دعوة النائب ناصر الدويلة لكل من سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد ورئيس مجلس الأمة السيد جاسم الخرافي والنائب أحمد السعدون باعتزال الحياة السياسية تحت عنوان مصلحة الكويت تثير علامات استفهام؟!

Ad

يا أخي الفاضل: دعوة بهذا الحجم يجب أن تدعم بدراسة موضوعية، فهؤلاء الثلاثة أعطوا طعماً للحياة السياسية في دولة الكويت، فجرأة الطرح وقوة الحجج والإيمان بالاختلاف واستعمال جميع أدوات الديمقراطية هي ما وضع ديمقراطيتنا في موقع ميزها على كثير من دول المنطقة. فالدعوة التي أطلقتها لم تكن لتتجرأ بها لولا إسهاماتهم في رفع سقف الحريات. هذا يا أستاذ ناصر ما يميز الديمقراطية الكويتية.

لكن ما أرغب في سماعه منك هو نوع الديمقراطية التي تريدها، والتي تعتقد أن الكويت ستتقدم بها إلى الأمام بخطوات أكثر سرعة مما هي عليه الآن. وهل تعتقد أنه باعتزالهم ستكون الحياة السياسية هي ما نريد نحن جموع المواطنين؟!

إن ترك أي أحد العمل السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي فلا يعني أن عطاء أبناء الكويت سيتوقف، لأن هناك دوما رجالا يرسمون أحلى لوحة في شتى الميادين والصُّعد.

أستاذ ناصر: إن خوفي هو ما وراء هذه الدعوة، فإن كانت من نفسك الثائرة وبنات أفكارك فلا بأس، وأما إن كانت العكس فانظر حولك واعرف ربعك و«هدّي شوي وعلى هونك» مع من أثرى الحياة السياسية وعزّز مفهوم الديمقراطية.

إن عقلانية الطرح هي ما نتمناه دون التجريح الشخصي، ولكن النقد مطلوب لوضع نقاط الإصلاح على الحروف.

وإلى جميع القراء أقول «تقبل الله طاعتكم وعيدكم مبارك وعساكم من عواده».

ودمتم سالمين.