببوا في طرده من نادي الموسيقى، أي أنه راسب لا محالة. جلس فريد يحدث نفسه: «ها هي الغالبية من لجنة معهد الموسيقى التي حكمت عليك بالفشل وكتبت عليك صك الهزيمة، هل تأخذها من قصيرها وتنسحب؟». حانت منه نظرة إلى الباب المفتوح يغريه بالفرار فوجد عاصم مقبلا، فأحس أنه مدين لهذا الرجل وأنه ينبغي عليه أن يؤدي الامتحان ويبدع فيه، ويكون عند حسن ظنه به! ولما أعطوه إشارة ليبدأ عزفه على العود، غنى الليالي والموال، وبدأت النتيجة تعلن على صفحات وجوههم، فشجعته على الإبداع ولعلع صوته وزغردت أوتار عوده، فقال له رضا: نهنئك بالنجاح. لم يكن النجاح عملية رابحة لدى فريد! ربحها الوحيد أنه شطب من حياته وثيقة الهزيمة التي كتبها معهد الموسيقى، وجعل الذين حكموا عليه بالفشل يحكمون له بالتفوق والنصر. من ناحية أخرى، بدأت تبعات الوقوف أمام الميكروفون تقف له بالمرصاد! كان لا بد له من أغان مستقلة، فذهب إلى صديقه يوسف بدروس الذي وضع له في ليلة واحدة أغنية «ياريتني طير وأطير حواليك»، وفي الليلة التالية قضى فريد مع عوده ساعات الليل حتى غمره نور الفجر، وكان نمق لحنها، فطار بالنص واللحن الى عاصم. وافق الاخير عليهما وأبرم معه عقدا ينص على أن يغني وصلتين أسبوعيا بأجر أربعة جنيهات، وكل وصلة نصف ساعة. سأل فريد عاصم: هل سأغني وصلتين بأربعة جنيهات؟ فرد عاصم وكأنه يعاتب فريد إن ناقشه في الأمر: أجور الإذاعة ضئيلة ولكنك تعوضها بالشهرة والبريق. سأل فريد نفسه: هل سأتغدى شهرة وأتعشى بالبريق واللمعان؟ كان يعرف أن مناقشة اللوائح الإذاعية لا تجدي، فقال لعاصم: أشكرك على كل حال. حين خرج فريد من الإذاعة كاد رأسه ينفجر بالأرقام وهو يحصي كم يلزمه للفرقة الموسيقية، فاستقر رأيه على أن تصاحبه فرقة موسيقية مرموقة، لأن الفرقة الموسيقية تصنع نصف النجاح، وكانت أشهر فرق تلك الأيام فرقة العقاد، وفيها عازفان شهيران هما أحمد الحفناوي ويعقوب طاطيوس. اقترح فريد على الفرقة أن تتزود بآلات غربية كي يتقدم للمستمعين بلون جديد في الغناء والنغم. عمل البروفات فكلفه هذا كله اثني عشر جنيها، وكان يوسف بدروس متطوعا بكلمات الأغنية، بل ألحق الأغنية الأولى بأغنية أخرى هي «بحب من غير أمل». لكن هكذا تكون الصفقة خاسرة، وخسارتها مؤكدة فمن له بالتعويض؟ حدّث فريد نفسه بهذا الكلام.شهادة نجاح فريدكان تشجيع الجمهور عندما استمع إليه للمرة الأولى تعويضا كافيا، فقد أحس فريد أن وزنه يزداد مع كل خطاب تتلقاه الإذاعة طالبا أغانيه، أحس منذ ذلك الحين أن رباطا خفيا يربطه بهذا الجمهور الذي لا يراه، فقد كتب شهادة نجاحه الذي لم يمن عليه بها أحد، وأحس أن هذا الرباط يقوى بعد كل مرة يقف فيها أمام الميكروفون، وحين اختارته الإذاعة لحفلة تذاع من عند سفح الهرم، وفيها الملك فاروق وكبار رجال الدولة، قال حافظ عبد الوهاب للمستمعين: أقدم لكم المطرب فريد الأطرش.. الفنان الذي وصل إلى المرتبة الأولى في النغم والطرب قبل أن يكمل عاما في الإذاعة.