تتوافر لعروس موسم ربيع وصيف 2009 فرص عديدة للhختيار، على مستوى التصاميم والخامات (الساتان والأورغنزا والتفتا والدانتيل والسوتاج والحرير) لكن، يجمع المصممون المصريون، على أن فستان العروس يشهد في هذا الموسم عودة الذيل الطويل بعد اختفائه مواسم عدة. «الجريدة» رصدت آراء الفتيات المصريات المقبلات على الزواج حول فستان الزفاف الطويل الذيل، كذلك رأي خبراء الموضة في التطور التاريخي الذي شهده فستان الزفاف لغاية اليوم.مع أنها ليست مقبلة على الزواج، تتابع رانيا شكري (23 عاماً) عن كثب جديد الموضة عموماً وجديد فساتين الزفاف خصوصاً. تقول: «لاحظت أن بعض التفاصيل ستعود إلى فستان الزفاف هذا الموسم، مثل الذيل الطويل، وهذا أمر رائع لأنه يمنح العروس إطلالة ملكية».تضيف شكري: «شاهدنا هذا الفستان في مواسم سابقة ضمن تصاميم إيلي صعب، جميل الخنسا، هاني البحيري، لكن من دون التركيز عليه بشكل واضح». تلاحظ شكري أن الذيل الطويل يناسب الفتاة الطويلة القامة، أما الفتاة القصيرة القامة فيناسبها الفستان القصير ليمنحها مزيداً من الطول.ابتكارات كثيرةمن جهتها، ترى مروة عبدالفتاح (22 عاماً) أن الابتكارات المرتبطة بليلة العرس أصبحت كثيرة ولم يعد فستان الزفاف يأخذ شكلاً ثابتاً، بل يبتكر المصممون الجديد في كل موسم، توضح: « شهدت المواسم السابقة ظهور ألوان جديدة لفستان الزفاف مثل الأحمر والزهري والذهبي والأوف وايت، لكن لاحظنا خلال موسم الشتاء الحالي عودة اللون الأبيض مجدداً». تضيف مروة: «الأمر نفسه حصل بالنسبة إلى ذيل الفستان الطويل، الذي راج في مواسم سابقة وعاد إلى الظهور من جديد، إنها حال الموضة، تظهر تقليعة ثم تختفي لتعاود الظهور مجدداً وبلمسات جديدة يبتكرها المصممون».يمنح الشكل التقليدي لفستان الزفاف، من ذيل طويل وطرحة طويلة وتاج على الرأس، العروس إطلالة ملائكية، على حد تعبير ياسمين أحمد (24 عاماً)، فهي مقبلة على الزواج قريباً واختارت لليلة العمر فستاناً يحمل هذه المواصفات، أبرزها الذيل الطويل «الذي يعبر عن أنوثتي في هذا اليوم» على حد قولها.أما كنزي الشوبكي (22 عاماً) فلها رأي أخر، تفضل أن يخلو الفستان العصري من التكلف والزينة الزائدة عن الحد، ترى أن الذيل الطويل أمر مبالغ فيه بالنسبة إلى العروس في القرن الحادي والعشرين، بغض النظر عن كون ذلك موضة أم لا، المهم، بالنسبة إليها، أن يعبّر الفستان عن روح العصر وعن شخصية العروس نفسها.تتفق معها جيهان محمد (23 عاماً)، وتقول: «الذيل الطويل ليس عملياً بل يعوق حركة العروس ورقصها على المسرح مع عريسها. لا مانع من ذيل بطول معقول لكن لا أحبّذ عودة الذيل الطويل بشكل مبالغ فيه، فهو ليس جميلاً ويتطلب فريقاً من الأهل والصديقات لحمل أطرافه أينما حلت العروس، وهذا الأمر غير منطقي».