في تصعيد جديد لأزمة الفتنة الطائفية في مصر، تعود قضية وفاء قسطنطين، التي أعلنت إسلامها ثم عادت إلى المسيحية في عام 2004 إلى الانفجار من جديد، بعد تصريحات مثيرة للداعية الإسلامي زغلول النجار في صحيفة مصرية، أكد فيها مقتل وفاء في وادي النطرون وأنه على علم أن الأقباط قتلوها لأنها رفضت أن ترتد عن الإسلام، بحسب زعمه. وفي رد فعل سريع على تصريحات النجار تقدم الناشط القبطي نجيب جبرائيل ببلاغ الى النائب العام يطالب فيه بالتحقيق مع النجار بدعوى البلاغ الكاذب عن مقتل وفاء. يذكر أن إعلان إسلام وفاء قسطنطين، زوجة قس محافظة البحيرة شمالي مصر، ثم عودتها إلى المسيحية تسبب في موجات غضب من المسلمين والأقباط على السواء وأدى إلى اندلاع تظاهرات قبطية ساخطة على مدى عدة أيام في 2004. جبرائيل قال لـ«الجريدة» إن وفاء قسطنطين حية ترزق، لكنه رفض الإفصاح عن مكانها خوفا عليها -بحسب تبريره- وأوضح أن شقيق وفاء حادثه هاتفيا منذ بضعة أسابيع قليلة، رافضا أيضاً الإفصاح عن اسمه ومكانه للتبرير نفسه.وأشار إلى أن القانون يلزم النجار بتقديم الدليل على كلامه بمعرفته بمقتل وفاء قسطنطين، ولا يلزم وفاء بالخروج إلى العلن. وقال الناشط القبطي في بلاغه ضد النجار إن الداعية يشكك في أحكام القضاء الذي كان قد رفض سابقا دعوى مقامة من قبل الشيخ يوسف البدري يقول فيها إن الكنيسة قتلت وفاء قسطنطين بعد أن أجبرتها على الارتداد الى المسيحية، وطالب جبرائيل بتقديم النجار إلى المحاكمة الجنائية لأن النجار-حسب قول جبرائيل- اعتاد الإدلاء بتصريحات وأقوال ومقالات كاذبة لا ينوي منها سوى الإضرار بالكنيسة القبطية والوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي. ووصف النجار سابقا الكتاب المقدس بـ«الكتاب المكدس» وقال إن الإنجيل محرف، وأن الكنيسة تقوم بالتبشير والتنصير في أماكن معينة في مصر. وقد حاولت «الجريدة» معرفة وجهة نظر النجار إلا أن جميع هواتفه مغلقة.من ناحيته، طالب النائب الإخواني في البرلمان المصري زكريا الجنايني الحكومة المصرية بالكشف عن مصير حياة وفاء قسطنطين للرأي العام في أقرب وقت.وقال في سؤال تقدم به إلى رئيس الوزراء ووزير الداخلية «على الحكومة إصدار بيان بخصوص ما تردد عن مقتل وفاء قسطنطين على لسان الدكتور زغلول النجار»، وأضاف «هذه الأمور لا تحتاج الصمت»، معتبرا ان «طمأنة الشعب المصري في هذا التوقيت امر في غاية الأهمية».ومن جانبه، قال الباحث في شؤون الأقباط الدكتور رفيق حبيب لـ«الجريدة» إن وفاء قسطنطين مازالت حية وتعيش هي وعائلتها داخل أحد الأديرة في مصر وأنه حصل على هذه المعلومات منذ أشهر قليلة ويثق في مصدرها.وأشار حبيب إلى أن تصريحات النجار تأتي في إطار الرغبة في إظهار قضية وفاء قسطنطين الى السطح مرة أخرى، واستفزاز الطرف الآخر (الأقباط) للكشف عن مكانها وأحوالها. وتأتي خطورة تصريحات النجار في هذا التوقيت بسبب حدة التوتر الذي يسيطر على عنصري الأمة المصرية بعد أحداث دير أبوفانا، التي تنازع خلالها الرهبان والعرب على الأرض، وأيضا لغياب البابا شنودة الأب الروحي للأقباط عن مصر لعلاجه في أميركا.
دوليات
مصر: أنباء عن مقتل وفاء قسطنطين تنكأ جراحاً طائفية الداعية النجار يعلن مصرعها وقيادات قبطية تشكوه إلى النائب العام
10-09-2008