يشكل حجم ميزانية الأفلام الكرتونية المنفذّة بواسطة الكومبيوتر حجر الأساس. لا يهم المال أو الميزانية الضخمة عندما يتعلق الأمر بأي فيلم، لأن الأهم هو السيناريو والإخراج والتمثيل والإبداع، وكلها عوامل يمكن أن تتخطى الحدود لإنجاح فيلم ما. لكن مع الأفلام الكرتونية، وحدها الميزانية المرصودة للإنتاج تحدد ما إذا كان الفيلم ناجحاً أو لا. يمكن وضع Happily N’Ever After في خانة الأفلام ذات الميزانية المنخفضة، لذا جاء أقل من عادي تقنياً، لكن بعد مشاهدته يبدو من المنطق أن أياً كان لن يصرف مبلغاً ضخماً عليه.

Ad

في الحقيقة إنه محاولة خجولة في مضمار هذا النوع من الأفلام. مقارنة مع إبداع وذكاء أفلام أمثال Shrek (2001)، Ratatouille (2007) وحتى Hoodwinked (2005)،

يتعلق هذا الفيلم الجديد بقصة خيالية مضجرة، لا خيال فيها وغير مهمة بتاتاً. الرسوم المتحركة المنفذة بواسطة الكومبيوتر جديّة ومنوّعة، لكن الفيلم فارغ من أي سحر أو حيوية. خلال عرضه، سيجلس الأولاد في صمت تام وسيضجر الراشدون من مشاهدة نكات غير مضحكة وشخصيات مغفلة!

معظم القصص الخرافية الموجهة الى الأولاد محكومة من قبل الساحر الذي تتمحور حوله أحداث الفيلم حتى الوصول الى نهاية سعيدة. بالنسبة الى الفتاة إيلا (صوت ساره ميشال غيلير) هي ليست سوى خادمة لزوجة والدها الشريرة فريدا (سيغورني ويفر) وابنتيها. تجبر على البقاء في المنزل عندما تتم دعوتهن جميعاً إلى حفلة في قصر الأمير هامبردينك (صوت باتريك واربرتون). عندها تأتي عرابتها الجنية (ليزا كابلان) لمساعدتها وتلبسها أجمل االثياب والحلي وترسلها إلى الحفلة. على الرغم من أنه قدر لإيلا أن تغرم بالأمير، إلا أنه يضيع عندما تجد زوجة والدها فريدا مخبأ الساحر صدفة، وتسيطر على كل القصص الخيالية. بمساعدة الأشرار (الذئاب، العمالقة والساحرات) ستحاول السيطرة على المملكة. أمام هذا الواقع المرير، سيتحد كل من إيلا وخدام الأمير هامبردينك المخلص ريك (فريدي برينز جونيور) ومساعدي الساحر مانك (والاس شون) ومامبو (أندي ديك) لإنقاذ الوضع.

هذا الفيلم هو الأول للمخرج بول ج. بوغلر، يبدأ بفكرة جيّدة عن القصص الخيالية ومن ثم يتحوّل إلى الأسوأ حتى دقائقه الأخيرة. مقارنة مع فيلمي Shrek أو Hoodwinked التي تدور أحداثهما نسبياً حول الأمر نفسه، وجدا حلاً في السيناريو الذي يمكن وصفه بالجيّد، أما هذا الفيلم فيرتكز على انتقاد القصص الخرافية الكلاسيكية إنطلاقاً من فكرة أنه ليس مخلصاً أبداً لها، فمقابلة الأقزام في قصة «بيضاء الثلج والأقزام السبعة» موجودة بطريقة مبهمة لدرجة أن الأمور الوحيدة المرتبطة بها هي الأشخاص السبعة الملتحون، فيما حوّلت البطلة إيلا إلى بطلة غير محببة، عاجزة عن التفكير لوحدها. من هنا عندما لا يكون البطل الأساسي في الفيلم محبوباً يدرك المشاهد وجود خطب ما!

أصوات حائرة

تبدو أصوات الشخصيات الأساسية، التي يؤديها الممثلون الكبار مثل ساره ميشال غيلر بدور إيلا، فريدي برينس جونيور بدور الشاب الطيب ريك، سيغورني ويفر بدور زوجة الوالد الشريرة فريدا، والاس شون وأندي ديك بدور المساعد مانك ومامبو، حائرة والسبب أن الكاتب روبرت مورلاند لم يعط هؤلاء سيناريو يتفاعلون معه.

مقارنة مع الأفلام الكرتونية التي أُنتجت أخيراً، يمكن القول إن هذا الفيلم مخيّب للآمال ومبني على مشاهد سخيفة وحركة بطيئة وجملة واحدة مضحكة عندما تخطىء العرابة بلفظ إسم ساندريلا وتدعوها سالمونيلا. يمكن القول إن Happily N’Ever After هو «كحلم لا أستطيع أن أستيقظ منه» كما تقول فريدا إحدى شخصيات الفيلم في مرحلة ما، وهي محقّة.