حاول الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس الرد على «الديغوليين» والاشتراكيين واليساريين، الذين يعارضون استراتيجيته في الالتحاق بالقيادة العسكرية لحلف شمال الأطلسي بعد انسحاب باريس بقرار من الجنرال شارل ديغول عام 1966.

Ad

وركز ساركوزي في خطاب ألقاه في ختام مؤتمر نظمته «المؤسسة من أجل البحث الاستراتيجي» حول «الاطلسي» والاتحاد الاوروبي ودور فرنسا، على ضرورة «التخلي عن سياسة النعامة التي تدفن رأسها في الرمال»، مذكرا بأن «فرنسا هي من مؤسسي الحلف الاطلسي، وهي التي تحتل المرتبة الرابعة في تقديم الجنود الذي يعملون تحت لواء هذا الحلف في العديد من عملياته العسكرية في العالم وآخرها في افغانستان»، لكنه شدد على «أهمية لعب دور كامل فيه بغية تعزيز بناء منظومة دفاعية وعسكرية اوروبية من دون أن يكون هناك تناقض بينهما».

وأكد ساركوزي أن هذه الخطوة «ستحفظ استقلال فرنسا وخصوصا قرار الردع النووي».

ورد الرئيس الفرنسي على منتقدي سياسته الذين يعيّرونه بأنه تخلى عن الإرث «الديغولي» وخانه والتحق بالركب الاميركي، واعاد النظر في التعاون مع روسيا ودول الجنوب، وانخرط في صدام الحضارات ضد المسلمين، قائلا: «كل ذلك هو محض ادعاءات كاذبة، ومغاير للحقيقة، ولا يجوز اعلام وتوعية أمة كبرى كفرنسا من خلال الأكاذيب».

وأوضح «نحن اصدقاء للاميركيين، لكننا اصدقاء نقف على ارجلنا»، أي لا ننبطح أو ننفذ الاوامر، «نحن حلفاء مستقلون وأحرار».

وتساءل ساركوزي امام كبار المسؤولين الفرنسيين والاوروبيين: «هل أظهرنا استقلالية عن الولايات المتحدة حين دعونا سورية إلى الحوار؟»، واضاف «أرى باهتمام ان واشنطن تسير على خطى باريس اليوم مع دمشق، وهذا الامر ينطبق ايضا على ليبيا وايران وفنزويلا وكوبا، نعم فرنسا كانت مستقلة».

وقال ساركوزي: «حلف شمال الاطلسي لا يخوض حرب الحضارات، فهو تحرك لانقاذ المسلمين في البوسنة وكوسوفو، هذه حقيقة تاريخية... والاطلسي يدافع عن الأفغان ضد عودة طالبان والقاعدة إلى السلطة، والحرب ضد العراق لا علاقة لها اطلاقا بالحلف الاطلسي... ويكذب من يدعي انه لو كانت فرنسا في القيادة العسكرية للاطلسي خلال الحرب على العراق لكانت شاركت فيها، وهذا هراء وكذب معيب».