لم تنسِ الـ 45 عاما التي أمضاها البروفيسور د. عبدالرحمن أبو رومية السعدي في بلاد الاغتراب عروبته ووطنيته، فكلما تقدم في العلم قدمه بندوات ومؤتمرات طبية في الكثير من البلاد العربية، وساهم من خلال ترؤسه لرابطة الأطباء العرب بتقديم اكثر من 36 سيارة اسعاف متطورة الى مستشفيات جلها في البلاد النائية مع الكثير من المساعدات الطبية والعمليات الجراحية، الى ان اسس قسما خاصا بالدراسات العليا والبحث العلمي للطلبة العرب في جامعة الدانوب بالنمسا. أكد رئيس المركز العربي - النمساوي للدراسات الجامعية العليا والبحث العلمي والعلاقات والخدمات الطبية في جامعة الدانوب بمدينة كرمس البروفيسور د. عبدالرحمن أبو رومية السعدي ان البحث العلمي في الوطن العربي ضعيف اذا ما قورن بمستواه في البلاد الغربية، مشيرا الى ان اسرائيل تنفق على البحث العلمي ما يفوق جميع ميزانيات البلدان العربية المخصصة لاعمال البحث العلمي 17 مرة.وقال في حوار خاص مع «الجريدة» خلال زيارته الى البلاد ان البحث العلمي وتطويره في الوطن العربي «هما الطريق الاقرب الى التطور والازدهار لاي بلد في العالم»، مطالبا كل المسؤولين في البلدان العربية بتقديم المساعدات اللازمة إلى العلماء، ليؤسسوا قاعدة علمية صحيحة ينطلق منها قطار التقدم الحضاري نحو الابتكار والابداع.واضاف انه احب الكويت الذي يزورها لاول مرة، لاسيما بعد ان تحدث الى بعض ابنائها والتقى بعض المسؤولين فيها «الذين عكسوا كرم الشعب الكويتي وثقافته»، لافتا الى انه تابع جلسات مجلس الامة في الفترة الاخيرة، واعجب جدا بالديمقراطية الموجودة في الكويت، ووصف الوزيرة الصبيح وهي معتلية منصة الاستجواب بالمرأة المشرفة والقوية التي «تؤكد قوة المرأة الكويتية بشكل خاص والمرأة العربية بشكل عام».وفي ما يلي نص الحوار:• بداية ماذا عن زيارتك للبلاد؟- قدمت الى الكويت للتعريف بأهمية القسم العربي - النمساوي للدراسات الجامعية العليا والبحث العلمي والعلاقات والخدمات الطبية الذي أُسس لاستقبال الطلاب والطالبات من البلاد العربية، الباحثين عن اختصاصات عليا بعد دراساتهم الجامعية واختصاصهم بفرع معين في الطب، او الراغبين في تعلم البحث العلمي او متابعة ابحاثهم العلمية في المخابر الحديثة المجهزة لهذا الغرض، وتحت رقابة وصِلات عالمية، ثم تعزيز العلاقات والخدمات الطبية بين النمسا والبلاد العربية، ولا يفوتني ان أشير إلى ان جامعة الدانوب الحديثة العمر تعد فريدة في اوروبا بهذه الدراسات والاختصاصات العليا، التي تقدمها إلى الطلبة، وتقع في مدينة كرمس على نهر الدانوب في اجمل مناطق النمسا المسماة بالفاخاو، وعلى بعد 90 كيلومترا من مدينة فيينا.• متى تم افتتاح هذا القسم؟- بتاريخ 8 مايو 2008، وحضر الافتتاح جميع السفراء والدبلوماسيين العرب في النمسا، بالاضافة الى رئيس المجلس النيابي لمقاطعة النمسا السفلى، نيابة عن المحافظ، وشخصيات عربية ونمساوية مهمة، فضلا عن ممثلي الصحافة والاعلام النمساويين والعرب.• ما أهمية هذا القسم في جامعة الدانوب؟- التنسيق بين طلاب البلاد العربية من جهة، وجامعة الدانوب والدوائر الرسمية الحكومية في النمسا من جهة أخرى، مما يعني تأمين الدراسات والاختصاصات المطلوبة في الجامعة، وتأمين تأشيرة الدخول إلى النمسا، وكل ما يتعلق بالإقامة من الناحية القانونية، وتأمين السكن وكل الخدمات الضرورية اثناء الاقامة في النمسا، والتكفل بهم منذ استقبالهم في المطار حتى مغادرتهم بعد الانتهاء من الدراسة.