«تلبس هاتخش الجنة... تقلع هاتخش النار» هكذا بمنتهى الوضوح والحسم أطلق مولانا عصام بن شعبولا، إحدى أكثر الفتاوى ذيوعا في مصر الآن، فهي على شريط كاسيت حاليا بالأسواق، يسمعها الشباب في النوادي والمقاهي وعلى الشواطئ وفي وسائل المواصلات، ولها وقعها الخاص والمؤثر جدا على الفتيات، حتى المحجبات لا يستطعن التماسك أمام تلك الفتوى الغنائية الراقصة، بإيقاعها المقسوم «على واحدة ونص»، حين يطلقها الـ«دي جي» في الحفلات والأفراح الشعبية بصوت نجم الغناء الشعبي الواعد، عصام شعبان عبدالرحيم، يشدو بصوت أجش وحماس منقطع النظير. تلبس هاتخش الجنةتقلع هاتخش النار...شعبان هايخش الجنةنانسي هاتخش النار...هيفا... هاتخش النارمروة... هاتخش النارروبي.... هاتخش الناروهكذا في كل مرة يزيدنا من الشعر بيتا، مؤكدا بكل شماتة وسعادة أن فيفي عبده كذلك ودينا ونجلا، منطقيا وحتما، رايحين النار، الوحيد الذي نجا وبدا «من المبشرين بالجنة» في نفس الأغنية هو شعبان عبدالرحيم، وقد علق عصام على ذلك بقوله: «أبويا بيغني بس، ولا يخلع ملابسه أثناء الغناء». الطريف أنه مع اختناق الشوارع بالزحام وكل أشكال التلوث والأدخنة واشتعال أسعار السلع الغذائية الأساسية وتدهور الأحوال الاقتصادية، لم يمانع المصريون في التوقيت ذاته من قبول شريط «هاتخش النار»، وكأنه مناسب للسياق العام، بينما ثاروا وعبروا عن غضبهم الشديد واحتجاجهم العنيف تجاه المفكر الإسلامي جمال البنا، بسبب فتواه الأخيرة التي رأى فيها أن تقبيل شاب لفتاة في ظل هذه الظروف الظالمة شديدة القسوة والتوحش، يمكن أن يكون من صغار الذنوب، التي يغفرها الله بإذنه، والحسنات يذهبن السيئات.تناقضات كثيرة في الشارع المصري، حيث يثور الشك في صحة إدراك وذاكرة ونظر كل من يمر على كورنيش النيل ويرى ذلك المشهد المكرر المعتاد لعشرات الفتيات، معظمهن محجبات، يقفن مع شباب من نفس المرحلة العمرية، ينظرون نحو صفحة النيل الواسعة الرقيقة غير عابئين بمن حولهم، بعضهم في أوضاع عاطفية ساخنة، قد تكون القبلات أهون ما فيها، لكن أحدا لا يتدخل أو يعلق... فمن هؤلاء الشباب إذن؟يتدخل أستاذ الطب النفسي في جامعة الزقازيق الدكتور أحمد عبدالله ويقول محللا: «معدل الفوضى في مصر الآن وصل الى أعلى مستوياته، وكرد فعل عكسي لهذه الفوضى الكاسحة التي نعيشها يوميا في كل المجالات، فكر بعض الناس أن القسوة والتشدد في الدين والتلويح الدائم بالنار وغضب الله الشديد هو ما سيصنع التوازن المطلوب، والنتيجة أن المجتمع تمسك بالشكل ونسي الجوهر والدين الحقيقي».
أخر كلام
نجل شعبان عبدالرحيم يكره هيفاء ونانسي وروبي ويغني بدخولهن النار
04-12-2008