هل ستكون القمة الاقتصادية العربية قادرة على وضع أسس جديدة لنظام اقتصادي عربي جديد، يقوم على أسس واقعية بعيداً عن الأمنيات والأحلام، كالأسس التي يسعى إلى تحقيقها مسؤولو منتدى دافوس لتأسيس نظام مالي واقتصادي عالمي جديد بديل من النظام الحالي؟تشكل الازمة الاقتصادية العالمية محورا رئيسيا في الحوارات الدائرة حاليا، ويتوقع لها ان تكون كذلك في القمة الاقتصادية العربية التي تستضيفها الكويت الاسبوع المقبل، وخلال اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي الذي سيُعقد في دافوس السويسرية نهاية الشهر الجاري. واذا كانت التصريحات التي اطلقها مسؤولو منتدى دافوس في الفترة الاخيرة واضحة، لجهة ان اجتماعات هذا العام ستضع الاسس لنظام مالي واقتصادي عالمي جديد كبديل للنظام الحالي الذي كثُرت سلبياته وفجواته، فإن السؤال الذي يطرح نفسه: هل القمة الاقتصادية العربية قادرة على وضع اسس جديد لنظام اقتصادي عربي جديد يقوم على اسس واقعية بعيدا عن الامنيات والاحلام؟وكان رئيس منتدى دافوس البروفيسور كلاوس شواب قد اعلن عبر وكالة الانباء الكويتية (كونا) خلال زيارته للكويت قبل نحو شهرين، ان العالم اصبح اكثر من اي وقت مضى بحاجة الى نظام مالي واقتصادي جديد، وان على الجميع الآن معالجة سلبيات الازمة الحالية وانعكاساتها ثم التفرغ لوضع اسس النظام الجديد. واضاف ان منتدى دافوس 2009 سيكون الاهم في تاريخ المنتديات، لأنه سيبحث في كل ابعاد الازمة العالمية وطرق معالجتها، والاهم ان المنتدى سيطرح صورة مستقبلية لما يجب ان يكون عليه الاقتصاد العالمي الحقيقي القابل للتطور والخاضع لكل شروط الامن والسلامة والشفافية. انعكاسات الأزمة العالميةوعودة الى القمة الاقتصادية العربية التي تنعقد لاول مرة في الكويت، وتُعتبر فكرة كويتية مصرية مشتركة، فان كل التوقعات تشير الى انه لا صوت سيعلو فوق صوت الازمة العالمية وانعكاساتها على الدول العربية، ومدى قدرة المنظومة العربية على التعامل مع الازمة وتخطيها باقل خسائر ممكنة.ولأنها ازمة غير عادية، فان المتوقع ان تتركز اسئلة الاعلاميين العرب والاجانب على مدى تأثر الدول العربية بالازمة، وحجم الخسائر التي تعرضت لها ومدى قدرتها على الخروج من هذه الازمة. وبطبيعة الحال، فان اكثر عبارة ستتكرر داخل اروقة الاجتماعات هي «الازمة المالية والاقتصادية العالمية وتأثيراتها السلبية في القطاعات الاقتصادية العربية»، وبطريقة او اخرى فان معظم اجابات المسؤولين الاقتصاديين العرب ستستخدم هذه العبارة في الاجابة عن الاسئلة التي ستطرح بشان اقتصاداتهم ومستقبلها. وكان الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى قد اعلن من الكويت في اكتوبر الماضي، ان قمة الكويت الاقتصادية ستبحث آثار الازمة على الدول العربية وبرامج العمل المشتركة التي يمكن ان تُطرح في اطار الحلول المشتركة لمواجهة هذه الازمة.ويمكن القول ان ثمة مجموعة من المحاور الاساسية التي يمكن ان تشكل الحوارات والنقاشات خلال القمة، ابرزها ما يتعلق بخسائر الاقتصاديات العربية وخسائر الدول النفطية، من جراء انهيار اسعار النفط وخسائر الصناديق السيادية، الى جانب انهيار البورصات العربية وخسائر الاستثمارات العربية في الخارج. (كونا)
اقتصاد
الأزمة العالمية بين قمة الكويت واجتماعات منتدى دافوس
12-01-2009