وللعلم فإن الدراسة ستكون في هذه الجامعة، على شكل دورات متعددة، باللغة الإنكليزية أو الألمانية حسب الطلب، كما يمكن تنفيذ قسم من هذه الدورات التعليمية في أحد الأقطار العربية.• ما الدراسات والاختصاصات التي يقدمها القسم؟- ادارة التنظيم الصحي، تجنب الأخطار في إدارة التنظيم الصحي، العناية المشددة بالخدمات الاسعافية، التكنولوجيا الحديثة في خدمة الطب، ادارة معامل الأدوية والصيدلة، الإدارة الطبية للمستشفيات، التغذية والصحة، البحث العلمي في المستشفيات والمخابر، المعالجات الفيزيائية والطبيعية، المعالجات الحديثة للأوجاع، الفحوص العينية الحديثة في المستشفيات، ادارة التمريض، التطوير العلمي في التمريض، الطب الصيني، ادارة التنظيم الصحي في السياحة، الرياضة والاحتفالات، طب الشيخوخة والكبر وطب الحساسية.وفي المستقبل القريب سنُدخل اختصاصات مهمة، مثل معالجة العقم، وطفل الأنبوب، والجراحة التنظيرية، ومعالجة السرطان الحديثة، والوسائل المتطورة لتشخيص الأمراض، واختصاصات اخرى مهمة.• ماذا عن البحث العلمي في هذا القسم؟- سيتم تعليم طرق البحث العلمي الحديثة، وكيفية التعامل معها في المخبر المتكامل المجهز لهذا الغرض، لاجراء التجارب العلمية الطبية من قبل العلماء الباحثين، وكل من يملك الخبرة والقدرة في هذا المجال.• ما نشاطاتكم بشأن التعريف بما هو حديث في الطب؟- قمنا بتنظيم العديد من المؤتمرات الطبية في كثير من البلدان العربية، وسيقوم مركزنا بتنظيم مؤتمرات وندوات علمية في كل الاختصاصات الطبية، وفي مختلف الدول العربية وفي النمسا ايضا، للتعرف على كل ما هو حديث ومستجد في الطب، وذلك احد اهم أهداف المركز الذي سيقوم ايضا بتنظيم دورات تدريبية للأطباء، وكذلك للممرضين والممرضات، وكل من يعمل في المجال الصحي بمختلف الاختصاصات.• هل تستطيعون تقديم خدمات صحية إلى البلاد العربية إذا ما طلب منكم ذلك؟- نعم، وبما ان علاقاتنا مع المستشفيات والزملاء الاختصاصيين المشهورين في النمسا وثيقة وجيدة، فإنه يمكننا تقديم جميع الخدمات الصحية الطبية اللازمة إلى كل محتاج وراغب من البلاد العربية.• سمعنا انكم تنوون انشاء جامعة خاصة للطلاب العرب في النمسا؟- هناك فكرة لانشاء جامعة خاصة لدراسة الطب في مدينة كرمس بتمويل من البلاد العربية، وتحت اشراف نمساوي ضمن جامعة الدانوب، وذلك لفتح المجال أمام الطلاب العرب لدراسة الطب في النمسا وعلى مستوى عالمي، والآن تجري مباحثات مع المسؤولين في النمسا بهذا الشأن، آملين الاستجابة من الممولين العرب لخدمة «شبيبتهم» وأجيالهم القادمة بهذا المشروع العلمي المهم.• ماذا تقول عن العلاقات النمساوية - العربية؟ - علاقات الشعب النمساوي مع الشعوب العربية ممتازة، لاسيما ان النمساويين يحبون الشعوب العربية، ويناصرون القضية الفلسطينية. • ماذا عن المساعدات التي قدمتها رابطة الاطباء العرب والسوريين؟ - عقدنا عشرين مؤتمرا طبيا في العديد من الدول العربية، وتناولنا فيها مواضيع تشمل كل الاختصاصات، كما عقدنا العديد من الدورات والندوات التدريبية والعلمية، وقدمنا التجهيزات اللازمة لمستشفيات خيرية جلها في المناطق النائية، وتبرعنا لها بـ 36 سيارة اسعاف، كما انشأنا اول مركز لمعالجة العقم وطفل الانبوب في مستشفى تشرين في سورية، وكان يعد الاول من نوعه في الوطن العربي عند انشائه عام 1990، كما قمنا باجراء عمليات جراحية مع زملائنا النمساويين للعديد من المرضى وفي كل الاختصاصات. • هناك من يقول ان الطب في البلاد العربية متخلّف عن ركب التطورات العلمية في العالم؟ - ان مستوى الاطباء العرب جيد، وعلى الاغلب يكونون من المتفوقين في بلاد الغرب، وان اكثرهم يتابع التقدم العلمي في كل المجالات الطبية. • هذه المرة الاولى التي تزور فيها الكويت ولأقل من 24 ساعة، ما انطباعك الاول عنها؟ - احببتها جدا، لاسيما بعد ان تحدثت الى بعض ابنائها والتقيت بعض المسؤولين فيها، الذين عكسوا كرم الشعب الكويتي وثقافته، ولا يفوتني ان اذكر بأنني ومن خلال متابعتي جلسات مجلس الامة في الفترة الاخيرة، اعجبت جدا بالديمقراطية المشرفة في الكويت، واعجبت جدا بالوزيرة الصبيح عندما كانت تعتلي منصة الاستجواب وتدافع عن نفسها، وهذا يؤكد قوة المرأة الكويتية. الصبيح تؤكد أهمية النهوض بالبحث العلمي أكدت وزيرة التربية وزيرة التعليم العالي نورية الصبيح، اهمية التطور في كل المجالات التعليمية والنهوض بالبحث العلمي، ومواكبة المستجدات العالمية في هذا المجال. جاء ذلك خلال استقبال الوزيرة في مكتبها رئيس المركز العربي-النمساوي للتعليم العالي والبحث العلمي البروفيسور د. عبدالرحمن ابو رومية السعدي، الذي وصف لقاءه بالوزيرة الصبيح بالودي والايجابي، مشيرا الى انها رحّبت بالافكار والاهداف التي ينشدها المركز، ووعدت بالتعاون مستقبلا مع المركز في مجال الدراسات الجامعية العليا، وتبادل الزيارات لوضع اسس هذا التعاون، وقال«لمست بالوزيرة الصبيح شغفها للنهوض بالتعليم وتقديم افضل الخدمات للطلبة». وبيّن البروفيسور عبدالرحمن خلال الاجتماع انشطة المركز العربي-النمساوي للدراسات الجامعية العليا للبحث العلمي والعلاقات والخدمات الطبية في جامعة الدانوب كرمس في النمسا، بهدف استقطاب الطلاب والطالبات وتسهيل امورهم في الاقامة والدراسة لتعزيز العلاقات بين النمسا والكويت. وشكرت الوزيرة الصبيح البروفيسور عبدالرحمن، لجهوده الكبيرة التي يقوم بها لخدمة الطلبة الكويتيين بشكل خاص والطلبة العرب بشكل عام.البروفيسور في سطورالأستاذ الدكتور عبدالرحمن أبو رومية السعدي من اصل عربي سوري، مقيم في النمسا منذ 45 عاما، درس الطب في جامعة فيينا، وتخصص في أمراض النسائية والتوليد بمستشفى الجامعة، وعين رئيسا لقسم النسائية والتوليد في مستشفى مدينة ملك، التي تقع ايضا على نهر الدانوب، بمنطقة الفاخاو على بعد 30 كيلومتراً من مدينة كرمس.شغل منصبه هذا، اضافة الى ادارة المستشفى منذ عام 1980، حتى نهاية عام 2007، الى جانب عمله بالمستشفى، وأسس علاقات علمية طبية جيدة بين النمسا والبلاد العربية، بالتعاون مع مجموعة من زملائه الاطباء... وتمكن بعد مباحثات عديدة مع رئيس الجامعة والمسؤولين فيها من فتح أبواب هذه الجامعة العريقة لطالبي العلم من البلاد العربية من المحيط الى الخليج.
محليات - أكاديميا
رئيس المركز العربي - النمساوي للدراسات: يجب تأسيس قاعدة علمية في وطننا العربي لمواكبة الابتكار والابداع العالميين البروفيسور السعدي لـ الجريدة: الديمقراطية بالكويت مشرفة... والوزيرة الصبيح تعكس قوة المرأة العربية
22-06-2008