الصداع في نهار رمضان مشكلة مزمنة يشكو منها صائمون كُثر، خصوصاً في الأيام الأولى من الشهر الكريم قبل أن يعتاد الجسم على العادات الجديدة في الطعام. تتعدد أشكاله بين النصفي أو الكلّي أو الصداع أعلى العينين.

Ad

«الجريدة» استطلعت أراء أطباء اختصاصيين حول أسبابه في رمضان.

يقول د. علي البدري (اختصاصي تغذية) إن ثمة أسباباً كثيرة للصداع في رمضان تختلف من شخص إلى آخر، معتبرًا أن اختلال مواعيد النوم وعدم تناول أغذية متوازنة من أبرز أسباب الشعور به، مضيفًا أن العلاج يجب أن يكون بتناول أغذية متوازنة تحتوي على العناصر الغذائية الأساسية كافة، خصوصاً الماء، اذ يسبب انخفاض نسبته في الجسم الصداع. كذلك يجب الابتعاد في وجبة السحور عن الأطعمة التي تولد الإحساس بالعطش، خصوصاً المالحة، كالمخللات والجبن والزيتون، بالإضافة الى تنظيم النوم بشكل جيد ليأخذ الجسم كفايته.

يطمئن البدري الصائمين قائلا: «يخفّ الصداع تدريجيًا مع مرور الوقت الى أن يتلاشى تماماً بعد الأيام الأولى من شهر رمضان، حين يعتاد الجسم على النظام الغذائي الجديد».

من ناحيته، يقول د. محمد زهدي (اختصاصي أمراض الباطنة والسكري) إن التغيرات التي تطرأ على نظام التغذية، قد تسبب صداعاً حاداً للصائم أثناء نهار رمضان، خصوصاً في الساعات الأخيرة قبل تناول الإفطار، عندها يحدث نقص كبير في نسبة تركيز السكر في الدم، ما يسبب الصداع والدوار.

ينصح د. زهدي الصائمين بمحاولة التأخير في السحور قدر الإمكان، على أن يحتوي على نسبة من السكريات والنشويات ملائمة بحيث تُحرق بشكل بطيء، لتستمر مع الجسم أثناء الصوم، كذلك الإكثار من تناول الفواكه والخضراوات الطازجة.

أما بالنسبة الى مرضى السكري فيشدد د. زهدي على ضرورة المتابعة لدى الطبيب المتخصص كي لا تحدث مضاعفات بسبب عدم تنظيم الأكل، ويعتبر الصداع أحد تلك المضاعفات، موضحاً أن مرضى ارتفاع ضغط الدم قد يشعرون بصداع شديد أثناء نهار رمضان أيضاً نتيجة عدم تناولهم الأدوية بانتظام، وعدم الالتزام بما يناسبهم من غذاء يتوافق مع حالتهم الصحية، فيتناولون أطعمة فيها نسبة عالية من الدهون أو الأملاح، ما يمثل خطورة عالية، لذا لا بد لهم من متابعة الطبيب لتنظيم الدواء بما يتناسب مع الصيام، وتنظيم الغذاء الموافق مع كل حالة.

تأثير النيكوتين

أما أكثر الناس إصابة بالصداع أثناء نهار رمضان فهم المدمنون على الشاي والقهوة، يقول د. عز الدين فخري (أستاذ المخ والأعصاب): « تعتاد أجسامهم على نسبة معينة من المواد، ومع الصوم تقل هذه النسبة في أجسامهم، ما يجعلهم يشعرون بصداع شديد».

كذلك يتعرض المدخنون للصداع أكثر من غيرهم نتيجة قلة نسبة النيكوتين في الدم التي اعتادوا عليها في الأيام العادية، ويقع المدخنون في خطأ محاولة التعويض ليلاً بتدخين كمية كبيرة من السجائر أو الشيشة (النرجيلة)، إلا أن ذلك لا يقلل من الإحساس بالصداع، وعموماً يمثل شهر رمضان فرصة ذهبية بالنسبة إلى المدخنين ليقلعوا عنه.

من جهة أخرى، يعتبر الجوع وزيادة حموضة المعدة من الأسباب التي تؤدي إلى الصداع خلال رمضان، يقدم د. محمود خيال (أستاذ التغدية في كلية الطب في جامعة الأزهر) نصائح للتخلص من حموضة المعدة، ومنها بداية الإفطار باحتساء طبق من الشوربة الدافئة لتستعد هذه الأخيرة لاستقبال باقي الطعام وهضمه بشكل صحيح.

كذلك ينصح د. خيال بعدم تناول كميات كبيرة من الطعام دفعة واحدة، بل يجب تقسيمه على فترات كي لا تُجهد المعدة والابتعاد عن الأغذية الحريفة والمشبعة بنسبة عالية من الدهون، التقليل من تناول الشاي والقهوة والمنبهات عموماً، محاولة الإقلاع عن التدخين أو تخفيف معدل التدخين قدر المستطاع، تناول الألبان ومنتجاتها بكثرة أثناء الليل لأنها تريح المعدة وترطبها، تناول الأغذية الغنية بالماغنسيوم والبوتاسيوم كالخضار والفاكهة والتمر، الابتعاد عن الشوكولا والمثلجات والأطعمة الدسمة وبعض أنواع الجبن الدسمة، ويفضل تناول الجبن المنزوع الدسم، تناول الفيتامينات، خصوصا B2 وD لتخفيف حدة الصداع الناتج من الجوع، على أن يكون ذلك بإشراف طبي كي لا يؤدي إلى نتائج غير مرجوَّة، والابتعاد عن التوتر والضغوط العصبية خلال الشهر الفضيل لأنهما من أبرز مسببات الصداع .

7 أسباب للصداع

1. العطور: تنشط الرائحة القوية الأعصاب في الأنف وتثيرها، ما يحدث آلاماً في الرأس.

2. الجوع: يخفض اتباع حمية غذائية أو الجوع أو ترك إحدى الوجبات اليومية مستوى السكر في الدم، ويسبب صداعا حادا، لذا يجب الحفاظ على مستوى معتدل للسكر في الدم.

3. اضطرابات النوم: يرتبط معظم أنواع الصداع باضطرابات النوم، يمكن أن يسبب التعب نتيجة قلة النوم، تصلب عضلات الأكتاف والرقبة الذي يمنع أو يحد من تدفق الدماء إلى الرأس وبالتالي الشعور بالصداع.

4. الطقس الجوي: العلاقة بين تغــيرات الطقس والضغط ونوبات الصداع معروفة منذ فترة طويلة، أظهرت دراسة بريطانية حديثة أن 51% من المصابين بالصداع النصفي حساسون من الطقس وتغيراته، وأن 22% منهم تحدث لديهم نوبات الصداع في حالة الجو البارد والجاف، بينما 12% منهم يعانون من الصداع مع الجو الحار والرطب.

5. أقراط الأذن وأكسسوارات الرأس: يسبب وضع أقراط ثقيلة أو بعض أكسسوارات الرأس مثل القبعات الضيقة أو التيجان الصداع.

6. التدخين: يُعد أبرز أسباب الصداع النصفي، كذلك يتعرض المدخنون للإصابة بصداع شديد ومستمر.

7. التوتر: جزء كبير من أنواع آلام الرأس سببها التوتر، إذ تتصلب عضلات الرقبة والأكتاف ويصبح تدفق الدماء الى الرأس محدوداً، بالإضافة إلى وصول مواد سامة إلى الجسم.