Run Fatboy Run إنسانيته حمته من الرّتابة!

لطيف، بسيط وغير مهم، هذه هي مواصفات فيلم Run Fatboy Run الذي يجعل المشاهد حائراً يعجز عن تحديد نوعه، هل هو كوميدي أم رومانسي أم رياضي مؤثر؟ فشل المخرج ديفيد شويمر في تحديد نوعه فيما نجح كاتبا السيناريو سيمون بيغ ومايكل إيان بلاك في إظهار قصة واقعية إنسانية حمته من الرتابة والخروج عن السيطرة.

Ad

يترك دينيس (سيمون بيغ) خطيبته الحامل ليبي (تاندي نيوتن) يوم زفافهما. بعد مرور خمسة أعوام، يشعر حارس الأمن في متجر ثياب نسائية بندم كبير على هجره لحبيبته ويكرس معظم وقته لابنه الصغير جايك (ماثيو فانتون). عندما تحظى ليبي بحبيب يدعى ويت (هانك أزاريا)، يصمم دينيس على المشاركة معه في ماراثون الـ26.2 ميلاً رغبة في الفوز مجدداً بقلب حبيبته التي كانت دوماً تقول له «لم تكمل شيئاً في حياتك».

أخرج الفيلم الممثل دايفد شويمر الذي نال شهرة عالمية من خلال مشاركته في بطولة المسلسل الشهير Friends، لم يأت عمله الإخراجي ناجحاً بقدر تمثيله. تظهر لمسته خفيفة وراء الكاميرا وعلى الرغم من نجاحه في معالجة الأمور من دون مبالغة، الا أنه فشل في السيطرة على الأحداث المتسلسلة التي اتجهت نحو السذاجة، ما أدى الى ادخال Run Fatboy Run خانة الأفلام العائلية.

يتخلله مشاهد مضحكة، لكنها معدودة ولا يدخل ضمنها مشهد ويت في غرفة الرياضة أو حين يتقاتل مع صديقه المفضل غوردون (ديلان موران).

رحلة مؤثِّرة

الفيلم بعيد عن المستوى المطلوب، لكنه ليس سيئًا تماماً، إذ ساهمت شخصيتا دينيس وليبي المكتوبتان بعناية تامة بإنقاذه. تعاني شخصية دينيس من عدم الاستقرار وهو المسؤول الأول عن انهيار العلاقة التي كانت ستجمعه مع حب حياته، اذ شعر في الماضي أنه لا يستحق شخصاً مميزاً مثل ليبي.

جاءت فرصة التدرب والمشاركة في هذا الماراثون ليس لاستعادتها فحسب بل لاثبات قيمته الذاتية، ستعيد إليه المشاركة في السباق حتى النهاية الثقة بالنفس وتبعد عنه شعور الاستخفاف بالذات الذي سيطر عليه فترة طويلة.

رحلة مؤثرة لتصحيح أخطاء الماضي ومشوقة لمشاهدة دينيس يجاهد ليصبح أفضل مما كان عليه سابقاً. شكلت هذه الرحلة صميم الفيلم وأتت النهاية لافتة مفعمة بالأمل.

أداء موفّق

لا يمكن اعتبار سيمون بيغ بطلاً رومانسياً لكن اختياره لأداء دور البطولة كان موفقاً، لأنه برع في جعل شخصية دينيس محبوبة. كذلك نجح في خلق جاذبية بينه وبين تاندي نيوتن التي أدت دور ليبي، لكن هذه الشخصية أخذت وقتاً طويلاً لتدرك أن ويت ليس مناسباً لها. بدا ماثيو فانتون بدور جايك ابن دينيس طبيعياً وساحراً. أما بقية الشخصيات فهي مضحكة من غوردون زير النساء إلى مدير دينيس السمين السيد غوشتاشتيدار (هاريش باتل).

لا يرقى الفيلم الى مستوى الأفلام السينمائية لذا من الأفضل مشاهدته عندما يصدر على DVD أو يُبث على شاشات التلفزيون لتمضية بعض الوقت فحسب.