في اليوم الثاني من زيارته للأردن، في مستهل زيارة «الحج» إلى الأراضي المقدسة، جدَّد البابا بنديكتوس السادس عشر أمس، دعوته إلى المحبة والتسامح والسلام، مشدداً على ضرورة الانسجام بين المسلمين والمسيحيين، أتباع أكبر ديانتين في العالم، للحيلولة دون التوظيف السياسي للدين واستغلاله لأغراض سياسية.وزار البابا أمس، جبل نيبو حيث مرقد النبي موسى، كما وضع حجر الأساس لأول جامعة مسيحية في الأردن في بلدة مأدبا، وكانت محطته الأبرز في مسجد الحسين بن طلال، حيث التقى لفيفاً من علماء ورجال الدين المسلمين والمسيحيين، وألقى كلمة أكد فيها أن «الدين يجب أن يكون قوة توحّد لا تفرّق»، وحضَّ المسلمين والمسيحيين على الوحدة كـ«مؤمنين بالله» والوقوف في وجه انتقاد العلمانيين لدور الدين في المجتمع. ومسجد الحسين بن طلال هو ثالث مسجد يزوره البابا، بعد زيارة بنديكتوس السادس عشر للمسجد الأزرق في اسطنبول في 2006، وزيارة سلفه البابا يوحنا بولس الثاني للمسجد الأموي في دمشق عام 2001.ولاقى البابا، خلال تنقلاته في عمان ومأدبا، ترحيباً من آلاف المسيحيين الاردنيين والعرب الآتين من لبنان وسورية والعراق، والذين حملوا أعلام بلادهم، في حين امتلأت فنادق عمَّان بالزوار. كما شهدت العاصمة إجراءات أمنية مشددة لم تقضِ على أجواء الحماسة التي أثارتها زيارة البابا للأردن الذي يدين 5 في المئة من سكانه بالمسيحية، ولكن بعضهم ينتمي الى الطائفة الأرثوذكسية.وقال المتحدث باسم الفاتيكان الأب فردريكو لومباردي إن البابا لم يخلع نعليه ولم يصلِّ أثناء وجوده في المسجد مثلما فعل في أول زيارة لمسجد في تركيا عام 2006، غير أنه توقف في «لحظة تأمل تعبيراً عن الاحترام». وأوضح لومباردي أن البابا لم يخلع نعليه لأن مضيفيه لم يطلبوا منه ذلك. وانتقد كاثوليك محافظون البابا في عام 2006 بعد أن أدى صلاة متوجهاً إلى مكة مع إمام مسجد في اسطنبول.ولم يخلُ اليوم الثاني من زيارة البابا للأردن من الانتقادات والجدل، اذ أثارت كلمته في مسجد الحسين بن طلال جدلاً بشأن ما اذا كانت كافية لـ«الاعتذار إلى المسلمين» عن تصريحات أطلقها عام 2006، اعتُبرت مهينة للإسلام.وقال المراقب العام لجماعة «الاخوان المسلمين» في الأردن همام سعيد: «ما صرح به البابا حتى الآن لا يُعد اعتذاراً». وأضاف: «نحن نطالب بأن يكون الاعتذار صريحاً كما كانت الإساءة صريحة».أما الشيخ يوسف أبو حسين، مفتي محافظة الكرك (118 كلم جنوب عمَّان)، فرأى أن «الكلام الذي صرح به البابا اليوم يعبر عن اعتذار ضمني، وإن لم يكن بالمستوى المنشود».
آخر الأخبار
البابا يدعو من أكبر مسجد أردني إلى التصدي لاستغلال الدين في السياسة
10-05-2009