{الجاذبية} هي الميزة التي يتمتع بها البعض لجذب الآخرين. بفضلها، تفوز المرأة بالرجل، والرجل بالمرأة. قد تكون ‘الجاذبية’ ميزة فكرية بقدر ما هي جسدية»، بهذه الطريقة عرّفت كاتبة القصص الرومنسية الإنكليزية إلينور غلين مصطلح «فتاة الجاذبية». اقتحمت هذه العبارات المخيّلة العامة مع ظهور فيلم It (الذي يقصد بعنوانه الجاذبية)، المقتبس عن إحدى رواياتها ومن تمثيل فتاة الجاذبية الأصلية، كلارا باو. تسعى هوليوود دوماً وراء هذه الميزة التي يصعب كشفها: مزيج من الإثارة والبراءة، الجرأة المادية والقيم الإيجابية، التبجح والصدق، كلها أمور تزيد مبيع التذاكر. مع تخطي كاميرون دياز، درو باريمور، غوينيث بالترو أدوار الفتاة الساذجة، ظهرت مجموعة جديدة من الممثلات، من بينهن: آيمي أدامز، ميشال ويليامز، سكارلت جوهانسون، كييرا نايتلي، اللواتي يتنافسن على اللقب الذي كان طوال سنوات ملكاً لجوليا روبرتس، نجمة الأفلام التي ضمنت حضور الجماهير إلى صالات السينما. شبيهة أودري هيبورنحالياً، يتحدث العاملون في هوليوود عن آن هاثاواي، الجميلة الأخرى ذات الشعر الداكن والعينين الداكنتين والتي قدّمت للجمهور بفضل غاري مارشال، صانع النجوم ومخرج فيلم Pretty Woman الذي اكتشف جوليا روبرتس. كان استوديو ديزني يبحث بوضوح عن شبيهة لأودري هيبورن عندما اختار مارشال هاثاوي لأداء دور البطولة، في الفيلم الذي أحرز نجاحاً ساحقاً في العام 2001، The Princess Diairies. ترعرعت هاثاواي (26 عاماً) في نيو جيرسي وشاركت في سلسلة تلفزيونية قصيرة قبل ولوج السينما من بابها العريض. بعد سبع سنوات، تحولّت إلى فتاة الجاذبية الحالية، بفضل رصيدها المتضمن مجموعة من الأفلام التجارية الناجحة، وإحساسها العالي في أدائها غير المتوقع لدور مدمنة منحت إجازة من مركز إعادة التأهيل لحضور حفل زفاف شقيقتها في فيلم Rachel Getting Married. وقد سرت مسبقاً أنباء عن احتمال فوز هاثاواي بجائزة أوسكار. فضلاً عن ذلك، تحظى بتعاطف كبير. فما من شيء يحبب الجمهور في النجم أكثر من علاقاته العاطفية أو حبيب محتال. حُكم على صديق هاثاواي الإيطالي رافايلو فولييري، الذي ارتبطت به حوالى أربع سنوات، بالسجن 54 شهراً بتهمة الاحتيال، فاجتمع شعورا اليأس على الشاشة وفي الحقيقة لمنحها نضوجاً وجعلها أكثر من مجرد وجه جميل.علاوةً على ذلك، استطاعت هاثاواي السيطرة على الضجة الإعلامية بمهارة، لا سيما تساؤل ديفيد ليترمان، أحد عظماء الثقافة الشعبية عن حياتها الشخصية في مؤتمر صحافي عقدته أخيراً.حاولت هاثاواي التي ترتدي الأسود إطلاق دعابة بقولها: «وصلت إلى قمة العلاقات المحطمة والمحترقة»، لكن ليترمان لم يتردد في طرح أسئلة مثل، ‘هل فقد شيء ما من حقيبة يدك؟’ ضحكت، إلا أنها أخفت وجهها بين يديها وكأنها تحاول أن تحمي نفسها من دعاباته. في هذا الإطار، عرضت مجلة فانيتي فير تفاصيل كثيرة عن علاقتها بفولييري، و{جعلتها محط اهتمام أوسع»، على حد قول أحد رعاة المواهب البارزين.بين الجاذبية والهشاشة مع أن مؤرخة الأفلام جانين بايسينغر لا تحبذ فكرة أن الجمهور يستمتع بمشاهدة معاناة الشخصيات السينمائية التي يحبها، إلا أنها تشير إلى أن لمحة خاطفة إلى هشاشة النجمة الحقيقية قد تزيدها جاذبيةً. تلفت في هذا السياق: «ثمة اعتقاد سائد بأن ذلك يجعل النساء جميعهن أكثر تعاطفاً معها، فمن منا لم يتعرف إلى حبيب محتال؟ تكمن مواطن الجاذبية في النجمة في هشاشتها أو رهافة إحساسها، وفي أنها ليست أعظم من باقي النساء أو منسلخة عنهنّ لأنها تفوقهنّ جمالاً أو ترتدي ثياباً أفضل. عادةً، نحب نجمات الأفلام على غرار جوني أليسون التي تبدو حساسة وإنسانية». تتابع باسينغر: «لا يجب أن يكون نجمنا المفضل مثالياً، بل يجب أن تشوبه عيوب تجعلنا نتسامح معه، وهذا أمر يصعب توقعه ويتعلق بكيفية رؤيتنا له على الشاشة». ما من شك في أن هوليوود تقدّر قوة هاثاواي المتنامية في شباك التذاكر. يذكر المطّلعون أن الأجر الذي تتقاضاه عن كل فيلم يتراوح من 5 ملايين إلى 10 ملايين دولار أميركي، وتنسجم عيوب هاثاواي الواضحة بكل جمالية مع ما أصبح يسمّى خانة الأفلام الكوميدية القائمة على قوة الفتيات والتي تندرج هاثاواي في إطارها. فمعظم النجمات، بمن فيهن جوليا روبرتس، غولدي هاون، ميريل ستريب أو ميلي سايروس أو أي من النجمات المراهقات، سطع نجمهن بفضل قاعدة من المعجبات المخلصات. بالنسبة إلى الشابات، لا يتمثل حلمهن الأكبر في إيجاد رجل وإنما في إيجاد ذواتهن (هذا هو موضوع فيلم Titanic الحقيقي).إلتزام وتغييرتذكر رئيسة استوديو Fox 2000، إليزابيت غابلر، هاثاواي وهي تروّج لفيلم The Devil Wears Prada، الذي لم تلتزم ستريب في أولى مراحله بأداء قوي لدور رئيسة تحرير مجلة الموضة الخبيثة. توضح غابلر: «كانت آني ملتزمةً أشد الإلتزام بالحصول على الدور، لذا أعطتنا ملاحظات على الفصل الثالث في النص، وكانت تشعر بأنها ستفقد شخصيتها، فهي في باريس وقد غيّرت منظورها إلى الحياة». عندئذ، انتهى الأمر بالأستوديو إلى استخدام نسخة عن هذه الفكرة في الفيلم، واختار هاثاواي في النهاية لأداء الدور.ثمة المزيد من الأفلام الكوميدية المقبلة من تمثيل هاثاواي، بما في ذلك Bride Wars، النسخة النسائية عن علاقة الصداقة التي تنمو بين الشبّان ويتحدث عن صديقيتين حميمتين (هاثاواي وكايت هادسون) تتحولان عن غير قصد إلى عروسين متنافستين، The Fiance حول امرأة تريد التخلي عن خطيبها الأمر الذي يخيّب أمل والديها، فضلاً عن Broadcast News حيث ستظهر فيه هاثاواي بدور معلّقة رياضية طموحة وشجاعة. بحسب ما أفادت رئيسة الاستوديو، تعتبر هاثاواي الوحيدة من بين 20 امرأة تقريباً التي قد يخاطر الأستوديو بتسليمها بطولة فيلم كوميدي رومنسي بكل راحة، فضلاً عن تقاضيها نصف أجر ممثلة أكثر شهرة منها على غرار ريز ويذرسبون.مع ذلك، ما زال النقّاد يتساءلون حول ما إذا كانت هاثاواي سترتقي من فتاة الجاذبية إلى الدرجة التالية من النجومية، أي الشهرة الفائقة، التي يحتلها توم كروز، ويل سميث، وجوليا روبرتس... خطأ هوليوودغالباً ما تحكم هوليوود، على نحو خاطئ، على قوة النجم من خلال قدرته على بيع الأفلام التجارية وجاذبيته التي ستشجع مرتادي السينما على دفع المال لمشاهدة فيلمه بغض النظر عن موضوعه. يذكر أن توم كروز أحرز نجاحاً ساحقاً في فيلم Cocktail، في حين حققت جوليا روبرتس، بعد سطوع نجمها في فيلم Pretty Woman، إيرادات بقيمة 100 مليون دولار عن فيلم Sleeping With the Enemy. كان عامل الجاذبية لدى روبرتس آنذاك في غاية الفعالية إلى حد أن الجمهور طالب بالتمتع دوماً بابتسامتها الساحرة، لكن أمام هاثاواي أكثر من قفزة لتبلغ تلك المستويات العالية. فمنذ فترة وجيزة، أطلقت شركة Sony فيلم التشويق الخيالي الجديد لهاثاواي، وحتى الآن لم يحقق سوى 292 ألف دولار على شبابيك التذاكر المحلية.وكما يلفت أحد العملاء: «إن كنت فتاة الجاذبية، إن كنت جوليا روبرتس، أي شيء ستقومين به سيلفت الأنظار».
توابل - Movies
آن هاثاواي... فتاة الجاذبية الجديدة في هوليوود
23-12-2008