اعتبر المرشد العام لجماعة «الإخوان المسلمين» في مصر محمد مهدي عاكف أن النظام الحاكم «لا يفهم»، لأنه يتجاهل الحوار مع جماعته التي وصفها بأنها «أكبر تيار جماهيري» في البلاد. وقال عاكف في تصريحات خاصة لـ«الجريدة»، بمناسبة الذكرى الستين لرحيل مؤسس جماعة «الإخوان» حسن البنا، إنه يرفض مبدأ الحصول على الشرعية من السلطة الحاكمة من خلال إنشاء حزب سياسي، موضحاً: «أنا رجل شرعي، والشارع هو الذي أعطاني تلك الشرعية، وليس (الرئيس حسني) مبارك، وأنا معتز بتلك الشرعية، والمفروض على النظام عندما يرى أن هناك جماعة لها هذا القدر وتلك المكانة التي اكتسبتها من خلال الجماهير، أن يبادر إلى الحوار معها، لكنه للأسف نظام لا يفهم». وتساءل: «لماذا لا يطلب النظام التفاهم معي باعتباري زعيم أكبر تيار جماهيري؟!». وأكد عاكف أن الجماعة لم تتغير في عهده، قائلا إنها «منفتحة على الجميع منذ نشأتها»، وأضاف: «نحن التجمع الأكبر في الشارع المصري منذ أيام البنا، ومن الطبيعي أن يكون في الكيانات الكبرى حيوية وحراك، وهذا يفنّد اتهامات الانقسام والتشتت التي يحاول المغرضون أن يلصقوها بنا». ورفض كشف عدد أعضاء جماعته، وقال: «لا أعرف، اسألوا الأمن، هو الذي يعرف العدد». وعن إمكان وصول الجماعة الى الحكم بعد 60 عاماً من رحيل مؤسسها، قال عاكف: «هذا الأمر لا يعنينا الآن، ما يشغلنا هو زيادة الوعي لدى الشعب، بعد ذلك يقرر ما يريد، وإن جاء حينئذ بالإخوان فسنقبل». وعن علاقته بمؤسس «الإخوان»، قال عاكف: «كنت من أصغر الأعضاء سناً في النظام الخاص (وهو الجناح المسلح للجماعة الذي اتُّهم بارتكاب جرائم قتل عدة) وكنا نعمل تحت الأرض ولا يعلم أحد ما نقوم به، وبعدها كنت أقابل الشهيد حسن البنا بشكل يومي، ثم مرت سنة ونصف السنة دون أن أراه، فسألت المسؤول عني: هو احنا نتبعك ولاّ نتبع الأستاذ؟، ففوجئت بأن البنا أرسل في طلبي، وقال لي: يا عاكف انت تبعي، وذكر أمامي أن الجماعة تحتاج إلى أن يكون أحد أعضائها في معهد تربية رياضية، وكنت عندئذ طالبا في كلية الهندسة، فتوجهت في اليوم التالي مباشرة إلى المعهد». ونفى عاكف وجود علاقة لـ«النظام الخاص» بقتل البنا أو أية أعمال عنف في تلك الفترة مثل مقتل رئيس وزراء مصر الأسبق محمود فهمي النقراشي وغيره، مشيراً إلى أن تلك العمليات تمت بشكل فردي ولم تكن من سياسة «الإخوان» ولا منهجهم. وقال: «الشعب المصري في ذاك الوقت كان حيا، ولم يكن رجاله يقبلون الظلم أو الضيم، وأعضاء النظام الخاص وغيرهم شعروا بظلم لا يحتمله أحد، وبالتالي كان رد فعلهم على قدر ما شعروا به من ظلم». وعن تورط جهات أجنبية مع تنظيم سري مصري في قتل البنا، قال عاكف: «الثابت من خلال التحقيقات والشهود هو أن (وزارة) الداخلية قامت بالعملية بناءً على رغبة القصر».
آخر الأخبار
عاكف لـ الجريدة : النظام لا يفهم لأنه يتجاهل الحوار معنا الشارع هو الذي أعطاني الشرعية... وليس مبارك
13-02-2009