أخرجت المباحثات الجارية في القاهرة بين وفد من «حماس» والاستخبارات المصرية خلافات الحركة إلى العلن للمرة الأولى، وكشفت عن انقسامها سياسياً بين قيادة الخارج التي تضم أعضاء المكتب السياسي الموجودين في دمشق والنشطاء في الداخل الذين يقودهم إسماعيل هنية. وتقول مصادر قريبة من أجواء هذه المباحثات إن هذا الانقسام لم يعد مجرد تكهنات وإنما بات حقيقة معترفاً بها من كل الأطراف وأن المفاوضين المصريين اكتشفوا أن الفريقين اللذين جاء أحدهما من دمشق والآخر من غزة غير حريصين على إخفاء التباين بينهما. وتؤكد المصادر أن علاقة القاهرة حاليا تتسم بدفء واضح مع «حماس غزة» على عكس البرود بينها وبين «خالد مشعل ورفاقه» وهو ما أثار استياء عضوي المكتب السياسي للحركة عماد العلمي ومحمد نصر وخاصة الأول الذي حاول فرض رأيه على القياديين الثلاثة: صلاح البردويل وأيمن طه وجمال أبو هاشم، باعتباره رئيس الوفد المشترك، إلا أن الثلاثة القادمين من الداخل أصروا على رفض وصايته. وشهد اليومان الماضيان سجالاً علنيا عبر وسائل الإعلام بين «شطري» الحركة، إذ بينما كان البردويل يعقد مؤتمراً صحافياً يعلن فيه قبوله المبادرة المصرية «لأن الرئيس مبارك هو من طرحها وليس من اللائق وليس من صلاحياتنا أن نطلب تعديلها» معتبراً أن ما طرحته»حماس» هو «تفاصيل ضمن العناوين الرئيسية للمبادرة تنتظر الرد من الجانب الإسرائيلي»، كان محمد نزال عضو المكتب السياسي يتحدث من دمشق عبر الفضائيات مؤكداً أن «حماس» لم تقبل المبادرة وأن لها شروطاً، لافتاً إلى أن هناك مبادرات أخرى مثل التركية وهو ما نفاه بعد ساعات أيمن طه الذي أكد عبر «الجريدة» أن الوفد أبلغ المبعوث التركي رفض التعامل مع أي مبادرة إلا المصرية. ومثلت القمة العربية الطارئة التي دعت إليها الدوحة نقطة خلاف أخرى بين الجانبين حيث رحبت بها «حماس دمشق» – أو «قادة الفنادق» حسب التعبير المصري الذي يفرق بينهم وبين «رجال الخنادق» – بينما تحفظت عنها «حماس غزة». وتؤكد المعلومات التي حصلت عليها «الجريدة» أن القاهرة تحدثت صراحة إلى الفريقين بأنها لا ترغب في تعميق الانقسام بينهما تمسكاً بتقليد مصري ثابت منذ اندلاع الثورة الفلسطينية سنة 1965 برفض تشجيع الانشقاقات بين تنظيمات المقاومة على عكس دول عربية أخرى ساهمت بشدة في تشظي الحالة الفلسطينية. إلا أن عودة العلمي ونصر إلى دمشق قبل إعلان البردويل (وهو رئيس كتلة «حماس» في المجلس التشريعي) قبوله المبادرة المصرية كانت بمثابة إشارة إلى استياء خالد مشعل من موقف أعضاء الحركة في غزة وهو ما شجع البردويل على التنويه في مؤتمره الصحافي بصمود «حماس» بقيادة إسماعيل هنية دون الإشارة إلى مشعل.
آخر الأخبار
حماس منقسمة بين خنادق غزة و فنادق دمشق القاهرة ترفض تعميق الانقسام بين شطري الحركة
16-01-2009