{أنا مختلف عن الآخرين} هذا ما يؤكده خبير التجميل محمد عشوب دائماً، نظراً إلى أسلوبه المغاير واللافت في الماكياج. خاض تجربة الإنتاج، ورغم عدم نجاحه فيها، قرر تكرار المحاولة عبر فيلم جديد بعنوان {المسيح والآخر}، الذي توقّع له كثر إثارة جدل رقابي واسع.

ما الذي شجّعك على تقديم فيلم عن حياة المسيح؟

Ad

فكرة {المسيح والآخر} كانت واردة في ذهني قبل تقديمي فيلم {لحظات أنوثة}، وقد شجعني عليها عرض أفلام أجنبية عدّة تتناول حياة المسيح في بلادنا العربية، آخرها{آلام المسيح} لميل غيبسون، ما أكّد أن هذا النوع من الأفلام مقبول في مجتمعنا.

لكننا نعاني من {ازدواجية فكرية} في مجتمعنا العربي، فقد نسمح بعرض أعمال أجنبية فيما تواجه أفلامنا أزمات.

أتحدث قانونياً. طالما سُمح بعرض تلك الأفلام الأجنبية في بلادنا، من حقي عرض فيلمي الذي يتناول قصة حياة المسيح. من جهتي، لا أبالي بهذه الازدواجية لأنني أصنع فيلماً باسم مصر كلها.

هل اطلعت الكنيسة على سيناريو الفيلم قبل عرضه على الرقابة؟

نعم. أرسلت نسخة من السيناريو إلى الكنيسة، على أن تقدّم بدورها رأيها إلى الرقابة، وقد وافق البابا شنودة على الفيلم وقال لي {لو جاء الفيلم كما قرأته سأكتب مقدمته بنفسي}.

لكنك بهذه الخطوة تزيد من سلطة المؤسسات الدينية على الفن؟

المؤلف فايز غالي هو من أرسل النسخة إلى الكنيسة، وليس أنا بصفة شخصية.

لكن المؤلف لن يتخذ قراراً كهذا من دون موافقتك بصفتك المنتج؟

نعم، لقد وافقت فعلاً على الخطوة، ولا أجد فيها عيباً، إضافة إلى أن الرقابة كانت سترسل نسخة من السيناريو إلى الكنيسة في الأحوال كافة، لذا وفّرنا على أنفسنا الوقت واختصرنا الطريق. وأؤكد أن القرار لو كان للرقابة وحدها ما كنت أرسلت السيناريو إلى الكنيسة من البداية، لكن في مثل هذه الحالات الرأي الآخر يكون إمّا للأزهر بالنسبة إلى السيناريوهات التي تتناول الإسلام، أو للكنيسة في ما يخص الأفلام التي تتناول المسيحية، إضافة إلى أن موافقة الكنيسة ستعزز موقفي أمام الرقابة.

ألم تخش اتهامك بزيادة سلطة مؤسسة الكنسية على الفن؟

رأي الكنيسة محترم جداً، وعلينا أن ننصت إليه.

رأيها محترم في الدين، لكن يُفترض ألا تتمتع برأي تنفيذي أو رقابي في الفن؟

الكنيسة لديها لجنة فنية تراجع السيناريو صفحة تلو أخرى، وتتفحصه جيداً، فقد يشتمل على رؤية دينية لا تدركها الرقابة.

لماذا اعتذر عمر الشريف عن البطولة؟

لأن حالته الصحية لا تسمح بالتصوير لفترات طويلة في الصحراء بحسب تأكيده لي.

لكن البعض أكّد أن اعتذاره يتعلّق بضعف السيناريو؟

أُعجب الشريف بالسيناريو جداً، لكن حالته الصحية لم تسمح بقيامه بالتصوير، لذا رشحت بدلاً منه عدداً من نجوم السينما العالميين، وفي مقدمهم شون كونري.

سيتهمك البعض بالترويج لفيلمك عبر ترشيحك أسماء ممثلين عالميين؟

ما العيب في ذلك، فهذا أسلوب مشروع للترويج للأعمال الفنية. رشحت بيل كلينتون لدور البطولة، ولو كنت أضمن موافقة باراك أوباما كنت رشحته أيضاً. الفيلم سيحمل اسم مصر ويجب أن يكون في أفضل شكل.

ماذا عن بقية فريق العمل؟

سأختار ممثلة جديدة لدور العذراء مريم، وأشترط عليها ألا تمثّل غيره من الأدوار. كذلك سأضع شرطاً جزائياً في العقد، يقر بدفعها 50 مليون جنيه إذا شاركت في أعمال أخرى، لأنني لا أرغب في رؤية من تجسد هذه الشخصية الطاهرة تؤدي في ما بعد دور فتاة لعوب أو تظهر بلباس البحر. كذلك لا بد أن تكون مسيحية مراعاة لشعور الأخوة المسيحيين.

لماذا فشلت كمنتج سينمائي رغم نجاحك كخبير للماكياج؟

الأفلام التي قدمتها لم تلق نجاحاً جماهيرياً لأسباب مختلفة، فكل فيلم كانت له ظروفه. فيلمي مع وردة لم ينجح. كذلك أخفق {لحظات أنوثة}، ليس لأسباب فنية بدليل أنه حقق نجاحاً كبيراً على مستوى شباك التذاكر، وبيع لقنوات فضائية كثيرة، لكن المخرج أخرجه بطريقة غريبة وكأنه يرغب في تشويه نفسه.

هل صحيح أنك تنوي إنتاج فيلم سينمائي يقوم ببطولته هيثم زكي؟

نعم. هيثم فنان واعد لم يحصل على تقدير كاف بعد فيلمي{حليم} و{البلياتشو} لأنه صورهما خلال مروره بظروف خاصة، فلم تظهر موهبته. أعتقد أنه خليفة أحمد زكي، لذا اخترته لبطولة فيلمي الجديد، وهو بمثابة إعادة لـ{اللص والكلاب}، على أن يشاركه البطولة ابني عادل عشوب، وقد تكون بداية موفقة لكليهما.

كيف ستواجه الاتهامات بالتحيز لابنك وابن صديقك عبر إنتاج فيلم مشترك لهما؟

لا أجد مشكلة في التحيز لابني أو لابن صديقي طالما أنهما يملكان الموهبة، ثم من يقف ضد مصلحة ابنه؟ وهل ثمة رئيس دولة لا يحب أن يرث ابنه مكانته؟

لكن الفن ليس للوراثة؟

الوراثة في الفن مقبولة بلا شروط، ثم ما المانع في أن يمثّل ابني{بفلوس والدو}، أليس هذا أفضل من أن يتسوّل الأدوار من المنتجين، إضافة إلى أنني سأنفق الأموال عليه في مجال الفن أو غيره. باختصار أموالي له في الحالات كافة.

ماذا عن الفنانة التي أُعجبت بها جداً؟

تعاونت مع فنانات كثيرات. لكل منهن أسلوب مختلف في العمل، لكن بعد خبرتي السينمائية الطويلة وتعاملي مع عدد كبير منهن، أؤكد أن لقب {سيدة الشاشة الأولى} الذي حصلت عليه فاتن حمامة تستحقه فنانات آخريات مثل شادية وهند رستم وهدى سلطان، فتمييز حمامة عن غيرها ظلم كثيرات.