اعترف الفنان المسرحي ناصر كرماني بفشل تجاربه المسرحية في بداياته، لكنه حصل على الانتباه في «غسيل ممنوع النشر» باتباع أسلوب التضاد بين الشكل والمضمون لإثارة ذهن المتلقي.

Ad

في الأمسية الثقافية الثانية لملتقى الثلاثاء، حاضر الفنان ناصر كرماني عضو فرقة مسرح الخليج عن تجربته المسرحية إخراجاً وتأليفاً، من خلال عرض «غسيل ممنوع النشر» التي شارك بها أخيراً في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي.

قدم الأمسية الفنان القدير سليمان الياسين، الذي أشاد بتجربة كرماني قائلاً «لقد حفزني عمله هذا على العودة إلى خشبة المسرح بعد طول غياب، وإذا ما استمر كرماني على نفس الدرجة من الإجادة والتوجه والبحث عن مضامين جديدة في المسرح، من المؤكد سيكون لأعماله شأن كبير في الحركة المسرحية الكويتية».

وأضاف الياسين «تعتبر هذه المسرحية التجربة الرابعة في مشواره، على الرغم من تجاربه القليلة في عددها، لكن الإبداع يظهر من أول وهلة، إذ حصل عمله على أفضل عرض متكامل في مهرجان الكويت المسرحي العاشر 2007، كما حصل كرماني أخيراً على جائزة الدولة التشجيعية، إذن كان رأينا فيه صائباً».

وتابع الياسين «كرماني من مواليد 17 ديسمبر 1959، حاصل على بكالوريوس هندسة من جامعة تسكيجي-ألباما بالولايات المتحدة عام 1990، ثم ماجستير في السينما المستقلة من جامعة سولينت ساوثهامتون ببريطانيا عام 2002، ومسجل لنيل الدكتوراه في كلية أدنبره للفنون باسكوتلندا، ورسالته تحت عنوان (الشكل السينمائي وتوظيفه في المسرح بواسطة كاميرا الانترنت)، هو عضو مسرح الخليج، واشتغل ممثلاً ومؤلفاً ومخرجاً في العديد من الأعمال المسرحية والتلفزيونية، واعتقد انه بعد تجربته على عدد سنواتها القليلة وما حققه من انجازات إنسان دؤوب يحمل شيئاً جديداً في الحركة المسرحية الكويتية».

التجربة الفعلية

ثم تحدث كرماني «أعتقد أن (غسيل ممنوع النشر) هو الذي قدمني للجمهور المحلي والخليجي والعربي كمؤلف ومخرج مسرحي، لما ناله من ردود أفعال وانتقادات إيجابية مثل الفنان القدير جلال الشرقاوي والناقد أسامة أبوطالب.

إن تجربتي الفعلية بدأت عام 2002 كمؤلف ومخرج بعد حصولي على الماجستير مباشرة، عندما قدمت لمسرح خور فكّان مسرحية (تخاريف حصان)، حيث يصطدم الشكل بالمضمون، والتي شارك بها في أيام الشارقة المسرحية، واحسست أن العمل لاقى قبولاً، خضت قبلها تجارب فاشلة لم تتوافر لها الظروف لانجاحها، لكنها تعتبر انطلاقة لتجربة أدواتي الإخراجية.

بعدها قدمت (غسيل ممنوع النشر) مع مسرح الخليج العربي ثم (خيول الريح) مع خور فكّان في أيام الشارقة المسرحية، وأنا سعيد بالذي قدمته خلال أربع سنوات وحصلت على الانتباه، وأتمنى أن أوفق وأقدم أعمالاً أخرى».

وتابع كرماني «أعتقد أن نصل إلى شيء فني لا بد أن تكون للتراكمات الحياتية دور فيه، لقد انتقلت من أسرة متواضعة ربما الحالة الاقتصادية هي التي صقلتني، فقد سحبت إلى حلقات التثقيف الذاتي التي تأثرت بالحالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، إلى أن تحولت مسيرتي وبدأت بالكتابة، فنتاج أي فنان هو انعكاس دواخله».

التصادم الجدلي

وأكد كرماني بعد أن عرض نسخة من «غسيل ممنوع النشر» أنه يعتمد الشكل بمنتهى السخرية، والذي يتعارض مع المضمون الاجتماعي والسياسي، مما يؤدي إلى نوع من التصادم الجدلي لدى المتلقي ليبقيه متفاعلاً، مستخدماً أدوات المسرح البريختي.

وأشار كرماني إلى أنه لم يمارس الدكتاتورية في نصه، حيث قدم مساحة كبيرة لارتجال الممثلين والخروج عن النص، معتمداً على أجسادهم والفضاء والمكان كشكل مسرحي واضح ومؤسلب، مؤكداً أن عمله من حيث المضمون ينتمي إلى الواقعية السحرية الذي يحتوي نوعاً من الفانتازيا، والشكل ينتمي إلى «جروتسيك» وهي مفردة ايطالية أطلقت على بعض الرسومات في المغارات فيها واقع ممسوخ.

وبشأن مسرحية «مزبلة التاريخ»، أشار كرماني إلى أنه لم يُكتب لها الظهور مع مسرح خور فكّان، حيث تم رفض النص من الرقابة الإماراتية، ولم يقبله مسرح الخليج، والنص تدور أحداثه حول مثقف رفض أن يرمي نفسه في المزبلة، وهو نتاج تداخلات الحضارات الغربية، وقد أعيد تصنيعه.