منذ أن تولى سمو الشيخ ناصر المحمد رئاسة مجلس الوزراء يكون الحديث وراء كل أزمة، ان رئيس الوزراء طرف فيها وهي نتاج صراع داخلي في الأسرة، ولم يكشف لنا احد لا من المسؤولين الحكوميين، ولا حتى من أعضاء مجلس الأمة من هم اطراف هذا الصراع؟ وهل بالفعل هناك صراع؟ وهل هناك فريق قادر على خلق الأزمات وشل حركة البلاد لدرجة أن البعض من أعضاء مجلس الأمة بات يطالب بحل مجلس الأمة لانه أصبح ينفذ أجندة لأطراف من خارج مجلس الأمة ويهمها عدم استقرار إدارة الشيخ ناصر المحمد لرئاسة الوزراء.

Ad

شخصيا أؤمن بحكمة سمو أمير البلاد، حفظه الله ورعاه، في إسناده أمر رئاسة الوزراء للشيخ ناصر المحمد، ولسمو الأمير تحديد زمن الحكومات وعددها التي يتولاها الشيخ ناصر ولا يحق حتى لأعضاء مجلس الامة تحديد شخص رئيس مجلس الوزراء، فما يملكونه هو الدستور الذي هو فيصلهم في العمل مع الحكومة لا شيء آخر، وأداتهم في ذلك الرقابة والتشريع، وبالتالي يتعين أن تكون الرقابة على أداء الحكومة وفق منهج ورؤية صحيحة لا أن تكون الرقابة بهدف «تصفية» أطراف خارجية حساباتها مع الشيخ ناصر، وإظهاره لدى الجميع عن طريق بعض النواب بأنه غير قادر على إدارة المسؤولية، بل وللأسف أدان هؤلاء الأعضاء أنفسهم، عندما قدم بعضهم صحفا باسم الاستجواب وهذه الصحف تحمل معاني هزيلة باسم المسؤولية، فما شأن رئيس الوزراء بمشكلة المرور؟ وما شأن رئيس الوزراء في تأخر صرف البيوت للمواطنين؟ وما شأن رئيس الوزراء في قضية تدني المستوى التعليمي؟ ألا يوجد وزراء للداخلية والتربية والصحة يمكن الاكتفاء بمساءلتهم أم ان طلبات «المعازيب» من خارج مجلس الامة أرادت أن يكون المطروح هو استجواب لرئيس الوزراء، دون أن يتداركوا أن مشروعهم المفضوح لايرقى الى أن يكون مشروعا حتى لسؤال برلماني!

إذا كان هناك من يريد لناصر المحمد أن يفشل في مهمته فهؤلاء لا يحترمون رغبة سمو الامير في إسناد وتكليف مهمة رئاسة مجلس الوزراء الى الشيخ ناصر المحمد، ويتعين كشف هؤلاء وإحالتهم إلى النيابة العامة بتهمة إشاعة الفوضى وتعريض النظام السياسي للخطر، فما يفعله هؤلاء ليس حسابا مع الشيخ ناصر وإنما حساب مع الشعب الكويتي الذي بدأ يكفر بعضهم في ديمقراطيته بسبب سوء وتعسف بعض نواب الامة وللأسف في الأدوات الممنوحة لهم.

في الختام اتمنى من الشيخ ناصر المحمد ان يعلم تمام العلم أن الكثير من أبناء الشعب الكويتي يدرك حقيقة هذا الاستجواب، الذي سقط شعبيا قبل أن يسقط في قاعة عبدالله السالم، والكل يعلم ما هي حقيقة هذا الاستجواب الذي كنت اتمنى منه أن يسأل رئيس الوزراء عن اسباب نقل حراج السيارات إلى منطقة صبحان؟ أو عن اسباب ولادة ابنة جارتنا أم أحمد لثلاثة توائم؟ لان ابنة أم أحمد ولدت في مستشفى حكومي ورئيس الحكومة مسؤول عن السياسات العامة فبالتالي مساءل عن ولادة ابنة أم أحمد لثلاثة توائم، كان الله في عون الكويت أميرا وحكومة وشعبا، وعلى رأي والدتي أم حسين أطال الله في عمرها تقول دائما « تجيلك التهايم وانته نايم، وبلاوي»!