حين غنى فريد «يا ريتني طير واطير حواليك» و{بحب من غير أمل»، كانت هناك فتاة سمراء، أسيلة الخد، شماء الأنف، زيتونية العينين، تسمعه وعيناها تبكيان، وقلبها يردد البكاء.ابنة الجيران... أول حبإنها ابنة الجيران، والحب عادة، وإذا اعتادت العين بنت الجيران فإنها لا ترضى عنها في الغرام الأول بديلا. كانت تسكن بيتا من بابه أشبه بالفيلا، دلالة الثراء وعلو المقام، وقد بدأت القصة بالتأمل الطويل الصامت. أمضى فريد شهرا يتمنى أن تنفرج شفتيها عن ابتسامة، فلما ابتسمت أضاءت الابتسامة حياته كأن الدنيا كلها أضاءت، كانت الحياة بما فيها من حرمان وشقاء وغياب آمال، شديدة الوطأة على نفسه، ليأتي الوافد الجديد «الحب» لينعش خياله ويسرق النوم من عينيه ويجعله يمشي وكأنه يطير، ويطل من النافذة وكأنه يطل على الجنة، ويتلقى الابتسامة وكأنه يلقى واحة. بدأ الحب يهوّن عليه المتاعب، فالنهار يقضيه بين مشاغله الكثيرة وهو يستحث الساعات أن تمضي كي يرى محبوبته، وكانت لها براعتها في تحصيل المعلومات عنه. لم يكن يقل عنها براعة، فلما فكر في الخطة التالية، في اللقاء، ارتد بعقل يقدر العواقب ولا ينساق وراء نزوة القلب، فقد عرف، في ما عرف عنها، أنها من الصعيد ومن أسرة تجد مفخرة في الشوارب التي تقف عليها الصقور، فضلا عن الاستهانة، كل الاستهانة بالأرواح إذا مس الأذى شرفهم الرفيع. آثر فريد السلامة على المغامرة وقنع بأن يراها كل ليلة من بعيد، فإذا كان الصباح فإنه يصحو مبكراً ويشبع من محياها الوضاء وهي تحتضن حقيبة الكتب بين يديها وتندفع من باب البيت إلى عربة المدرسة وعلى شفتيها ابتسامة الصباح، وفي عينيها نظرة حب. حقق فريد نجاحا هائلا حين استطاع أن يبعث إليها بخطاب، ووضع يده على قلبه خشية أن يقع الخطاب في يد الأسرة فتكون العاقبة وخيمة، فلما سطرت إليه عبارات عبرت عن حبها طار فرحا وروى للعود حبه في نغمات ينبوعها القلب من أعماقه. لكن أيامه الحلوة لم تعمر طويلا! فقد أحست أمها بأن ثمة ما يشغل ابنتها. قالت الفتاة مرة في خطاب لها أنها عازفة عن الأكل، وأنها لا تجد مبررا لذلك، فحدقتها أمها بنظرة فيها اتهام وعوّلت على مراقبتها. استطاعت الأم أن تضبطها أكثر من مرة وهي تجلس في الشرفة أو النافذة، ثم وهي تبتسم لفريد. عنفتها الأم وأغلقت نافذة حجرتها بالمسامير وحرمت عليها ارتياد الشرفة ! لم يبق لفريد غير اللحظات التي تعبر فيها الفتاة شارع إدريس راغب إلى عربة المدرسة. أحس لوعة الحب، ماذا يفعل؟ هل يتقدم إلى أهلها يتزوجها؟ وكان دون تحقيق هذه المنى حلقات من العقبات إن حطم حلقة فسوف تتصدى له سائر الحلقات وتسد عليه الطريق إليها. كان فقيرا وكانت غنيّة، كان مغنيا، وأهلها من ذوي الثراء العريض، فالتكافؤ في المستويات مفقود، فصرف نفسه عن تلك الفكرة وعاش الحب في قلبه من غير أمل. كان يوسف بدروس يعرف القصة من ألفها إلى يائها، لذلك عبر عن حب فريد تعبيرا صادقا حين وضع له أغنية «بحب من غير أمل»، تلك الأغنية وغيرها كان يقدمها فريد من ميكروفون الإذاعة، وهي سبب شهرته السريعة لأنه كان يغنيها بأحاسيس تجتاح حياته، وحب يملك مشاعره، كان يغني وهو يتخيل نافذتها المغلقة، وأمها الغليظة القلب، وأهلها والشر في أعينهم، وهي ملاك أبيض الجناحين يرفرف فوق تلك النصال المسددة إلى قلبه، كان يغني وكانت تسمعه وعيناها تبكيان، وقلبها يردد البكاء. تطور الحرمان إلى مزيد من العذاب حين اتخذت الأسرة قرارا نفذته بين يوم وليلة، فقد انتقلت من شارع إدريس راغب! عاد فريد ليلتها فلم يجد شبحها وراء خص النافذة كما اعتاد أن يلقاه منذ أُغلقت. أصبح الصباح فلم تقف أمام الباب عربة المدرسة، ولا اندفعت كالعصفور من باب بيتها إلى العربة وعلى شفتيها تحية الحب والصباح ! سأل أمه عن جيرانه فقالت وهي تحس جرحه: لقد رحلوا... حملوا عزالهم ومضوا. فقال بالتياع وهو يغالب دموعه: إلى أين؟ هل لنا أن نسأل كل راحل إلى أين يرحل؟ لقد انتقلنا منذ وصلنا القاهرة بين ستة بيوت، فهل سألنا أحد إلى أين نذهب إلا من كان حميما من الأصدقاء، وأنت تعلم يا ولدي أن هذه الأسرة تحفظت في علاقاتها مع الجيران فلم تزر ولم تفتح بابها لغير الوافدين عليها من الصعيد.في اليوم التالي، قدم إليه يوسف بدروس أغنية جديدة مطلعها «عمري ما حا أقدر انساكي» فكانت وعاء أفرغ فيه فريد كل شوقه وهيامه.. نغما جميلا وإحساسا دافقا. تهديد بالقتلتقطعت الأسباب بين فريد ومحبوبته أسبوعا كاملا، وفي أعقاب الأسبوع تلقى منها خطابا أفصحت فيه عن حبها. كان فريد فرحا وهو يعرف أنها سكنت شارع الملكة نازلي، غير بعيد عن المدرسة البطريركية التي كان يدرس فيها فريد. زار الشارع الذي فيه بيتها الجديد وكاد قلبه يتوقف من الفرحة فبكى، رأت دموعه فاختفت من الشرفة وعادت من جديد مع ابتسامة، وأخذ أهل الشارع بالهم فرحل فريد.عرفت مواعيده فنسقت بينها وبين مواعيدها، لكن حتى تلك السعادة لم تعمر في سماء فريد طويلاً، فمرة أخرى رأت أمها فريد وهو يتسكع تحت الشرفة، فانسحب. عاد في اليوم التالي، وقبل أن يصل البيت رأى رجلا عريض المنكبين، في عينيه شرر الغضب يخرج من الباب وكأنه يتوقع مقدمه، ويمضي إليه، وقصرت المسافة بينه وبين فريد فعرف فيه ثريا يتردد على صالة بديعة . إذن، لا بد من أنه يعرفه، فهل يفر من أمامه ؟ لم تكن المسافة بينهما تسمح لفريد بأي خطة جديدة، فقد وجد نفسه ماضياً إليه كما يمضي الفأر إلى مخالب القط، فلما تواجها استوقف الرجل فريد وقال له: أنت تعرفني وأنا أعرفك دعني إذن أوجه إليك نصيحة تجدد لك عمرك؟فتصنع فريد الشجاعة وقال له: ربما أنت تعرفني، لكن لا أعرفك... أنت.قاطعه الرجل وفي عينيه حقد وغيظ: أنا خطيب التي من أجلها تجيء إلى هنا. بدا أن العبارة هزت كيان فريد، لم يكن يعلم أنها مخطوبة فكيف أخفت عنه الخبر؟ هل أن الواقف أمامه يختلق تلك القصة ليكون لتهديده وقع أثر؟ على كل حال أولى به أن يسمع صوت العقل. استطرد الرجل قائلاً وهو يضغط على مخارج الحروف مؤكداً عبارته: أنا خطيبها وسنتزوج خلال أيام... إبتعد عن طريقها وإلا سأقتلك إن تعرضت لها. بدا على فريد كما لو كان سمع تلك العبارة سابقا، فقال للرجل باقتضاب حزين: لا يا سيدي... لن أتعرض لها. طويت صفحة الحب العذري الرقيق في حياة فريد! طويت في حساب اللقاء والابتسامات والخطابات، لكنها تسطرت خلودا على قلبه. كان يغني ويبدع لها، يختلي بعوده في صميم الليل ويخيل إليه أنها تسمعه. كان يبكي على الأوتار، يغني أحزانا، فخالطت الأحزان نبرته ودخلت خيوطا رقيقة في حبال صوته، كان يتخيلها كلما وقف أمام الميكروفون فيبدع ويطلق الأكف بالتصفيق. مطرب الحب الباكيسافر فريد بعيدًا عن القاهرة لينسى، وعاد فسأله يوسف بدروس: هل نسيتها؟ فأنكر عليه سؤاله: بتلك السهولة... كيف؟كتب يوسف أغنية «رجعت لك يا حبيبي بعد الفراق والعذاب»، فطار صيتها وبعدها أغنية «أفوت عليك بعد نص الليل» التي عبرت عن حاله. نثر أحزانه حين غنى من كل قلبه «يا نسمة تسري إلى ديار الحبيب احكي له سري وكيف أحيا غريب»، فصار مطرب الحب الباكي من أول قصة حب.بهذا اشتهر وهكذا كتب عنه النقاد، وعلى ذلك السلم من المشاعر الراقية ارتقى، وزادت الإذاعة أجره إلى ثمانية جنيهات، لكن أبواب الرزق فُتحت له، فقد جاءته شركات الأسطوانات تطلب تسجيل أسطواناته، وصارت له مكانة لدى بديعة مصابني بعد أن دوى صيته في الإذاعة. سعادة فريد ترحل مع آمالأصبح زواج الحبيبة وفراقها همًا آخر يضاف إلى هم فريد بفراق آمال، وطويت صفحة الحب العذري الرقيق في حياته! طويت في حساب اللقاء والابتسامات والخطابات، لكنها تسطرت خلودا على قلبه ، وتجفف عرقه إن تفصد جبينه بعرق النضال، فلم تعد أمال تطالعه بوجهها الرائق كاللبن الحليب كل صباح وتحمل إليه الإفطار والحنو والرعاية.كان عندما يلحن يروي لها اللحن على العود فإذا نسيه في اليوم التالي فإنه يناديها لتذكره به. كانت ذاكرتها موسيقية لا تسقط منها شاردة من نغم أو واردة، كان في صوتها نضج إلى حد أنها تستطيع أن تواجه الجماهير، وفي حفلتها الأولى نجحت نجاحاً لم يتوقعه أحد، حتى فريد ذاته الذي كان يباهي بها، وشجعه نجاحها على المضي معها على الطريق. صارت تلازمه في غدوه ورواحه، ووجد فيها شريكة النهار والليل والطعام والفسحة واللحن، ورحبت الشركات بأن تضع صوتها على الأسطوانات، وكلها من تلحينه فصار الرزق رزقين، وبدأت السعادة مع الترف يرفرفان على البيت. انتقل إلى غاردن سيتي، وصارت أسمهان رفيقه الجديد، الطيب، الحنون وغنت «نويت أداري آلامي»، وكانت الأغنية مطابقة لحاله مع محبوبته، و «عليك صلاة الله وسلامه»، ثم عادت فغنت «رجعت لك يا حبيبي». لكن أين هي من أغانيه وأحلامه وآلامه؟ صارت الآن أميرة الجبل!
توابل - سيرة
صوت الحب والأنس والطرب(7) أميرة الأحزان أسمهان... الى جبل الدروز وسط الترحاب والعتاب
08-09-2008