نفى وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أمس، ما تردد من تقارير عن وجود وساطات من بعض الأطراف العربية في قضية خلية «حزب الله» التي ضُبطت في مصر، مشيراً الى أنه «لا مجال لأي مناقشات أو محاولة إقامة مقارنات مع أوضاع سابقة اتضح أن حزب الله كان له يد فيها في هذه الدولة أو تلك».

وقال أبوالغيط إن أزمة «حزب الله- مصر»، هي مسألة قضائية، يتم تسويتها «عندما يتخذ القضاء المصري أمره»، مؤكداً أن هذه «مسألة ليست خاضعة لأي مسائل سياسية أو محاولات لاستخدام السياسة والوساطة، بل هي مسألة ستخضع للقضاء المصري وسيقوم النائب العام المصري أو النيابة المصرية بتوجيه الاتهام وإحالة القضية إلى القضاء المصري عندما ينتهي من تحقيقاته بشكل كامل».

Ad

وواصلت النيابة المصرية تحقيقاتها مع المتهمين في «حزب الله» وسط اهتمام إعلامي لافت، وتضارب في الأنباء بشأن اعترافات المتهمين، وتم التحقيق أمس مع 5 متهمين جدد.

وقال المحامي مالك عدلي وكيل مجموعة من المتهمين لـ«الجريدة» إن «النيابة لا تملك دليلا على إدانة المتهمين بأنهم كانوا يخططون لعمليات داخل مصر، ولم ينكروا في التحقيقات أنهم ينظمون نقل استشهاديين إلى فلسطين ويدعمون المقاومة».

وأكد عدلي أن «تحقيقات النيابة لا تهدف إلى إثبات حقائق أو المواجهة بأدلة كما تصور أجهزة الإعلام، ولكنها تسير في اتجاه تحصيل أكبر قدر من المعلومات عن الأنفاق وطرق الاتصال السرية بين المقاومة الفلسطينية والمتهمين».

قيادي في «حزب الله»

في غضون ذلك، رفض عضو مجلس الشورى المركزي في «حزب الله» محمد يزبك أمس، الاتهامات التي وجهتها السلطات المصرية إلى الحزب، واصفا اياها بأنها «باطلة وكاذبة ولا أساس لها من الصحة».

وشن يزبك أقسى هجوم على القاهرة منذ الإعلان عن ضبط تنظيم «حزب الله- مصر»، وذلك في حديث لوكالة الانباء الايرانية الرسمية (إرنا) قائلاً: «الجوقة المصرية الجديدة هي ضمن الجوقات والحملات الأميركية والإسرائيلية المتواصلة ضد المقاومة في لبنان وفلسطين والمنطقة، وهدفها تشويه صورة حزب الله والمقاومة وحسن نصر الله» ورأى يزبك أن «تناغم النظام المصري مع الكيان الصهيوني هو عار على هذا النظام الذي بات مكشوفاً اليوم أكثر من أي يوم مضى أمام الشعب المصري وشعوب الأمة العربية والإسلامية عموماً».

بري

الى ذلك، دعا رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أمس، الى طي ملف الخلاف بين مصر و«حزب الله»، متحدثا عن رسائل بينه وبين المسؤولين المصريين لمعالجة هذا الملف.

وقال بري الذي يتزعم حركة «امل» الحليفة لـ«حزب الله» في خطاب ألقاه خلال افتتاح مدرسة في بلدة أنصارية جنوب لبنان، «المقاومة في لبنان غيورة على الأمن القومي للأمة، بل إنها تشكل لأحد خطوط الدفاع عن مصالح الأمة، وهي بهذه الصفة ضنينة وغيورة على أمن ومصالح الشقيقة الكبرى مصر، وهي لن تتورط بالتخطيط لضرب اي منشآت سياحية كانت أم استراتيجية في مصر»، ودعا الى «طي الملف واجراء حوار يمنع صناعة الاختلافات بين مصر، كبرى الاخوات العربيات، وبين كل شقيق سواء كان دولة أو غير دولة».

(بيروت د ب أ، يو بي آي)