توقّع نائب الرئيس في مؤسسة بوز أند كو العالمية غسان حاصباني «أن يشهد القطاع، خلال المرحلة المقبلة، تعاوناً أكبر بين مشغّلين محليين وعالميين من منطقة جنوب شرقي آسيا»، في إطار تحرير الأسواق، بعد أن بات جزءاً أساسياً في الاقتصاد العالمي.

Ad

شهد قطاع الاتصالات الخليجي خلال السنوات القليلة الماضية، موجة تملّك إقليمية وعالمية، تجاوزت قيمتها 20 مليار دولار، بهدف تنويع مصادر الدخل والاستفادة من قطاع ينمو سريعاً وبمعدلات عالية في مناطق مختلفة من العالم.

وتوقع نائب الرئيس في مؤسسة بوز أند كو العالمية غسان حاصباني، أن تشهد السنوات المقبلة موجة اندماجات وتحالفات بين شركات اتصالات عربية وأجنبية، تتلازم مع ارتفاع مبيعات شركات الاتصالات العربية إلى 70 مليار دولار بحلول 2015.

وتوقع حاصباني أن تركز دول المنطقة في المرحلة المقبلة، على التعاون والاندماج مع شركات من جنوب شرقي آسيا أيضاً، بهدف التوسع والحصول على خبرات وتكنولوجيا تدعم المنافسة مع الأسواق العالمية.

ورأى ان أكبر تحد تواجهه شركات الاتصالات العربية خلال المرحلة المقبلة، هو «تمكنها من إدارة استثماراتها العالمية، من خلال الكوادر القادرة على العمل في بيئة تنافس عالمية».

أما التحدي الثاني، الذي يواجه المشغلين العرب، فهو تكامل شبكاتها وخدماتها، وخفض كلفة التشغيل للحصول على أرباح في ظل منافسة محلية مستعرة، إضافة إلى تمكنها من اختيار التكنولوجيا لاستخدام «النطاق العريض» في الصوت والصورة.

وعزا حاصباني موجة التملّك التي انتهجتها شركات الاتصالات في المنطقة، إلى أسباب منوّعة، منها «موجة الاندفاع لتنفيذ استراتيجية تتبعها الشركة لتنويع مصادر الدخل»، وإذا لم تتمكن الشركات العربية من تحقيق قيمة مضافة على خدمة الشركات العالمية التي تملّكتها أخيراً، فإنها ستتعرض لخسائر كبيرة، في قطاع يتطور باستمرار.

ورجح حاصباني أن يخف الطلب على الرخص الجديدة في المنطقة خلال السنوات المقبلة، وتتراجع موجة التملّك، على اعتبار أن «الشركات الإقليمية والعالمية باتت كبيرة ويصعب احتواؤها بالتملك».

تعاون أكبر

وتوقّع «أن يشهد القطاع، خلال المرحلة المقبلة، تعاوناً اكبر بين مشغّلين محليين وعالميين من منطقة جنوب شرقي آسيا»، في إطار تحرير الأسواق، بعد أن بات جزءاً أساسياً في الاقتصاد العالمي.

وتبحث شركات أجنبية غربية عن فرص لدخول الأسواق العربية، في وقت «تعاني نقصاً في سيولة تسبّبت به أزمة الرهن العقاري، يحد من قدرتها على التملّك راهناً».

ورغم أن السعودية كانت السوق الأخير في الخليج في اعتماد سياسة التملّك الخارجية، فإنها دخلت بقوة في هذا القطاع واستثمرت مليارات الدولارات لتملّك حصص في شركات أجنبية، وتسعى إلى زيادة وجودها في كل من البحرين ولبنان ومصر وفيتنام.

وتملّكت الاتصالات السعودية (اس تي سي) العام الماضي 35% من شركة أوجيه تليكوم بـ2.6 مليار دولار، واشترت 25% من شركة ماكسيس الماليزية بـ3.01 مليارات دولار، ثم فتحت هذه الصفقة الباب لدخول أسواق الهند وإندونيسيا.

وتتوقع الشركة أن تبلغ العائدات من عملياتها الخارجية هذه السنة نحو 2.08 مليار دولار، وترجح الهيئة المنظمة للاتصالات في السعودية أن يكون عدد مستخدمي الخليوي قد ارتفع من 2.5 مليون منذ 5 سنوات إلى 20 مليوناً حالياً.

وفي خلال عام واحد فقط، اصبح لدى شركة الاتصالات السعودية نحو 70 ألف مشترك حول العالم، وتوقعت تقارير إقليمية وعالمية أن تصل نسبة اختراق الخليوي سوق المملكة، خلال السنوات الخمس المقبلة إلى 100%، على غرار سوقي الإمارات وقطر. ووصل عدد مستخدمي الإنترنت في السعودية إلى 4.7 ملايين عام 2007.

أما شركة اتصالات الإماراتية فتتواجد في 16 بلداً، وتسعى إلى جذب مشتركين جدد من خارج الإمارات، وتسلط اهتمامها على الأسواق النامية في آسيا وافريقيا بخاصة، بعد أن حصلت على رخصة المشغل الثاني في السعودية (موبايلي) وعلى الرخصة الثالثة في مصر أخيراً، كما أنها تسعى إلى دخول مزاد على رخصة الخليوي في لبنان، بعد أن أنشأت شركة تابعة لها في الهند، ورغم أنها خسرت احتكارها السوق بعد دخول منافستها «دو» السوق الإماراتي، فإنها ضاعفت استثماراتها وبلغ ربحها الصافي ملياري دولار عام 2007.

وفي سوق الإمارات عامة تبلغ نسبة اختراق الخليوي 173%، ونسبة اختراق الشبكة الثابتة 30% فقط، أما بالنسبة إلى الإنترنت، فبلغت نسبة اختراقه السوق 9.6%، وهي النسبة الأكبر من بين دول الخليج العربي.

أفق جديد

وأدى تحرير قطاع الاتصالات في البحرين إلى فتح أفق جديدة من النمو وتشريع باب المنافسة بعد أن أطلقت الهيئة المنظمة للاتصالات الرخصة الثالثة للخليوي، والثانية لخطوط الشبكة الثابتة. وتجاوزت نسبة اختراق الخليوي، في سوق البحرين 127%، أما نسبة اختراق الشبكة الثابتة فبلغت 19.4%، في حين بلغت نسبة اختراق الإنترنت 7.2% لتأتي البحرين في المرتبة الثانية في المنطقة بعد الإمارات.

وفي الكويت، حرّرَ قطاع الخليوي، في ظل وجود لاعبين هما «زين» و«وطنية»، اللتان تسعيان إلى التوسع في دول أخرى، وإلى تطوير الشبكات وتطبيقات الخليوي في انتظار دخول المنافس الثالث.

ويتوقع، في قطر، أن يتوسع قطاع الاتصالات بشكل سريع بفضل فتح أبواب المنافسة، وتحرير السوق وإدخال تقنيات مبتكرة، ويؤكد خبراء أن «كيوتل» ستواجه منافسة جديدة حين تبدأ «فودافون» أعمالها بعد أن حصلت على الرخصة الثانية، ويتوقع أيضاً أن تزداد المنافسة في الســـوق القطــري مع دخول لاعب جــــديد في الشــــبكة الثـــــابتة التي تحتـــــكرها «كيوتل»، وقد تقدمت 8 شركات كبرى للحصول على الرخصة.