انتهت مريام فارس من تصوير فيلم «سيلينا»، المشروع الأبرز في حياتها الفنية وآخر أعمال العملاق الراحل منصور الرحباني،  المقتبس عن مسرحية «هالة والملك» للأخوين رحباني، من إخراج حاتم علي وإنتاج نادر الأتاسي، وقد أمضت مريام  لهذه الغاية أشهراً في سوريا سافرت من بعدها إلى فرنسا لتصوير كليبين: «أيام الشتي» و{بتروح» قبل أن تعود إلى لبنان.

في حوار مع «الجريدة» تتحدث فارس عن آخر أعمالها وعن الإشاعات التي طاولتها في الفترة الأخيرة.

Ad

 هل نبدأ الحوار بما يبهج أم بالإشاعات والأقوال المغرضة؟

فلنبدأ بالشيء الحقيقي الذي يهمّ جمهور ميريام فارس ويعرفها على حقيقتها.

 

ماذا تعنين بميريام فارس عل حقيقتها؟

قرأت مقولة منذ سنوات أعجبتني، مفادها: «تستطيع أن تخدع بعض  الناس كل الوقت وتستطيع أن تخدع كل الناس بعض الوقت ولكن لا تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت»، لذلك أقول إن الناس يعرفونني على حقيقتي، فلو حاولت خداعهم ولو لبعض الوقت لكانوا اكتشفوا ذلك بسرعة.

نحن أمام جمهور ذكي يعرف كل فنانة على حقيقتها، سواء من تريد أن تغني لأنها تعشق الفن ولأن حلمها منذ الطفولة أن تصبح فنانة أو من تطلق الإشاعات والأقوال النابعة من خيالها ليتحدث عنها الناس ولو على حساب الآخرين. أشفق على صاحبات النفوس المريضة وأدعو الله أن يجنب الناس شرورهن.

 

كيف تقيّمين تجربتك في التمثيل في فيلم «سيلينا»؟

أدرك تماماً أنها مسؤولية كبيرة ومن الصعوبة بمكان أن أؤدي دور فيروز، لأنه سيجعلني في موضع مقارنة مع هذه  السيدة العظيمة وهذا ما أرفضه تماماً، ففيروز كوكب لا يطاله أحد وأنا ما زلت في بداية الطريق ومن الظلم مقارنتي بها. كل ما أحلم به، من خلال أداء بطولة هذا الفيلم، أن انجح وأحقق بصمة في عالم الفيلم الغنائي لا أكثر ولا أقلّ.

كيف كان تعاملك مع المخرج حاتم علي؟

رائع، لم يبخل عليّ بأي نصيحة أو توجيه، لمست عن كثب إبداعه وإتقانه فن التعامل مع الفنان الذي يعمل تحت إدارته ومدى احترامه لفريق العمل.

 

كيف كان حكمه عليك؟

تستطيعين سؤاله، بالتأكيد سيصبّ الجواب في مصلحتي.

 

لماذا اخترت فرنسا لتصوير كليبي «أيام الشتي» و{بتروح»؟

لأن المخرج وسام سميرة موجود في العاصمة الفرنسية فارتأت  شركة «ميلودي للإنتاج» أن أصوّر كليبين دفعة واحدة  نظراً إلى كثرة إرتباطاتي وأسفاري. في كليب «أيام الشتي» كانت أجواء الشتاء والبرد مناسبة للأغنية، أما الكليب الثاني «بتروح» من كلمات مروان خوري  وألحانه، فتختلف أجواؤه تماماً.

 

أخبرينا عن تجربتك في المشاركة في الإعلانات.

أودّ أن أؤكد في البداية أنني لا ألهث وراء الإعلان ولم اصرّح يوماً أنني أرحّب بالمشاركة في إعلان شرط أن يكون كذا وكذا. كل ما في الأمر أن  الإعلان يعرض عليّ من خلال إدارة أعمالي، فنبحث تفاصيله سوياً، أي  نوعية المنتج، الفائدة من وراء الترويج له، هل سيخدم صورتي كفنانة، العائد المادي... شخصياً لا أرى أن هذه التجربة تضرّ بالفنان، خاض فنانون كثر، سواء في العالم العربي أو الأجنبي، مجال الإعلانات وحققوا نجاحاً فيها  ونتابعها عبر الفضائيات العربية.

التقيتِ الفنانة ماجدة الرومي ماذا قالت لك؟

قالت لي استمري كما أنت، فالفن الذي تقدمينه يفرحنا. أنا فخورة بأن فنانة كبيرة تتابعني.  

 هل لديك صداقات في الوسط الفني؟

أنا منهمكة بعملي طوال الوقت وليس لدي وقت لتكوين صداقات، لذلك أصدقائي هم أفراد عائلتي أي والدتي وشقيقتيَّ رولا وجيهان.

 

من مخزن أسرارك؟

 

 والدتي وشقيقتيَّ، يسود تفاهم عميق بيننا ونشعر كأننا شخص واحد، لذلك لا نخفي عن بعضنا شيء.

