في مرحلة سابقة تسللت الشتائم وألفاظ السباب إلى الأغاني التي تحمل طابعاً كوميديا بحجة أن هذه الكلمات متداولة في الشارع تحديداً بين الشباب، وسرعان ما بدأت هذه الألفاظ تتسلّل إلى الأغاني الرومنسية، وبعدما كان عبد الحليم حافظ يصف عيون حبيبته بأنهم «حلوين قد إيه» تحول وصف الحبيبة على أيدي الجيل الجديد من المطربين إلى «أنها واحدة كل كلامها هم» بحسب تعبير تامر حسني في إحدى أغانيه، والذي كان سباقاً في الاستعانة بقاموس الشتائم في الأغاني الرومنسية.

تامر ليس الوحيد الذي استعان بألفاظ غريبة على الأغنية الرومانسية، فحمادة هلال سار من جهته على الدرب نفسه، وهو يقول في أغنيته «واقع في شبكتك» مخاطبا حبيبته: «الافترا مش حلو ... اتكسفي على دمك...» وهكذا حتى نهاية الأغنية.

Ad

بدوره يصف تامر عاشور حبيبته التي يتحدث معها بصيغة المذكر بأنها «كلامنجي» في الأغنية التي تحمل الاسم نفسه ويقصد أنها كثيرا ما تتحدث لكنها لا تنفذ ما تقول. من جهته يهاجم الفنان اللبناني جاد شويري حبيبته في أغنية سابقة قائلا لها «لمي نفسك... ده أنا ما اشتقتش يوم غير ليكي».

أما مي كساب فهاجمت حبيبها بشكل مباشر وحاد في أغنيتها «العيب» قائلة: {أنا قلبي إيده منك والأرض»... تحمل الأغنية في مجملها معاني رومنسية لكنها تستعين بألفاظ لا علاقة لها بالرومنسية لا من قريب ولا من بعيد.

ليست المرة الأولى التي تستعين فيها مي كساب بمعان وألفاظ حادة في أغنية رومنسية يفترض أنها رقيقة، إذ سبق أن كررتها في أغنية «شيل ده من ده» عندما طلبت من حبيبها أن يهجرها قائلة: «يلا سكة اللي يروح»، إلا أن المخرج ياسر سامي حوّل الأغنية إلى كليب كوميدي على الرغم من المعاني الهادئة التي تحملها باقي كلمات الأغنية.

من جهتها وصفت مي سليم حبيبها في أغنية «سلامات» بأنه «حد أي كلام» بحسب تعبيرها.

مصطفى كامل هو الآخر يتوعد حبيبته في أغنيته «مع السلامة» قائلا: {والله ولا انت ولا مية واحدة زيك تستاهل إني أبكي عليها».

أغانٍ كوميدية

ثمة أغانٍ أخرى وصفها البعض بالكوميدية، بعدما وصلت إلى مستوى متدن من الشتائم كما يغني عبد الله الكاتب في فيلم «دكتور سليكون» قائلا: «أبو أمك»، ويظل المعنى مبتذلا حتى وإن شرح قصده في باقي كلمات الأغنية مؤكداً أنه يقصد جده اللي «جاب أمه واللي رباه» كما جاء في كلمات الأغنية التالية.

وتؤكد مي كساب أنها ليست ضد الاستعانة في أغنياتها بلغة الشباب في الشارع لأن المطربين يتحدثون بلغة الشباب ولغة الشارع وهو ليس عيباً، المهم اختيار الكلمات المناسبة للأغنية.

وتضيف مي كساب هاجموني بعد صدور ألبومي «أحلى من الكلام» لأني استعنت بكلمات تبدو قاسية لكني تركت مبيعات الألبوم ترد على من هاجموني.

من جهته لا يرى تامر عاشور في أغنيته «كلامنجي» أي إساءة للحبيب إذ يقول: « كلامنجي» كلمة دارجة وتستعمل للتعبير عن أن الشخص الذي لا ينفذ ما يقوله.

ويكمل عاشور أن الكلمة ليست مقحمة على المعنى بدليل أن الأغنية ناجحة، ولم ينتقدها أحد وجاءت متوافقة ومعنى الأغنية نفسه.

أما المطرب السوري سامو زين فيصرح أنه ضد استعمال مثل هذه الألفاظ في أغنياته لأن الحبيبة غالية يجب مخاطبتها بكلمات رقيقة.

ويضيف أنه يرفض الهجوم على الحبيبة أو وصفها بأي وصف سيئ لأنه يحترم المرأة ويرفض إهانتها، لذا يختار أغنيات الحب والغرام ويبتعد عن أغاني العتاب والألم والندم. ويؤكد أنه يحترم اختيار الآخرين طالما أنه لائق ومناسب لكلمات الأغنية فكل مطرب حر في اختياراته.

بدوره يقول الشاعر خالد تاج الدين: «لا أفهم كيف يمكن لمطرب أن يهاجم بكلماتٍ نابية في أغنية رومنسية فهذا الأمر ضد الأعراف والتقاليد.

ويضيف: «المشكلة أن هناك مطربين وشعراء يتخيلون للحظات أن التجديد الشعري يأتي من اختيار كلمات خارجة عن السياق، لكن الحقيقة أن التجديد يبدأ من الفكرة الجديدة المختلفة وليس من اختيار كلمات خارجة عن الوزن الشعري بحجة أنها مستوحاة من ألفاظ الشباب في الشارع.