كشفت مصادر لـ«الجريدة» أن أوباما ونتنياهو مهدا للقائهما المرتقب في الشهر الجاري بالاتفاق على قبول نتنياهو بـ «حلّ الدولتين» مقابل أن يحدد أوباما جدولاً زمنياً مع إيران.

Ad

قبل نحو أسبوعين من لقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما رئيسَ الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 19 مايو الجاري في البيت الابيض، يعكف مساعدو الجانبين على الإعداد للقاء وتجاوز الخلافات بين الإدارتين.

وقالت مصادر مقربة من نتنياهو لـ"الجريدة" ان رئيس الحكومة الإسرائيلية وأوباما تجاوزا تقريبا كل النقاط الخلافية، إذ أعرب نتنياهو عن استعداده لمواصلة المفاوضات السلمية مع الفلسطينيين على أساس "حلّ الدولتين" وقرارات مؤتمر انابوليس، وذلك بعد تعهد الجانب الأميركي بأن يحدد المفاوضات مع إيران بشأن برنامجها النووي بمدة زمنية لا تتجاوز نهاية السنة الحالية وعدم اسقاط أي إمكانية لدفع طهران الى وقف برنامجها النووي بما في ذلك الخيار العسكري.

وكان مقربون من نتنياهو عرضوا مستندات وصوراً ومعلومات استخبارية جديدة تثبت أن إيران تحاول تصنيع سلاح نووي، وأبرزوا وثائق تؤكد سعي دول غربية الى مساعدة إيران على بناء مفاعل نووي وتزويدها بوسائل وتقنيات توفر عليها الوقت في تركيب هذا المفاعل قبل نهاية هذا العام.

 وأوضحت المصادر ان البحث في الملف السوري تأجل ريثما تقرر الولايات المتحدة كيفية التعامل مع دمشق، خصوصا في ظل المواقف التي اطلقتها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون خلال زيارتها السريعة الى لبنان الأسبوع قبل الماضي، والتي لا تختلف كثيرا عن لهجة الادارة السابقة.

وذكرت ان الاسرائيليين يعدون لخطة عسكرية تكون جاهزة اذا لم تنجح المساعي الدبلوماسية مع إيران. وهو ما أكدته مصادر أمنية إسرائيلية أفادت بأن التقنيات والوسائل المتاحة لإسرائيل ستكون مفاجئة للجميع في حال اضطرارها إلى استعمال الخيار العسكري، في اشارة الى "ان إسرائيل قد تعمد إلى ضرب منشأة إيرانية دون استخدام طائرات "اف 15" بل عن طريق غواصات منتشرة في مواقع قرب إيران".

وفي هذا السياق، أكد الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز في واشنطن أمس، رغبة نتنياهو في تحقيق السلام. وقال أمام الاجتماع السنوي للجنة الشؤون العامة الأميركية- الإسرائيلية (ايباك) في العاصمة الأميركية: "في تقاليدنا، صنع التاريخ هو صنع السلام، وأنا على يقين من أن السلام يمثل الأولوية له (نتنياهو)". وأضاف بيريز أنه خلال زيارته الى البيت الأبيض ولقائه مع أوباما اليوم "سيقدم رسالة من بلد يتوق إلى السلام".

وفي أجواء مغايرة لما سبق، كرر نتنياهو أمس، اشتراطه على الفلسطينيين الاعتراف بأن إسرائيل هي "دولة الشعب اليهودي" للتوصل إلى اتفاق سلام. وقال خلال احتفال في الكنيست لتخليد ذكرى واضع فكرة "دولة اليهود" ومؤسس الحركة الصهيونية ثيودور هرتزل، إن "الاعتراف بدولة إسرائيل على أنها الدولة القومية للشعب اليهودي هو أساس ضروري للسلام الحقيقي بيننا وبين جيراننا الفلسطينيين".