يعرض الفنان التشكيلي المصري حلمي التوني في الجامعة الأميركية في بيروت مجموعة مختارة من أعمال أنتجها خلال إقامته في هذه المدينة.تسلّط الأعمال الضوء على أولى إنجازات التوني في مجال تصميم الكتب عموماً، ورسوم كتب الأطفال خصوصاً. كذلك يشتمل المعرض على مجموعة ملصقات صممها الفنان لعدد من المؤسسات، وتتمحور حول إهتمامات ثقافيّة وسياسيّة ووطنيّة، إضافة إلى قضايا التوعية العامة. خلال إقامته في العاصمة اللبنانية، عمل التوني مخرجاً فنّياً في {المؤسّسة العربية للدراسات والنشر} وتعاون مع مؤسّسات ثقافيّة أخرى، من بينها {دار الفتى العربي} و{النادي الثقافي العربي}، ومنحه {معرض الكتاب العربي في بيروت} الجائزة الأولى لأفضل غلاف وتصميم كتاب لثلاث سنوات على التوالي (1977 - 1979).تتمحور الملصقات التي صمّمها التوني خلال سنواته اللبنانيّة حول اهتمامات ثقافيّة وسياسية ووطنيّة، إضافة إلى قضايا التوعية العامّة. وتُعرض أيضاً الملصقات التي صمّمها لـ{جمعية المقاصد الخيريّة الإسلاميّة}، إضافة إلى الملصق الذي حاز {جائزة اليونيسيف للعام الدولي للطفل} عام 1979. يُذكر أنه كان يُفترض أن يشارك الفنان في ورشة عمل مع التلامذة في الجامعة الأميركية في بيروت، إلا أنّ ظروفه الصحيّة لم تسمح بذلك.إضافة إلى الملصقات، يضمّ المعرض رسوم ما يقارب 30 كتاباً. فالتوني أحد أبرز الروّاد الذين أرسوا فكرة تصميم الكتاب العربي وكتب الأطفال، وجعلوا هذا النوع من التصميم الغرافيكي فنّاً. ومنذ عودته إلى مصر، ارتبط بعلاقة تعاون وثيقة مع {دار الشروق للنّشر}، وأنتج أجمل الأغلفة والرّسوم الخاصة بكتب الأطفال، وحاز من خلالها على جوائز عدّة، من بينها: جائزة معرض القاهرة الدولي للكتاب (1998)، الجائزة الأولى في مسابقة سوزان مبارك لأدب الأطفل (1999، 2001)، جائزة آفاق جديدة، جائزة معرض بولونيا الدولي لكتب الأطفال (2002). وهو يشغل راهناً منصب رئيس تحرير فنّي لمجلّة {وجهات نظر}. تتميّز تصاميم الفنان المصري بأسلوب تصويريّ خاص يستوحي الموروث الشعبي في التاريخ العربي – الإسلامي والفرعوني، ويعيد تحديث جماليات الرسوم والرموز الشعبية. يقول في مقالة له في مجلة {وجهات نطر} بمناسبة معرضه {نفرتاوي وأخواتها}: {في حياتي ورحلتي الفنيّة، مع فن اللوحة، محطات أساسية، أو وقفات تليها مراحل. أهمها وأولها، مرحلة استلهام الفن الشعبي المصري والعربي. من رسوم الحوائط في المناسبات السعيدة، والرسم تحت الزجاج في اللوحات الصغيرة التي كانت تزين بيوت المصريين البسطاء ولعلها كانت أول تعامل للمصريين مع اللوحة المعلقة على الجدران. وأيضاً وبشكل أساسي، استلهام نقوش ورموز الوشم الشعبية}. يحاول التوني من خلال لوحاته اكتشاف {النفس الحضارية}، والتي هي صفة الشعوب والأمم وحقها الأصيل، ويرسم الماضي في محاولة لاستكشاق المستقبل.
توابل - ثقافات
حلمي التوني في سنوات بيروت... استلهام التراث بروح الحداثة
07-05-2009