جدَّد الأمين العام لـ«حزب الله» انتقاده الشديد لبعض الأنظمة العربية، متوعداً في الوقت نفسه إسرائيل في حال شنَّت أي عدوان على لبنان. بعد زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والممثل الأعلى للسياسية الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا إلى بيروت أمس الاول، في إطار جولتهما على المنطقة، التي طغى عليها، إضافة الى تركيز الرئيس الفرنسي على ضرورة إجراء الانتخابات النيابية المقررة في 7 يونيو المقبل بشفافية، التطورات الدراماتيكية في الأراضي الفلسطينية، لايزال العدوان على غزة يتقدم الى واجهة الاهتمامات المحلية. وبرزت في بيروت امس، المواقف التي اطلقها الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله، التي اعتبر فيها أن «مسؤوليات الحكومات العربية أن تكون الى جانب المقاومة في فلسطين، وتساعد هذه المقاومة على تحقيق أهدافها بوقف العدوان وفك الحصار، لا بالضغط على المقاومة للقبول بشروط اسرائيل المذلة». ولفت نصرالله في كلمة بُثَّت على شاشة عملاقة امام المشاركين في مسيرة العاشر من محرم في الضاحية الجنوبية لبيروت أنّ تجربة حرب يوليو، وتجربة المقاومة في غزة «حسمتا، ويجب أن تحسما كل نقاش حول أيّ استراتيجية دفاعية هنا او هناك»، مشددا على ان «خيار المقاومة الشعبية المسلحة المستندة الى الايمان والاحتضان الشعبي هو الخيار الافضل لمواجهة اقوى الجيوش في العالم، وهذا يزيدنا وضوحا في رؤيتنا وطريقنا». وأكد نصرالله أن حزبه «سيعادي ويخاصم كل مَن يتواطأ على غزة وأهلها»، مشيرا إلى أن على الحكومات العربية دعم المقاومة لا الضغط عليها للقبول بشروط مذلة. وسأل: «هل يحتاج النظام المصري الى أكثر من 650 شهيدا و3000 جريح لفتح معبر رفح؟!»، وذلك بعد أن انتقاده لـ«مسؤول مصري كان سأل: هل يحتاج مجلس الأمن أكثر من 650 شهيداً و3000 جريح لوقف العداون؟». وقال أمين عام «حزب الله»: «حماة اسرائيل في أميركا والعالم يريدون من أمتنا وحكوماتنا أن تعطي الشرعية لإسرائيل ولو بالحديد والنار، لكن الأغلبية الساحقة من أمتنا ترفض ذلك». وأضاف: «ما يجري اليوم من حرب مدمرة على أهلنا في غزة يجب أن يكون دافعا قويا لرفض الاعتراف باسرائيل، وإن قطع العلاقات مع اسرائيل وإيقاف التطبيع معها هو من أبسط الحقوق والواجبات على الحكام في هذه المرحلة، فبالأمس قام الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز بطرد السفير الاسرائيلي تضامنا منه مع الشعب الفلسطيني، فشافيز انطلاقا من إنسانيته وحسّه الانساني صفع وجوه أولئك الذين يستضيفون سفراء اسرائيل في عواصمهم ولا يجرؤون أن يفكروا في طردهم، واليوم يجب أن يتعلم حكامنا من رجل في أميركا كيفية التعامل المناسب مع اسرائيل». 