تراجع المسؤولون الإسرائيليون عن تصريحاتهم التي ألمحت الى اقتراب موعد انتهاء العدوان على قطاع غزة، فيما أعلن هنية استعداد حماس للتعامل مع اي مبادرة توقف العدوان. ظَهر أمس، رئيس حكومة «حماس» المقالة اسماعيل هنية، للمرة الثانية منذ بدء العدوان، في كلمة متلفزة، طغى عليها هذه المرة الطابع الديني والإشادة بالصمود، وخلت من الإشارات السياسية، ما عدا إعلانه الاستعداد للتعامل مع أي مبادرة لوقف العدوان. وأعلن رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة اسماعيل هنية أمس، أن حماس «تتعامل بإيجابية مع اي مبادرة توقف العدوان وتنهي الحصار»، مؤكداً في الوقت نفسه أن «النصر قريب». وقال هنية، في كلمة متلفزة بثتها قناة «الأقصى» الفضائية التابعة لـ«حماس»: «رغم الدماء والاشلاء النصر آتٍ وقريب، لم تسقط غزة ولن تسقط بل ستنتصر، وستنتصر الارادة، وستنتصر فلسطين والشعب الفلسطيني». وأشار القيادي في «حماس» الى أن الأخيرة «تواجه العدوان الاسرائيلي بمسارين، أولهما دبلوماسي، والآخر هو مسار المقاومة والصمود». واضاف: «هناك مبادرات واتصالات عربية ودولية واقليمية، ونحن نتحرك في هذا المسار، ونتعاطى ايجابيا مع اي مبادرة من شأنها وقف العدوان فورا، وانسحاب الاحتلال من قطاع غزة، والتمهيد لرفع الحصار وفتح المعابر». في غضون ذلك، تراجع المسؤولون الإسرائيليون عن تصريحاتهم التي ألمحت الى اقتراب موعد انتهاء العدوان على قطاع غزة، بل ان الجيش الإسرائيلي كثَّف أمس، أعماله العسكرية في القطاع، مضيقا الخناق على مدينة غزة المطوقة، في حين أُرجئت زيارة المستشار الأمني والعسكري في وزارة الدفاع عاموس جلعاد الى القاهرة للتفاوض بشأن المبادرة المصرية لوقف الحرب. وفي وقت تقدمت المفاوضات بين حركة «حماس» ومدير الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان خطوة الى الأمام، بعد الردّ المصري على التحفظات التي أبدتها الحركة، وإعلان القاهرة انها تنتظر ردا نهائيا على المبادرة اليوم، أعلن الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى امس، ان اجتماعا طارئا لوزراء الخارجية العرب سيُعقد في الكويت يوم الجمعة المقبل، قبيل القمة الاقتصادية، لبحث العدوان الإسرائيلي على غزة، بعد تجاهل اسرائيل قرار مجلس الأمن رقم 1860. وفي وقت لاحق مساء أمس، اعلنت قطر دعوتها الى عقد قمة عربية طارئة يوم الجمعة المقبل بالدوحة. ونقلت «وكالة الانباء القطرية» عن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني أن «دولة قطر بالاتصال مع الاشقاء العرب ومعالي الامين العام لجامعة الدول العربية، دعت إلى عقد قمة عربية طارئة في الدوحة يوم الجمعة المقبل». وفي رد على سؤال عن القمة الاقتصادية والتنموية المقرر عقدها في الكويت الاسبوع المقبل، أكد الشيخ حمد أن «دولة قطر ستشارك على أعلى مستوى في هذه القمة، الا ان ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان وحشي سافر يتطلب عقد القمة الطارئة بأقصى سرعة ممكنة». إلى ذلك، قالت مصادر مطلعة لـ«الجريدة» إن وفد «حماس» الذي أجرى مشاورات مع مدير الاستخبارات المصرية أمس الأول، نقل إلى قادة «حماس» في دمشق نتائج هذه المباحثات، بعد أن أبلغ القاهرة تحفظاته الثلاثة إزاء المبادرة. وأشار المصدر إلى أن هناك تقدماً ملموساً في بعض القضايا، وأن المباحثات في مجملها كانت «إيجابية» وأن وفد «حماس» سيبلغ الجانب المصري ردّه النهائي على المبادرة اليوم. وأجرى وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس، محادثات مع كبير مستشاري رئيس الوزراء التركي احمد داوود اوغلو، القادم من القاهرة، قبل أن يعود الأخير إليها مساء. (غزة، القدس، القاهرة - الجريدة)
آخر الأخبار
هنية يؤكد التعامل بـ إيجابية مع أي مبادرة وحركته تردّ على القاهرة اليوم
13-01-2009