شجّع نجاح مسلسلات «الست كوم» في العام الماضي الجهات الإنتاجية لتقديم المزيد منها، وازدحمت شاشة رمضان بالكثير من تلك الأعمال، فماذا عنها، هل نجحت أم فشلت؟ السطور التالية محاكمة لدراما «الست كوم»...تؤكد الناقدة ماجدة موريس أنه من الطبيعي ألا تكون الأعمال كلها ناجحة، سواء كانت مسلسلات عادية أم مسلسلات «ست كوم», ولا يعدّ إنتاجها هذا العام كبيراً مقارنة مع النوعيات الأخرى، إذ تتراوح بين 10 أو 12 مسلسلاً, تضيف: «بالطبع لم تكن كلها تجارب موفّقة, أخفق الكثير منها بشكل واضح وملحوظ, حتى المسلسلات التي ظهرت في العام الماضي مثل «راجل وست ستات» و»تامر وشوقية» لم تحقق النجاح الذي توقعناه لها، وهذا بالطبع بسبب استنفاد الأفكار، ما أصاب المشاهد بالملل لتكرار مشاهدة الأفكار نفسها والأحداث».تعتبر موريس أن محاولات التجديد التي اعتمدها البعض من خلال استضافة نجوم، لم تقتصر على مسلسل واحد بل أصبحت السمة المميزة لمسلسلات «الست كوم»، وكلها محاولات لجذب انتباه الجمهور ومن دون مبرّر درامي لوجود هؤلاء.كذلك تشير إلى أن المسلسلات التي قدمت هذا العام للمرة الأولى لاقت نجاحاً لا بأس به مثل «العيادة», فقد ضم المواهب الشابة إضافة إلى موضوعه المشوّق، لذلك يعد أفضل مسلسلات «الست كوم» هذا العام.تقليديرى كاتب الكوميديا فيصل ندا أن تلك النوعية من المسلسلات هي تطور طبيعي للدراما في مصر، «ليس عيباً أن نأتي بفنون من الغرب طالما نطوّعها بما يناسب المجتمع المصري وثقافته, ومن الممكن أن نناقش من خلال «الست الكوم» المشاكل التي تواجه مجتمعنا».اختار ندا «العيادة» كونه قدم الجديد شكلاً ومضموناً، عكس الأعمال الأخرى التي استُهلكت ولم تقدم جديداً، لذا لم تحقق النجاح الذي كان متوقعاً لها.بدوره، يعتبر الكاتب أسامة أنور عكاشة أن «اللجوء إلى تلك النوعية من المسلسلات ليس إلا استسهالاً من المنتجين لأن تكلفتها أقل من الأنواع الدرامية الأخرى، ما يفسّر سر الإقبال عليها، يضاف إلى ذلك أنها لا تحتاج إلى ممثلين من العيار الثقيل أو محترفين بل إلى موهوبين في بداية طريقهم ليقدّموا بعض المواقف المضحكة من دون أي هدف، فهي تسطّح الأفكار ولا تعتمد على مناقشة الأمور بشكل عميق وجاد» .أما الناقدة ماجدة خير الله فتؤكد أنها لم تشاهد مسلسلات «الست كوم» كلها التي عُرضت في رمضان هذا العام، وما شاهدته لم يجذب انتباهها إطلاقاً ولم تشعر أن هناك فكرة جديدة تقدم من خلاله بل مجرد مجموعة مواقف ساخرة فشلت في إضحاك الناس.غير أن أفضل «ست كوم» قُدم، برأيها، هو الأجزاء الجديدة من المسلسلات التي عُرضت في الأعوام الماضية مثل «راجل وست ستات»، ربما لحرصه على التطرّق إلى قضايا الشارع المصري مثل أزمة الرغيف وغيرها من القضايا التي تؤرق الناس، لذلك شعرت بأن تلك الدراما تعبّر عنهم وعن همومهم». ما السر وراء انتشار تلك النوعية من الدراما؟ سؤال يفرض نفسه، خصوصاً بعد الهجوم الذي لحق بها في رمضان والاستمرارية في إنتاجها؟ تُرجع ماجدة خير الله السبب إلى ازدياد عدد القنوات بشكل كبير وبالتالي ازدياد الإنتاج، «غير أنه لا بد من أن تُطوَّر شكلاً ومضموناً بما يفيد حاجة الجمهور ويعبّر عنه، أي أن تكون بمثابة إضافة له وليس مجرد دراما تمتلئ بها ساعات الإرسال فحسب».
توابل - مزاج
محاكمة ست كوم... العيادة الأفضل وتراجع تامر وشوقية و راجل وست ستات
14-10-2008