في الوقت الذي كانت أعناق الجهراويين تشرئب فيه نحو أجهزة التلفزة، آملين وصول مرشحيهم إلى البرلمان في الانتخابات البرلمانية، كانت أنباء إعلان نتائج اللجان الأصلية والفرعية تقتلع أحلامهم الوردية في المحافظة على مقاعد الجهراء في مجلس الأمة الموزعة على دائرتين الجهراء القديمة والجهراء الجديدة ضمن النظام السابق للانتخابات، الرياح الجنوبية الشرقية الآتية من محافظة الفروانية بعثرت ثبات مرشحي الجهراء بلا هوادة، مخلفة وراءها حسرة في نفوس الجهراويين الذين علقوا آمالاً كبيرة على المجلس المقبل، متصورين أن ممثليهم في البرلمان سيعملون على تخليص منطقتهم من المشاكل المتشعبة التي يئنون تحت وطأتها.

Ad

إقصاء نواب سابقين

ثمة أمور كثيرة أسفرت عنها الانتخابات منها إقصاء نواب سابقين ووصول وجوه جديدة وتضاؤل نسبة نواب بعض التكتلات وخسارة مقاعد نيابية بالنسبة إلى إحدى القبائل وسواها من النتائج الأخرى، بيد أن أخطر ما تمخضت عنه الانتخابات الحالية هو إقصاء الجهراويين من خارطة التمثيل النيابي، مكرساً حالة من الضعف والهشاشة لهذه المنطقة قابعة في ركن مظلم، باحثة عن المنقذ الذي ينتشلها من القاع الى القمة، فلم تكن الجهراء يوماً «مدينة ناسيها الزمن» إنما احتلت دوماً مواقع مرموقة في مختلف المجالات، منجبة رجالاً أكفاء خدموا الكويت، محققين إنجازات شخصية وعامة، متغلبين على ظروفهم الصعبة.

في ليلة الفرز

في ليلة الفرز أغمضت الجهراء جفونها على حسرة، مستشعرة ألماً يحبس الأنفاس، ألم اندفاع الأوكسجين في الرئتين حتى التنفس اللازم للحياة يكون عند الغاصة مصحوباً بالألم، الجهراء المكلومة بفقد مقاعدها الانتخابية كأم فقدت ابنها في ليلة زفافه، بيد أن الجهراء لم تفقد ابنا واحدا وحسب لكن الأشد إيلاماً أنها فقدت مقاعدها الأربعة

لم تعاتب الجهراء أبناءها الفرقاء في الانتماء السياسي والقبلي والديني، متمنية استيعابهم الدرس لأنها لم تشأ الانكفاء على ذاتها تندب حظها وتولول، ففتحت أكفّها تستقبل أولادها المصدومين بالخروج من حلبة الصراع السياسي.