أنوثة طاغيةتؤكد المصممة نهلة الجبيلي أن موضة الذيل الطويل عادت إلى فستان الزفاف ليس في مصر فحسب، لكن على مستوى المصممين العرب في غالبيتهم، توضح: «يحتاج هذا الفستان إلى صالة أفراح كبيرة لتتحرّك العروس بسهولة بين المدعوين، لكنه أكثر روعة من الفستان القصير أو العادي».تلاحظ الجبيلي أن الفتاة المصرية، تحديداً، تميل في فستان الزفاف إلى الذيل الطويل لأنه يمنحها أنوثة طاغية وإحساساً بالتميّز على طريقة حكايات «ألف ليلة وليلة».من جانبها تؤكّد مصممة الأزياء سهير مسعود أن كل مصمم يسعى إلى تقديم الجديد في كل موسم، لكن هناك خطوطاً عريضة تظهر في بيوت الأزياء العالمية ومنها عودة فستان الزفاف «أبو ذيل طويل»، تقول: «بالنسبة إلي قدمت هذا الموديل في مجموعتي الأخيرة لفساتين زفاف ربيع وصيف 2009 ولاقت الإستحسان. أظن أن الشكل الكلاسيكي للفستان يمنح العروس بعداً رومنسياً فريداً في أجواء أسطورية يصعب تكرارها في ليلة أخرى غير ليلة العمر».عبر العصورتشير مسعود إلى أن فستان الزفاف شهد تحولات جذرية منذ ظهوره، «كانت النساء قبل القرن التاسع عشر يرتدين أجمل ملابسهن للزفاف أيا كانت ألوانها. وفي العام 1840 ارتدت فيكتوريا، ملكة بريطانيا، فستاناً أبيض ناصعاً في زفافها وأحدثت صدى كبيراً بين الناس وقلدتها الفتيات في يوم زفافهن».تتابع مسعود: «مع أن الأبيض لون تقليدي في الزفاف، خالفت إحدى النساء هذه القاعدة، في بداية القرن العشرين، وارتدت فستاناً أسود يوم زفافها وفاء لأهلها الذين قتلوا في الحرب العالمية الأولى، وارتدت عروس أخرى في الفترة نفسها بذلة عسكرية في زفافها». تلاحظ مسعود أنه في عشرينيات القرن الماضي، تغيرت حياة النساء بشكل ملحوظ وبدأت الفتيات يخترن الفستان الأقصر طولاً والأخفّ وزناً والأقلّ زركشة وتطريزاً. وفي ثلاثينيات القرن العشرين بدأ ينتشر «ستايل» جديد لفستان الزفاف وراجت موضة القبعات الصغيرة مع طرحة زفاف بيضاء، وبدت العروس أكثر تألقاً وجمالاً.تكمل مسعود: «في يونيو (حزيران) 1937 اتجهت أنظار العالم إلى فرنسا حيث احتفل الأمير إدوارد الثامن، الذي تنازل عن العرش البريطاني، بزواجه من واليس سيمبسون، إمرأة أميركية مطلّقة من عامة الشعب. ظهرت العروس أمام وسائل الإعلام مرتدية فستان كلاسيكي أزرق سماوي ابتكره أحد مصممي الموضة الأميركيين. في ما بعد راجت هذه الموضة في أميركا، وأطلق الناس على اللون «أزرق واليس» نسبة إلى العروس التي ارتدته للمرة الأولى».تختم مسعود: «في أبريل (نيسان) 1956 أقيم حفل زفاف لفت الأنظار في إمارة موناكو، بين نجمة السينما الأميركية غريس كيلي وأمير موناكو رينييه الثالث، وارتدت غريس فستاناً له ياقة مغلقة بأزرار إلى العنق وطرحة زفاف مزخرفة. ما لبث أن انتشر هذا التصميم وما زال رائجاً لغاية اليوم وتقلده العرائس. في ستينيات القرن الماضي أصبح المصممون في العالم أكثر إبداعاً في أفكارهم ومبتكراتهم، رفضوا الملابس المتشابهة وارتدت مجموعة من العرائس سراويل جينز في يوم زفافهن».
توابل - Style
فستان الزفاف الطويل الذيل موضة موسم ربيع صيف 2009
20-03-2009