انتشرت «كوميديا الشخصية» بقوة في السينما المصرية، فعندما ينجح ممثل في أداء شخصية ينحصر فيها بل يكررها لأكثر من مرة، ويرتبط بالجمهور من خلالها، من أشهر الأمثلة على تلك الشخصيات «اللمبي» و«دبور» و«القرموطي» وغيرها، كذلك أداء محمد هنيدي شخصية الصعيدي لأكثر من مرة، وشخصية المرأة أيضا، سواء في السينما أو على خشبة المسرح، ما يؤكد أن نجاح أية شخصية يقدمها الممثل يدفع جهات الإنتاج إلى استثمارها، بغض النظر عن ملل الجمهور أو القضاء على موهبة النجم بسبب حصاره في «كاريكاتور» أو شخصية واحدة. لا تقتصر فكرة الاستثمار على المنتجين فحسب، لكنها تمتد الى النجوم أيضا، بدليل أن هالة فاخر استحضرت في فيلم «دبور» روح شخصية «طمطم» التي قدمتها بنجاح قبل سنوات. هل يقلل ذلك من قيمة الممثل ومن جماهيريته، ما قد يصيب الجمهور بالملل؟في هذا السياق، يرى الناقد طارق الشناوي أن النجم عندما يحقق نجاحا ما، لا بد من أن يحرص على الحفاظ عليه عبر البحث عن مهارات أخرى غير الموهبة الفطرية التي أعطاها الله له، بتعبير أدق أن يتحلى بذكاء قوي يحمي موهبته التي يمتلكها.يضيف:«يعدّ أحمد حلمي من أكثر الفنانين الذين استطاعوا أن يحيطوا موهبتهم بالذكاء، لأنه لم يحصر نفسه في شخصية واحدة، بل اجتهد في أن يكون متجددا دائما في أفلامه، خلافاً لمحمد سعد الذي تمسك بالأداء نفسه في كثير من الشخصيات التي قدمها سينمائياً، ما أثر سلباً في نجاحه وفي مكانته لدى الجماهير. هنالك أحمد مكي ايضاً الذي أظهر رفضه البقاء في خانة «دبور» وأدى دور سائق التاكسي في فيلم «ليلة البيبي دول» إلى جانب أن تقديمه شخصية «دبور» في فيلمه الجديد كان عبر إطار جيد، خصوصا في الاستعانة بالنجم حسن حسني، وقد أثبت مكي أنه نجم شباك وأن شخصية «دبور» لها جماهيريتها، مع ذلك أراد التغيير خوفا من أن يحرقه التكرار. قراريقول مكي عن تجربته: «قررت أن أتخلص من شخصية «دبور» لأن الإستمرار فيها يعني استخفافا بعقول الجماهير، وكما يقول المثل «إذا زاد الشيء عن حجمه انقلب ضده»، لهذا حرصت في نهاية الفيلم على أن يظهر «دبور» وقد حلق شعره تعبيرا عن أنه تغير تماما، وهو ما نال إعجاب الجمهور وأسعدني كثيرا، وفرحت أكثر عندما قرر كثير من الشباب الذين أطالوا شعرهم مثل «دبور» التخلص منه».يؤكد مكي أنه مهما حقق الفيلم من إيرادات ومهما كانت المغريات لن يؤدي مرة أخرى الشخصية نفسها.أما سامح حسين الذي لازم أشرف عبد الباقي في أكثر من عمل، فلا يرى مشكلة في تقديم تنويعات على الشخصية نفسها التي سبق أن قدمها. اعتمدت شخصيته في مسلسل «راجل وست ستات» على الغباء، وهو ما قدمه مرة أخرى، لكن بشكل مختلف.من ناحيتها، تعتبر الناقدة ماجدة خير الله أن وقوع النجوم الشباب في شرك التكرار أصبح واضحا بقوة، سواء مع نجوم الكوميديا أو النجوم عموماً، فمثلا أحمد السقا أصبح محجوزا في نمط واحد وهو المجرم الذي سيتوب أو المجرم الذي تستغله الحكومة أو المجرم التائب الذي يساعد الحكومة، وكانت الأفلام التي خرج فيها من هذا النطاق قليلة جدا ولم تنجح بشكل كاف مثل «تيمور وشفيقة» أو «العشق والهوى»، ولا بد من أن تنتمي معظم أدواره إلى الأكشن.تضيف خير الله: «يؤدي التمسك بالتكرار، سواء في تيمة الأفلام أو في شخصية الممثل مثل «اللمبي»، إلى ملل الجمهور وجعل النجم يفقد شهرته مع الوقت، قد يضحك الجمهور على النكتة نفسها مرة أو اثنتين ولكن ليس ثلاث مرات». كذلك تؤكد أن حلمي أفضل من نجح في كسر النمطية والخلاص من شرك التكرار لأنه قدم كوميديا من خلال قضايا وليس من خلال شخصية محددة، لذلك لم يفقد جماهيريته إلى الآن واستطاع أن يفاجئ جمهوره في كل فيلم جديد.
توابل - سيما
شعار يرفعه النجوم... التكرار يعلّم الشطّار!
25-08-2008