بعد ثلاثة أيام من إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية، والانتهاء من المشاورات السامية مع رؤساء مجالس الأمة السابقين، صدر أمس أمر أميري بتعيين سمو الشيخ ناصر المحمد رئيساً لمجلس الوزراء وتكليفه ترشيح أعضاء الحكومة الجديدة وعرض أسمائهم على صاحب السمو أمير البلاد.

Ad

وعقب إعلان تسمية رئيس مجلس الوزراء، أكد سمو الشيخ ناصر لـ»الجريدة» اعتزازه بالثقة الكبيرة والغالية لسمو أمير البلاد بإعادة تعيينه رئيساً للحكومة الجديدة وصدور مرسوم أميري بذلك، مشيراً الى أنه سيسعى جاهداً ليكون أهلاً لهذه الثقة من خلال خدمة الكويت وأهلها في جميع المجالات.

وأكد الشيخ ناصر أن «المرحلة المقبلة مهمة جداً، وتعتبر مرحلة تحديات، تتطلب التعاون المثمر والجاد مع مجلس الأمة لحل القضايا العالقة، والعمل على تلبية خطاب سمو الأمير بتكريس التعاون لما فيه خير البلاد والعباد».

وأشار المحمد الى أنه سيبدأ مشاوراته ومباحثاته لتشكيل الحكومة الجديدة، مؤكداً أنها ستكون «حكومة متجانسة من الكفاءات الوطنية، تساهم في إحداث نقلة نوعية في البلاد، وتعمل بالتعاون مع مجلس الأمة من أجل إنجاز خطط التنمية وإعادة الدور الريادي للكويت».

وقال المحمد: «سأختار وزراء أقوياء قادرين على تحمُّل المسؤولية السياسية والوطنية»، موضحاً أن «الشعب الكويتي يزخر بالكفاءات الوطنية التي من شأنها العمل على رقي البلاد».

وعن المرأة، أكد رئيس الوزراء أن نجاحها في الانتخابات «حدث تاريخي مهم ساهم في تكريس الديمقراطية»، متمنياً أن يكون ذلك «إضافة كبيرة إلى مجلس الأمة، على أن تتشارك المرأة مع أشقائها الرجال في تطوير البلد».

إلى ذلك، علمت «الجريدة» أن تغييرات التشكيل الحكومي المقبل «لن تمسَّ وزارات السيادة، الدفاع والخارجية والداخلية، إذ سيستمر الوزراء الشيخ جابر المبارك والشيخ محمد الصباح والشيخ جابر الخالد في مناصبهم».

وعلى الصعيد النيابي، لاقى قرار إعادة تعيين سمو الشيخ ناصر المحمد رئيساً لمجلس الوزراء ترحيباً من النواب الذين هنأوه على ثقة سمو أمير البلاد، لكنهم في الوقت ذاته دعوه إلى «التخلي عن المحاصصة في اختيار الوزراء واتباع منهج مختلف في تشكيل الحكومة الجديدة».

وفي حين تمنى النائب صالح عاشور التوفيق للشيخ ناصر المحمد في مهمته، طالبه بـ»حسن اختيار الوزراء الأكفاء القادرين على اتخاذ القرار والتفاهم مع مجلس الأمة وتقديم برنامج وخطة تنموية عاجلة».

بينما طالب النائب مبارك الوعلان رئيسَ الوزراء بـ»تدارك سلبيات المرحلة السابقة واختيار عناصر متخصصة تتمتع بالكفاءة والمهنية بعيداً عن أسلوب المحاصصة والترضيات والعلاقات الشخصية الذي ثبت فشله وتسبَّب في حالة التوتر والصدام بين السلطتين».

وأكد النائب عسكر العنزي أن المحمد «يملك الشجاعة الأدبية لإعادة النظر في بعض القرارات الحكومية مثار الاختلاف الحكومي ـ النيابي من أجل المحافظة على علاقة السلطتين». أمّا النائب النائب فيصل الدويسان فدعا الى تشكيل حكومة قوية تعتمد على الكفاءة لا المحاصصة، متمنياً على النواب «عدم التدخل في صلاحيات المحمد في اختيار الوزراء بالاعتراض على أسماء معينة».

وقالت النائبة معصومة المبارك إنها على ثقة بأن سمو الشيخ ناصر سيأخذ في الاعتبار تشكيلة مجلس الأمة الجديد والأوضاع المتأزمة السابقة وحالة عدم الاستقرار، وسيأتي بوزراء على قدر عالٍ من المسؤولية، مشيرة إلى أنها تفضِّل «تعيين 3 سيدات على الأقل في الحكومة، حتى يكنَّ عوناً للنائبات في المجلس».