بينما تتزايد الضغوط الأميركية والأوروبية على حكومة بنيامين نتنياهو للتراجع عن مواقفها المتشددة من عملية السلام، ولقبول حل الدولتين الذي يتبناه المجتمع الدولي لحل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، تشن إسرائيل حملة ضد إيران في محاولة لتوجيه الأنظار عن تملُّصها من استحقاقات السلام.

Ad

وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ربطت أمس الأول خلال كلمة لها أمام الكونغرس الأميركي بين «دعم إسرائيل ضد إيران» و«جهود السلام مع الفلسطينيين»، معتبرة أن «هذين الأمرين متلازمان». كما أعلنت المفوضية الأوروبية انها ستُعلِّق عملية تعزيز العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل بانتظار «تعهد واضح من قبل الحكومة الإسرائيلية الجديدة بشأن مواصلة المفاوضات مع الفلسطينيين، ووقف جميع الأعمال التي تنسف هدفَ حلٍّ يقوم على أساس دولتين لشعبين».

وفي ما بدا أنه محاولة للتهرب من هذه الضغوط، وجه المسؤولون الإسرائيليون أمس انتقادات قاسية إلى إيران بلغت ذروتها مع وزير الخارجية الجديد أفيغدور ليبرمان الذي اعتبر بشكل «كاريكاتيري» انه ليس هناك أي مشاكل بين الفلسطينيين والإسرائيليين وأن المشكلة كلها تتعلق بإيران. وقال ليبرمان زعيم حزب «إسرائيل بيتنا» في مقابلة مع صحيفة «جيروزاليم بوست» تُنشر في ذكرى قيام إسرائيل (الاستقلال) الثلاثاء المقبل، إن الشعارات التي يطرحها المجتمع الدولي مثل الأرض مقابل السلام وحل الدولتين ووقف الاستيطان والاحتلال «مفرطة في التبسيط، وتتجاهل الأسباب الفعلية لاستمرار الصراع»، مؤكدا في المقابل أن «العائق الأكبر أمام الحل الشامل ليس الفلسطينيين ولا الإسرائيليين بل الإيرانيون».

وأضاف ليبرمان في المقابلة الشاملة أنه «من المستحيل حل أي مشكلة في المنطقة قبل تسوية المشكلة الإيرانية، لأنها متصلة بلبنان وسورية وبمشاكل مع الإرهاب الإسلامي المتطرف في مصر وقطاع غزة والعراق».

وعن سورية، قال الوزير الإسرائيلي إنه «لا فائدة على الاطلاق» من استئناف المحادثات غير المباشرة، موضحاً: «لا نرى أي حسن نية من الجانب السوري، بل التهديدات فقط من نوع اذا لم تكونوا مستعدين للحديث فسنستعيد الجولان بعملية عسكرية».

وهاجم الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز إيران أيضا خلال لقائه أمس رئيس الوزراء التشيكي ميرك توبلنيك المنتهية ولايته.

وقال بيريز: «دعونا لا نكن ساذجين أمام حقيقة أن دولة فقيرة مثل إيران تستثمر مليارات في الصواريخ البعيدة المدى التي بإمكانها حمل رؤوس نووية». وأضاف متسائلاً: «إذا كانوا (الإيرانيون) لا يبنون قنبلة نووية فلماذا يطوِّرون صواريخ؟» معتبراً أن «إيران تهدِّد السلم العالمي» وأن «العنوان مكتوب على الجدار».