2006... نزهة وقال أمين عام «حزب الله»: «في الاسابيع التي سبقت العدوان على غزة وحتى الآن ونحن نسمع التهديدات، وأنا الآن اقول نحن هنا لا يمكن أن نضعف أو نخاف او نستسلم، ولن ترعبنا طائراتهم ولن تخيفنا تهديداتهم ونحن مستعدون لكل احتمال وكل عدوان، ولو جاء الصهاينة الى أرضنا وقرانا وأحيائنا وبيوتنا فأنا أؤكد لكم انهم سيكتشفون أن حربهم في يوليو 2006 كانت نزهة اذا ما قسناها بما أعددنا لهم الآن، كما أقول لأولمرت الفاشل والخائب والمهزوم في لبنان انه لن يستطيع القضاء على حركة «حماس» ولا على «حزب الله». وأشار أخيراً، إلى أن «أحداً لا يعرف حجم التواطؤ على الشعب الفلسطيني، وأن على الجميع أن يكونوا جاهزين لأي طارئ». مصر وفي مصر، تباينت ردود الفعل إزاء تصعيد نصرالله أمس، لهجومه على الموقف الرسمي تجاه أحداث غزة، إذ انتقد محللون مقربون من الحكومة المصرية تصريحاته، واتهموه بأنه تحوّل إلى «مجرد مهرج مغرم بالشاشات وبالإعلام»، بينما دافع معارضون عن نصرالله، معتبرين تصريحاته نوعا من الضغط من أجل فتح معبر «رفح»، واستبعدوا في الوقت ذاته أن يوجه نصرالله آلته العسكرية لأي دولة عربية وخصوصا مصر. وقال أستاذ العلوم السياسية وعضو أمانة السياسات في الحزب «الوطني» الحاكم جهاد عودة، إن نصرالله «بعد أن قام بدور بطولي من قبل عندما لقن القوات الإسرائيلية درساً قاسياً تحول الآن إلى مجرد مهرج كل همه الظهور بدور إعلامي فهو مغرم بالشاشات وبالإعلام». وأوضح عودة: «إذا كان حسن نصرالله يتحدث على قدر حجمه وباسم فرقته، فهذا أمر ممكن أن نتقبله، رغم أنه سوف يتسبب في إثارة أجواء الاضطراب والاحتجاج ضد مصر، لكن إذا كان يتحدث باسم الدولة الإيرانية ومنصبه كنائب للمرشد في المجتمع الشيعي العالمي فهذا شأن آخر، ولا يمكن السكوت عليه، وعلى الحكومة المصرية مخاطبة نظيرتها الإيرانية لوقف هذه التصريحات الغاشمة على مصر». في المقابل دافع الكاتب الصحافي المعارض، رئيس تحرير جريدة «العربي» الناطقة بلسان الحزب الناصري عبدالله السناوي عن خطاب نصرالله، مشيرا إلى أنه لم يدع إلى انقلاب الشعوب على دولها، ولكنه «يضغط لفتح معبر رفح ويرد على حملات الإعلام ضده». وأكد السناوي أن «حزب الله» قصد إبداء استعداده للتصعيد العسكري في حالة استمرار الوضع الإسرائيلي على «حماس». وأعرب عن رفضه لاستمرار الحملة الإعلامية ضد نصرالله، مشيرا إلى أنه «حتى وإن كان مخطئاً في رأي بعضهم فهو في النهاية زعيم يستحق الاحترام»، وأضاف: «عدونا إسرائيل وليست حماس وحزب الله أو سورية وإيران». وكان نصرالله وصف في خطاب سابق له قبل أسبوع، الموقف المصري بأنه «حجر الزاوية في ما يجري في غزة»، وقال مخاطبا القيادة المصرية «إن لم تفتحوا معبر رفح، فأنتم شركاء في القتل والحصار والمأساة الفلسطينية»، ودعا «ملايين المصريين إلى الخروج الى الشوارع» احتجاجا على الموقف الرسمي المصري، كما دعا الجيش المصري إلى الانتفاض، وهو ما أثار حملة ضده في الصحف الحكومية المصرية التي اتهمته بأنه «عميل للثورة الإيرانية».
آخر الأخبار
نصرالله يهاجم بعض العرب مجدداً: سنعادي كل مَن يتواطأ على غزة ردود فعل مصرية متباينة إزاء خطاب أمين عام حزب الله
08-01-2009