ما وجه ميريام الذي لا يعرفه أحد؟

لست من صاحبات الأقنعة، أنا كما يراني الجمهور في حفلاتي ولقاءاتي التلفزيونية، إسألي المحيطين بي فيجيبونك هذه هي ميريام.

 

لكن ثمة أشياء لا يعرفها عنك الناس، طباعك مثلاً.

أقلق على أفراد عائلتي وأخشى ألا يعجب عملي الجمهور. أحاول التخلص من هذا القلق من خلال المطالعة سواء قبل النوم أو  في الطائرة.

 

حياتك معظمها في الطائرة؟

نعم، قد يكون هذا الأمر دليل عدم استقرار ولكنه في الوقت نفسه دليل نجاح.

 

هل أنت متفائلة بطبعك؟

قرأت يوماً أن التفاؤل والإبتسامة الدائمة يطيلان العمر، أعمل بهذه المقولة حتى لو لم تكن  مبنية على أسس علمية  أو طبية.

 

ما نوعية  قراءاتك؟

الروايات الطويلة وفي بعض الأحيان أقرأ القصص القصيرة.

 هل تستهويك القصص الرومنسية؟

نعم، لكن ذلك لا يعني عدم قراءة الكتب الأخرى.

 

ما علاقتك بالسياسة؟

بعيدة عنها بعد السماء عن الأرض، قالت لي أمي يوماً إن السياسة اذا دخلت شيئاً أفسدته،  يبدو أن هذا القول صحيح.

 

برأيك، ما وظيفة الفن؟

يدخل الفن الى عقول الناس وقلوبهم ويهذبها ويجمّلها، عكس السياسة.

نحن مقبلون على موسم انتخابات لمن ستصوتين؟

ورقتي ستكون ملغاة لأنني سأكتب إسم «لبنان».

هل لديك أوقات فراغ؟

أوقات فراغي قليلة، لكنني أحاول الإستفادة  منها قدر المستطاع، أمارس الرياضة وأجلس مع والدتي واختي الصغيرة جيهان لأن رولا ترافقني في رحلاتي كلها.

ما فائدة أن يكون أحد أفراد العائلة مدير أعمال الفنان؟

رولا ليست مديرة أعمالي إنما شقيقتي ونحن شخص واحد، غسان الشرتوني  مدير أعمالي كذلك شركة «ميوزيك إز ماي لايف».

 يتردّد أنك المدللة في الشركة؟

بل عشرة عمر وتكامل وصداقة وهدف مشترك، أي تقديم الفن الذي يجمع بين الأصالة والحداثة، بالإضافة إلى أننا نتعامل بنفسية الفريق الواحد.

وقعت أخيراً عقداً مع شركة «ميلودي للإنتاج الفني»، إلى أي مدى أنت مرتاحة في التعامل معها؟

تقوم العلاقة بيننا على الودّ والإحترام، وهي أسس التعاون بين الشركة والفنان.

 

من ينافس ميريام فارس في الفن ؟

أقوم بعملي وأثابر وأجتهد لأثبت نفسي ولا أفكر بمن أنافس أو من ينافسني لأن هذه الطريقة في التفكير  تعيق تقدمي، إنما المنافسة الشريفة تحفّز  الفنان على بذل أقصى ما عنده لتوسيع قاعدته الشعبية.

 

هل تهربين من شيء ما؟

من الخوف والقلق على عائلتي

 

الى جانب من تشعرين بالأمان؟

والدتي. كذلك عندما أصلي أشعر بالأمان مهما كنت مضطربة.

والحبيب؟

لا وقت لدي للحبيب لأنني منهمكة بعملي.

وهل الحبيب أو الحب  له وقت؟

لا، ولكن نمط عيشي المتنقل على الدوام بين  المنزل والطائرة وخشبة المسرح والأستديو  يجعل من الصعب علي العثور على الحب.

فنانة من دون حب؟

يعوّض الحلم عن هذا النقص، فكرة انتظار الحبيب تجعل الفنان يعيش حالة مشابهة لحالة الحب.

 

ألا تخشين أن يمضي العمر ويسبقك قطار الزواج؟

ما  زلت صغيرة في السن واحلامي الفنية  كثيرة، قد يعيق الزواج خطواتي الفنية وقد أعجز عن التوفيق بين حياتي الفنية والعائلية، فأنا ما زلت في مرحلة إثبات الذات.

 

إذاً المسالة بالنسبة إليك ليست قسمة ونصيب؟

بالعكس هي قسمة ونصيب، في النهاية مصيري في يد رب العالمين، فإذا  كان قدري أن أتزوج غداً سأتزوج، حتى لو كنت رافضة لفكرة الزواج حالياً، أما إذا كان قدري أن أبقى عازبة فسأبقى كذلك حتى لو بحثت ليل نهار عن زوج المستقبل.

 

إذاً أنت انسانة قدرية؟

كل إنسان مؤمن هو قدري، أنا انسانة مؤمنة خرجت من بيئة تعتبر أن الإيمان والإتكال على الله بالإضافة الى المثابرة والاجتهاد كلها مفاتيح النجاح مهما بلغت الصعوبات .