أطل الفنان الشاب هاني سلامة من مدرسة سينمائية اختصرت له الكثير، عرف في بداياته طريق المهرجانات ونالت أدواره قبولاً جماهيرياً ونقدياً، لا يهتم بالحضور على الساحة بكثرة، لكنه ينحاز إلى الأفلام التي تمنحه جواز مرور دائم إلى قلوب الجمهور، والأهم أنها تبقيه في ذاكرة السينما. عن «الريس عمر حرب» أحدث تجاربه السينمائية مع المخرج خالد يوسف والجدل الذي يثيره، كان الحوار التالي.تردد أنك غضبت من تسمية الفيلم بـ «الريس عمر حرب» لأنه ليس دورك ؟في البداية كان اسم الفيلم «الريس»، لكن الرقابة اعترضت عليه خوفاً من اللبس، فأضفنا إليه عمر حرب بوصفه أكثر تعبيراً عن أحداث الفيلم، وهذه كانت وجهة نظر المنتج والمخرج ولم تغضبني كما تردد، كذلك من حق المخرج أن يختار المشاهد التي يرغب لترويج الفيلم والتعبير عنه.تحفَّظ البعض على المضمون بحجة أنه يهم فئة محددة ويعبر عنها، ما رأيك؟مع أنه قدم نموذجاً مصغراً للحياة باختياره مكان اللهو هذا، إلا أنه يخاطب الجمهور عموماً لا سيما أن هذا الكازينو لا ترتاده غالبية المصريين، ومن الممكن أن يستهويهم الدخول إليه لشهوة الربح وبحثاً عن المال، لذا حاولنا أن نلقي الضوء عليه كي يعرفوا حقيقة ما يدور في داخله، فمن يكسب يستهويه الربح والرغبة في الفوز بمبالغ أكبر، ومن يخسر يريد التعويض فيلعب مرة أخرى وهكذا.كيف اتقنت لعبة الروليت؟ أصرّ المخرج خالد يوسف على إحضار ديلر حقيقي يعمل في أحد الكازينوهات لتدريبي على هذه اللعبة، ومع الوقت أتقنتها وأدركت قواعدها وكيف يتعامل الديلر مع الزبائن. هل أنت راض عن النهاية؟أعتقد أنها كانت مفاجأة للجمهور وغير متوقعة، من وجهة نظري كانت مناسبة للأحداث تماماً وللمضمون الذي يطرحه الفيلم.إنتقد البعض المشاهد الساخنة لكثرتها ولكونها غير موظفة درامياً وأنها موجودة لأغراض تجارية؟ يحمل الفيلم رسالة مهمة لا يجوز تسطيحها, ليست المشاهد الساخنة كثيرة وهي موظفة درامياً، أي لها ما يبرر وجودها خلافاً لما يردد البعض من أنها تغازل الجماهير لزيادة الإيرادات، لا نقدم أفلاماً لا تحمل مضموناً أو هدفاً، وكل سلوك تمارسه الشخصية له منطق يحركه ويبرره.هل طلبت تخفيف هذه المشاهد من المخرج خالد يوسف؟هي غير صريحة، وإنما جاءت بشكل يوضح الحدث وهي مكتوبة في السيناريو، مع ذلك حذف بعضها كي لا تكون الجرعة زائدة على الجمهور، ووضعنا عبارة «للكبار فقط» للتأكيد على أننا لا نقدم فيلماً عادياً يشاهده كل الناس ولكن لفئة عمرية محددة فحسب. اعترض البعض على الألفاظ الدينية ، ما تعليقك؟ أعتقد أنها جمل لا يقولها إلا الشيطان ولا يستطيع الإنسان العادي أن يرددها مثل «اصطفيتك» وغيرها.مع من تفضل العمل من المخرجين ؟ ليست لديَّ شروط أو مواصفات محددة، يعود الفصل في ذلك إلى الدور وماذا يمكن أن يضيف إلي، لست ضد العمل مع أي مخرج.هل تتابع النقد وما يكتب عنك وعن أعمالك؟ بصراحة لا أتابع باستمرار ما يكتب عني، لكن قد أسمع ما يقال عني وعن زوجتي أو عائلتي أو أصدقائي.هل يزعجك النقد ؟لا أنزعج من أي نقد يوجه إلي، حتى لو كان سلبياً، إذا كان سيفيدني، أما الناقد الذي ينتقد الأمور في المطلق من دون إبداء أي أسباب أو مبررات فلا أعطيه أي اهتمام.أيهما تضعه في ترتيب أولوياتك, النجاح الفني للعمل أم النجاح الجماهيري؟ما يهمني في المقام الأول هو الجمهور، وهذا لا يمنع حرصي على تحقيق التوازن بين النجاح الفني للعمل والنجاح الجماهيري، أحرص على عدم الإستخفاف بعقلية المشاهد الذي يشاهدني في السينما وأحاول قدر الإمكان أن أقدم له مستوى فنياً جيداً.يفضل بعض الفنانين وجود ورشة فنية خاصة بهم، هل أنت منهم؟ وكيف تختار السيناريو المناسب لك؟لا توجد لديَّ ورشة فنية, أقرأ السيناريو بنفسي وإذا استفزتني الشخصية أوافق على الدور فوراً، استشير أصدقائي المقربين سواء في الوسط الفني أو خارجه بعد إعجابي بالشخصية أولاً.لماذا ترفض العمل في التلفزيون في الفترة الأخيرة؟لا أرفض، فالتلفزيون هو وسيلة مهمة للغاية وتأثيره كبير, لأنه يدخل إلى كل بيت مصري ويشاهده الملايين في العالم، لكنه أمر مؤجل راهناً لأنني أتمنى أن أقدم عملاً يناسبني ويحقق لي نقلة فنية أخرى.ما هو جديدك ؟لديَّ بعض السيناريوهات التي أقرأها في الوقت الراهن، لكنني لم استقر على أي منها وأتمنى أن يكون لي فيلم في موسم عيد الأضحى المقبل بحيث أحقق عملين سنوياً.
توابل - مزاج
هاني سلامة: المشاهد الساخنة موظَّفة دراميّاً
07-07-2008