برزت أخيراً على الساحة التلفزيونية ظاهرة البرامج التي تركّز على تقليد النجوم أبرزها: «توك شو» على قناة «موجة كوميدي»، «كوميك شو» على قناة «نايل كوميدي»، فأعادا إحياء هذا النوع من الفن الذي امتاز به بعض كبار النجوم في السابق وكاد يندثر في السنوات الأخيرة.

كيف يرى النجوم والإعلاميون والنقاد هذه البرامج التي استغلّ صانعوها حركات الفنانين وقلدوها؟

Ad

يؤكد الإعلامي مفيد فوزي أن الفنان أو المذيع شخصية عامة ومشهورة لذا يتم تقليده، ويشير إلى أن هذا الأمر يدلّ على مدى نجاحه وتعلّق الجمهور به، ويعتقد أن من حقّ الجمهور أن يبحث عما يضحكه ويبعده عن أعباء الحياة اليومية ومشاكلها ولو لدقائق.

يضيف فوزي: «كنت من أوائل الأشخاص الذين تم تقليدهم وكنت أضحك كثيراً، لست ضد التقليد ولن أغضب ممن يقلدني، لكن لا بد من أن يكون التقليد - سواء لي أو لغيري – من دون إسفاف أو ابتذال، لأن أي تقليل من شأن الشخصية المقلّدة أو تجريحها قد يصرف الجمهور عن مشاهدتها، من هنا على هذه البرامج البحث عن جديد تقدّمه وعدم التركيز على شخصيات معينة حتى لا يصبح هذا الأمر ثقيلاً على الجمهور».

بين السخرية والاحترام

كانت بداية وائل علاء، أحد الذين يتقنون تقليد الشخصيات، مع تقليد الفنانين، وهذا الأمر ليس سهلاً بالنسبة إليه إذ من الصعب تقمص الشخصية بكل ملامحها وحركاتها التي ترسخت في ذاكرة المشاهدين.

يضيف علاء أن شهرة الشخصيات وحبّ الجمهور لها هما السبب الرئيس في تقليدها، «نراعي أن نبتعد عن أي تجريح أو تقليل من شأن الشخصية، فنحن نقدّم البرنامج بهدف الإضحاك لا الإساءة، والشخصيات التي نقلّدها لها تاريخها العريق الذي نحترمه جميعاً»، على حدّ تأكيده.

لم تكن إيمان سيّد، (اشتهرت بتقليد المذيعات منى الشاذلي ومنى الحسيني وهالة سرحان) تتوقع نجاح برنامج «توك شو» وكانت تشعر بالخوف من عدم تقبّل الجمهور لهذه الفكرة أو عجزها عن الوصول إليه بالشكل الذي يريده.

تشير إيمان إلى أن اختيار الشخصيات جاء بناء على الشعبية الكبيرة التي تتمتع بها لدى المشاهدين، تقول: «من خلالها استطعت أنا وزملائي أن نظهر إمكاناتنا، وحققت لنا شهرة».

إيجابيات وسلبيات

لهذه البرامج إيجابيات وسلبيات في رأي د. صفوت العالم، أستاذ الإعلام في جامعة القاهرة، يوضح: «يقدَّم فن تقليد النجوم على غرار فن الكاريكاتور، لإضحاك الجمهور، لكنه يبحث أحياناً عن الإضحاك على حساب بعض الشخصيات ويظهر النجوم بصورة سلبية يغلب عليها السخرية والتقليل من مكانتهم، ما قد يثير المشاكل بين القيّمين على البرنامج والفنانين».

يضيف العالم: «لست ضد تقليد الشخصيّات، لكن من الأفضل توخّي الحذر عند تقليدها وتجنّب المبالغة حتى لا يتحوّل التقليد إلى سخرية على حساب الجدّية التي تتمتع بها هذه الشخصيات».

يلاحظ العالم أنه عندما يقلّد شخص واحد مجموعة من الشخصيات يبدأ الجمهور بمقارنة أدائه لها، لذا عليه أن يثبت قدرته على تقمص الشخصية وتقديمها بشكل جيد، بهدف الإضحاك من دون إسفاف.

من جانبها ترى الناقدة حنان شومان أن «فكرة تقليد المشاهير محبّبة لدى الجمهور واكتسب البعض شهرته من ورائها، على غرار الفنانة لبلبة التي بدأت شهرتها بتقليدها النجوم ومن ثم اتجهت إلى التمثيل».

تضيف شومان: «يكمن نجاح مثل هذه البرامج في هدفها، هل هو للسخرية والاستهزاء من الشخصية أم نقدها بطريقة خفيفة مضحكة من دون الإساءة إليها؟»

تلاحظ شومان أن برنامج «توك شو» يقدّم انتقاداً لاذعاً وتمّ تقليد بعض المشاهير فيه بشكل سلبي، في المقابل أتقن محمود عزب في برنامجه «كوميك شو» تقليد الشخصيات، فهو منولوجست يعرف كيف يضحك الجمهور ويصل إلى أعماق الشخصية التي يقلّدها، لذا أحبه الجمهور واعتاد عليه.

تشترط شومان على من يقلّد المشاهير أن يعرف الهدف من تقليد الشخصية وهل تستحق ذلك ولماذا ينتقدها، وأن يكون ذكياً في اختياراته ويعتمد أساليب مبهرة.